ذراع “غازبروم” للنفط في صربيا تواجه عقوبات أميركية
صرح الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أن “نافتنا إندستريا صربيا” (Naftna Industrija Srbije)، وهي شركة التكرير وإنتاج النفط والغاز الوحيدة في صربيا التي تسيطر عليها ذراع النفط التابعة لـ”غازبروم” الروسية، ستواجه عقوبات صارمة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة اعتباراً من الشهر المقبل.
قال فوتشيتش في مقابلة مع قناة “إنفورمر” التلفزيونية في بلغارد مساء الجمعة: “تأكدنا أن الولايات المتحدة ستفرض أشد العقوبات على شركة (نافتنا إندستريا صربيا)”، دون تحديد مصدر المعلومات. وأضاف: “لم نتلقَّ بعد وثائق رسمية، لكن الولايات المتحدة ستفرض خلال أيام قليلة عقوبات شاملة” على الشركة، موضحاً أن “البريطانيين سينضمون إلى العقوبات، مما يعني أن الجميع سيطبقها”. وأشار إلى أن العقوبات قد تدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الأول من يناير.
في 2008، اشترت “غازبروم نفت” (Gazprom Neft) حصة الأغلبية في شركة النفط الرئيسية الصربية، ورفعت حيازتها لاحقاً إلى 56.15%. وفي 2022، نقلت الشركة الروسية 6.15% من حصتها إلى الشركة الأم في ظل القيود الغربية المفروضة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا. وتحتفظ الحكومة الصربية بحصة أقلية تبلغ حوالي 30% من الشركة، التي تُعدّ أكبر شركة مدرجة في بورصة صربيا.
خيارات صربيا لتجنب العقوبات
وصف فوتشيتش العقوبات بأنها “أحد أصعب الأخبار التي واجهتها البلاد في الأعوام الأخيرة”، مشيراً إلى أن الحكومة قد تضطر للاستحواذ على حصة لم يحددها في الشركة لتغيير هيكل ملكيتها، في محاولة لتجنب العقوبات.
تسعى صربيا، التي تقدمت بطلب لعضوية الاتحاد الأوروبي، تحت قيادة فوتشيتش، لتحقيق توازن في علاقاتها مع القوى الغربية وروسيا والصين. فعلى الرغم من إدانة الحكومة الصربية للعدوان الروسي على أوكرانيا، إلا أنها امتنعت عن الانضمام للعقوبات الغربية الشاملة.
تعتمد صربيا بشكل كبير على الغاز القادم من شركة “غازبروم”، حتى مع جهودها لتنويع مصادر الطاقة بعيداً عن الإمدادات الروسية. وتجري حالياً محادثات مع روسيا لتمديد عقد توريد الغاز الذي ينتهي في مارس المقبل.
لم تستجب وزارة الخزانة الأميركية و”غازبروم” و”غازبروم نفت” على الفور لطلبات التعليق المرسلة يوم السبت.
تحديات تأمين إمدادات الطاقة
قال فوتشيتش في حديثه مع قناة “أر تي إس” (RTS) الرسمية يوم السبت: “بمجرد أن نتسلم الوثائق، سنتحدث أولاً مع الأميركيين، ثم سنتجه إلى الروس. علينا إيجاد حل لهذه المشكلة؛ فلا يمكننا ترك صربيا بدون نفط في منتصف الشتاء”. وأضاف: “في الوقت نفسه، سنحافظ على علاقاتنا الودية مع الروس، مع الحرص على عدم الإضرار بعلاقاتنا مع من يفرضون العقوبات”.
تعتمد المصفاة الرئيسية لشركة “نافتنا إندستريا صربيا” في بانشيفو، الواقعة شرق بلغراد، على استيراد النفط الخام عبر خط أنابيب يمر عبر الدولة المجاورة كرواتيا. ومع تصاعد العقوبات واحتمالية توقف استخدام هذا الخط، وضعت صربيا خططاً لربط إمداداتها للنفط الخام بخط أنابيب “دروجبا” عبر المجر بحلول 2026.