تداول المشتقات في هونغ كونغ يسجل رقماً قياسياً للعام الثالث
حققت تداولات المشتقات في هونغ كونغ رقماً قياسياً للعام الثالث على التوالي.
أظهرت بيانات من بورصة هونغ كونغ وشركة المقاصة، أن أكثر من 377 مليون عقد من العقود الآجلة والخيارات تم تداولها منذ يناير، بزيادة قدرها 14% مقارنة بعام 2023. جاءت تلك الزيادة بالتزامن مع وصول مؤشرات تقلب الأسهم إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عامين في أكتوبر.
تعهدت الصين بإحياء اقتصادها، ما أثار في البداية موجة من التفاؤل بين المتداولين، لكن هذا الحماس سرعان ما تلاشى مع البطء في تنفيذ الإجراءات الحكومية. وارتفع تقلب الأسهم بشكل ملحوظ مع وصول التداول إلى مستويات غير مسبوقة، مما زاد الحاجة إلى التحوط. واستخدم بعض المستثمرين المشتقات المالية كأداة حذرة للمراهنة على السوق، وفقاً لفرانك بنزيمرا الاستراتيجي من “سوسيتيه جنرال”.
قال بنزيمرا في إفادة صحفية يوم الخميس: “في مثل هذه الحالة، يمكن التعبير عن بعض آراء المستثمرين بشكل كبير من خلال سوق الخيارات”.
حزمة التحفيز الاقتصادي في الصين، التي شملت تخفيضات في أسعار الفائدة، وضخ سيولة للبنوك، ودعم للأسهم، جعلت الأسهم منخفضة القيمة في هونغ كونغ والبر الرئيسي من بين الأفضل أداءً في العالم خلال العام، قبل أن يؤدي تلاشي التفاؤل إلى اندفاع نحو البيع. وبشكل عام، ارتفع معدل تقلب الأسهم اليومية بأكثر من الخمس في هونغ كونغ والصين مقارنة بعام 2023، وفقا لبيانات جمعتها “بلومبرغ”.
زخم في سوق المشتقات
ساهم ذلك في تعزيز سوق المشتقات المحلية. ومع اقتراب نهاية العام، ارتفع حجم تداول الخيارات في هونغ كونغ بنسبة 15% مقارنة بعام 2023 ليصل إلى 209 ملايين عقد حتى يوم الجمعة، في حين زاد حجم العقود الآجلة بنسبة 13% ليصل إلى 168 مليون عقد، بحسب بيانات بورصة هونغ كونغ.
عملت البورصة نفسها على تعزيز جهودها لتنمية السوق، حيث تم إطلاق عقود خيارات أسبوعية على مؤشر “هانغ سنغ للتكنولوجيا” في سبتمبر، وعلى 10 أسهم فردية، بما في ذلك أسهم شركات “إتش إس بي سي” (HSBC Holdings Plc)، و”تينسينت هولدينغز” (Tencent Holdings Ltd)، و”علي بابا هولدينغز” (Alibaba Group Holding Ltd)، في نوفمبر. وخلال الشهر الأول من التداول، شكّلت الإصدارات الأسبوعية أكثر من 10% من إجمالي حجم العقود لمعظم الشركات.
قال جوي كولباتش، رئيس خيارات الأسهم في شركة “أوبتيفر” (Optiver) في سيدني: “هناك طلب متزايد على الخيارات قصيرة الأجل، وقد أظهرت الإصدارات الأسبوعية الجديدة للأسهم الفردية بداية مثيرة للإعجاب بشكل خاص”. وأضاف: “نتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في العام المقبل، وأن يتوسع العرض ليشمل المزيد من الأصول الأساسية”.
عقود الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة، حيث يتم تداول ما متوسطه 48 مليوناً من عقود الخيارات يومياً، وصلت أحجام العقود إلى 11.2 مليار عقد في عام 2024، محققة عاماً خامساً من الأرقام القياسية، وفقاً لبيانات شركة “أوبشنز كليرينغ” (Options Clearing Corp). ساعد إدخال عقود الخيارات الأسبوعية من جانب شركة “سي بي أو إي غلوبال ماركتس” (Cboe Global Markets Inc)، المالكة لبورصة شيكاغو لعقود الخيارات، في عام 2005 والخيارات اليومية في عام 2022، على تعزيز التداول. وتشكل العقود التي تنتهي صلاحيتها في أقل من أسبوع الآن أكثر من نصف هذا الحجم.
في حين زاد تنوع المشتقات المتاحة في هونغ كونغ من جاذبية الأدوات، أدى الارتفاع في التفاؤل بشأن السوق الصينية أيضاً إلى حالة غير عادية في عام 2024، حيث تحركت مؤشرات التقلب لمؤشري “هانغ سينغ”، و”هانغ سينغ تشاينا إنتربرايزس” في نفس اتجاه نظرائهما من الأسهم في أكثر من نصف الأيام منذ يناير، وهو معدل أعلى من أي عام سابق.
في الولايات المتحدة، يتقلب مؤشر التقلبات التابع لبورصة شيكاغو لعقود الخيارات (Cboe Volatility Index) ومؤشر “إس آند بي 500” في اتجاهات معاكسة خلال 80% من فترة رصد المؤشرين، ويمكن أن يكون ذلك مؤشراً تحذيرياً عندما لا يحدث ذلك.
لكن في آسيا، قام المتداولون الذين كانوا يسعون وراء الارتفاع هذا العام بشراء خيارات صعودية، مما أدى إلى قفزة في التقلبات، وفقاً لما قاله لوي لي، رئيس استثمارات الأصول المتعددة للصين في بنك “بي إن بي باريبا” (BNP Paribas SA). كانت هذه التحركات لافتة بشكل خاص، نظراً لأن الطلب على عقود الشراء حدث بشكل مفاجئ، بعد أن تجنب المستثمرون الأسهم الصينية لعدة سنوات.
قال وي: “في الواقع، خلق ذلك مشكلة في توازن العرض والطلب في ظل التقلبات”، وتوقع مزيداً من الارتفاع في أسهم هونغ كونغ، مضيفاً: “عندما يكون هناك ارتفاع في الأسهم، سيكون هناك طلب قوي من المستثمرين على المشتقات”.