اخر الاخبار

مؤشرات وول ستريت تعاني لمواصلة مسيرة الصعود

واجهت مؤشرات الأسهم الأميركية صعوبة في تحقيق تقدم بعد ارتفاع قوي خلال الجلسة السابقة، في حين انخفضت عائدات السندات بسبب تصريحات حذرة من عضو مجلس المحافظين في بنك الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر.

راقبت وول ستريت أيضاً عن كثب تعليقات المرشح لمنصب وزير الخزانة سكوت بيسنت، الذي قال إن الولايات المتحدة ستواجه أزمة اقتصادية إذا لم يتم تمديد التخفيضات الضريبية الجمهورية لعام 2017.

انخفضت الأسهم، بعد ارتفاع بنسبة 2% تقريباً في مؤشر “إس آند بي 500”. وفي حين ارتفعت معظم أسهم الشركات، أدى انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة إلى انخفاض المؤشر. ولم تدعم حتى الأرباح القوية من “مورغان ستانلي” و”بنك أوف أميركا”، المؤشرات القياسية.

وقال خوسيه توريس من شركة “إنتر أكتيف بروكرز” (Interactive Brokers)، إن “المستثمرين يأخذون استراحة بعد الارتفاع الهائل في الأسهم الذي شهدناه أمس”.

تأثير سياسات ترمب على التضخم

ارتفعت سندات الخزانة بعد أن قال والر لشبكة “سي إن بي سي”، إن المسؤولين قد يخفضون أسعار الفائدة مرة أخرى في النصف الأول من عام 2025، إذا استمرت بيانات التضخم المواتية. كما أنه لم يستبعد تماماً خفض أسعار الفائدة في مارس. وتسعر تجارة المبادلات مزيداً من خفض أسعار الفائدة هذا العام، عما كان يتوقع سابقاً.

بقي الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في عامين، في وقت أكد بيسنت أن الحفاظ عليه كعملة احتياطية عالمية أمر بالغ الأهمية. وعندما سئل عن أي تأثير تضخمي للخطط الاقتصادية للرئيس المنتخب دونالد ترمب، أعرب عن اعتقاده بأنها ستقرب التضخم من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي عند 2%.

انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.2%، ولحقه مؤشر “ناسداك 100” بانخفاض نسبته 0.7%، كما نزل مؤشر “​​داو جونز” الصناعي بنسبة 0.2%. 

نزل مؤشر “العظماء السبعة” (أبل، أمازون، ألفابت، إنفيديا، ميتا، مايكروسوفت، تسلا) بنسبة 1.9%، في حين ارتفع مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة بنسبة 0.2%. وانخفض مؤشر “كيه بي دبليو بنك” للبنوك بنسبة 0.2%.

انخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.61%. وارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار بنسبة 0.1%.

انخفاض التفاؤل بارتفاع الأسهم

رغم الافتقار إلى القوة في سوق الأسهم يوم الخميس، لفت بعض المتداولين إلى إشارة شراء ناتجة من أحدث استطلاع للمشاعر من الجمعية الأميركية للمستثمرين الأفراد.

انخفضت المشاعر الصعودية، وهي توقعات بارتفاع أسعار الأسهم على مدى الأشهر الستة المقبلة، إلى 25.4%. وقالت الجمعية إن التفاؤل منخفض بشكل غير عادي، وأقل من متوسطه التاريخي البالغ 37.5%، للمرة الثالثة في سبعة أسابيع.

اعتبر لاري تينتاريلي من “بلو تشيب دايلي ترند ريبورت” (Blue Chip Daily Trend Report)، أن “مؤشرات المشاعر المتطرفة تعد دليلاً معاكساً للسائد موثوقاً إلى حد ما”، مضيفاً أن “المستثمرين يميلون إلى التفاؤل أكثر عند ارتفاعات السوق، وإلى التشاؤم عند هبوط السوق مستويات متدنية”.

تسجيل السوق لعام ثالث على التوالي من المكاسب الضخمة، وهي قوة لم تشهدها الأسواق منذ تسعينات القرن الماضي، بات يتصدر قائمة “بنك أوف أميركا” للمفاجآت المحتملة في السوق لعام 2025.

اعتبر “بنك أوف أميركا” في أحدث نسخة من القائمة التي جاءت تكريماً لاستراتيجي وول ستريت الراحل بايرون وين، أن تحقيق هذه النتيجة مهمة شاقة، ولكنها ليست مستحيلة.

بعد ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 24% في عام 2023، و23% في عام 2024، فإن التقييمات المرتفعة ستجعل من الصعب تحقيق مثل هذا الأداء مرة أخرى هذا العام، كما ستضغط المخاطر بما في ذلك التركيز الشديد وعدم اليقين بشأن السياسة المالية والنقدية، على السوق، كما كتب استراتيجيو البنك بقيادة جاريد وودارد في تقرير هذا الأسبوع.

بيانات مختلطة

في حين غاص المتداولون في تقارير نتائج الشركات، كانت البيانات الاقتصادية يوم الخميس مختلطة. فقد أصبح بناة المنازل في الولايات المتحدة أقل تفاؤلاً بشأن آفاق المبيعات، في حين أشارت أرقام مبيعات التجزئة إلى أن المستهلك صمد بشكل جيد في موسم العطلات.

وقال ديفيد ليفكويتز من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت” (UBS Global Wealth Management) إنه “في الأسابيع المقبلة، سيوفر موسم نتائج الربع الرابع للمستثمرين فرصة لتحويل بعض الاهتمام من البيانات الكلية إلى البيانات الجزئية”. وأضاف: “ما زلنا نرى أن الأسهم الأميركية جذابة”.

حتى موسم إعلان نتائج قوي، من غير المرجح أن يغذي ارتفاعاً مستداماً في أسواق الأسهم، وفق هيلين جويل من شركة “بلاك روك”، التي حذرت من أن توقعات الأسهم تظل هشة خلال الأسابيع المقبلة، وسط مخاوف بشأن النمو الاقتصادي والتضخم.

وقالت جويل في مقابلة: “سيكون موسم إعداد التقارير صعباً، وإن لم يكن بالضرورة بنفس القدر في ما يتعلق برقم الأرباح نفسه. إن توتري ينصب أكثر على مقدار المكاسب التي يتم تحقيقها في حال تفوق النتائج على توقعات السوق، مقارنة بالفشل، وخاصة في الولايات المتحدة حيث مضاعف التقييم مرتفع للغاية”.

وفي الوقت نفسه، زاد المستثمرون من تعرضهم لأكبر أسهم التكنولوجيا، ويبدو أنهم لا يملكون شهية كبيرة للتحوط قبل أقل من أسبوعين من بدء إعلان نتائج المجموعة.

وفقاً للبيانات التي جمعها “دويتشه بنك”، عزز المستثمرون التقديريون حضورهم عبر أسهم الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة والنمو والتكنولوجيا إلى أعلى مستوى منذ يوليو. وتعود صناديق التحوط إلى المجموعة بعد أشهر من البيع المستمر في عام 2024.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *