اخر الاخبار

روسيا وإيران تبرمان اتفاقية شراكة قبيل ولاية ترمب الجديدة

يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الجمعة، في قمة تهدف إلى توقيع اتفاقية جديدة، فيما يستعد البلدان لمواجهة تداعيات عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

تهدف اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة الجديدة إلى تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية بين روسيا وإيران، حيث يسعى البلدان للتكيف مع العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وحلفائها. وفقاً لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ستشمل الاتفاقية التزامات بتعزيز التعاون الدفاعي بين البلدين، لكنها لن تتضمن تعهداً بالدفاع المتبادل مثل الاتفاقية الأخيرة التي وقعتها روسيا مع كوريا الشمالية، وفقاً لتصريحات السفير الإيراني في موسكو كاظم جلالي لوكالة “تاس” الروسية الرسمية يوم الخميس.

قال نيكولاي كوجانوف، الدبلوماسي الروسي السابق في إيران والأستاذ المساعد حالياً في مركز دراسات الخليج بجامعة قطر: “البلدان في خندق واحد في مواجهة الغرب”.

وأضاف: “الأهمية لا تكمن في الاتفاقية نفسها فحسب، ولكن في توقيتها، حيث يحتاج بوتين وبزشكيان إلى تحديد سبل مواجهة ترمب”.

تقارب كبير بين روسيا وإيران

ستركز المحادثات على تطوير ممرات عبور للتجارة عبر آسيا الوسطى وبحر قزوين والقوقاز، بالإضافة إلى مناقشات حول قضايا الطاقة، وفقاً لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. تسعى إيران لأن تصبح مركزاً لنقل الغاز الروسي، لكن لم تظهر أي إشارات على تقدم ملموس في هذا المشروع حتى الآن.

اقرأ المزيد: فريق ترمب يخطط لعقوبات نفطية شاملة على روسيا وإيران

شهدت العلاقات بين روسيا وإيران تقارباً كبيراً منذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في عام 2022، والذي أدى إلى فرض عقوبات شاملة على موسكو ودفعها إلى مواجهة هي الأشد مع الغرب منذ الحرب الباردة. وتعمل روسيا على بناء مسار تجاري مع طهران يصل إلى الهند بهدف تخفيف تأثير العقوبات، كما ناقش المسؤولون تعزيز التعاون المالي والمصرفي، حيث تسعى موسكو للاستفادة من تجربة إيران الطويلة مع العزلة الدولية.

قالت نيكول غرايجوفسكي، الباحثة في برنامج السياسة النووية بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي والمتخصصة في العلاقات بين روسيا وإيران: “كانت روسيا حذرة في السابق من وصف علاقتها مع إيران بأنها استراتيجية لتجنب استعداء أطراف إقليمية رئيسية مثل السعودية وإسرائيل والإمارات وحتى الغرب”. وأضافت: “الآن، تعتمد روسيا على إيران في حربها”.

تعهد ترمب، الذي سيتولى منصبه رسمياً يوم الاثنين، بوضع نهاية سريعة للحرب في أوكرانيا، رغم عدم وضوح كيفية تحقيقه تسوية بين موسكو وكييف. من جهة أخرى، هدد مستشاره للأمن القومي بالعودة إلى سياسة “الضغط الأقصى” التي تبناها ترمب تجاه إيران في ولايته الأولى، لكن ترمب أشار أيضاً إلى رغبته في تحقيق استقرار في العلاقة مع طهران.

منذ بداية الحرب، زودت إيران روسيا بمئات الطائرات الهجومية الموجّهة عن بُعد التي استُخدمت لضرب أوكرانيا، كما أرسلت صواريخ باليستية لدعم بوتين، وفقاً للولايات المتحدة ودول أوروبية. وتنفي طهران إرسال أسلحة إلى روسيا.

تسعى إيران للحصول على نظام الدفاع الجوي الروسي المتطور “S-400” لحماية منشآتها، بما في ذلك المواقع النووية، من الهجمات. كما طلبت من روسيا تزويدها بمقاتلات “Sukhoi Su-35” بهدف تحديث قواتها الجوية التي تعاني من العقوبات منذ عقود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *