وول ستريت تحجم عن المخاطرة بانتظار اجتماع الفيدرالي
فقد الارتفاع الذي دفع أسهم أكبر شركات التكنولوجيا في العالم إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق، زخمه يوم الخميس حيث أحجمت وول ستريت عن الرهانات الكبيرة قبل اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل.
انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.7%، ولحقه مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.5%، حيث قام المتداولون بتقييم طلبات البطالة الأعلى من المتوقع، في مقابل بيانات أسعار المنتجين القوية للغاية. حققت مؤشرات الأسهم مكاسب قوية في الجلسة السابقة بعد تقرير التضخم الذي يدعم التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي في 18 ديسمبر.
أظهرت البيانات أن طلبات البطالة الأولية ارتفعت إلى 242000 للأسبوع المنتهي في 7 ديسمبر، وهو أعلى من تقديرات خبراء الاقتصاد التي كانت تشير إلى تسجيل 220 ألف طلب. كانت قراءات أسعار المنتجين لشهر نوفمبر، التي صدرت في نفس الوقت، مختلطة، مع تسارع التضخم في قطاع البيع بالجملة في الولايات المتحدة في نوفمبر، بسبب ارتفاع أسعار البيض. فشلت سندات الخزانة في الحفاظ على تقدمها بعد التقرير، حيث حاول المستثمرون توقع متى سيوقف البنك المركزي خفض أسعار الفائدة بشكل مؤقت.
وفقًا لكريس لاركين من “إي ترايد” في “مورغان ستانلي” فمع “ارتفاع أسعار البيض التي يبدو أنها تلعب دوراً رئيسياً في مؤشر أسعار المنتجين الرئيسي الذي جاء أعلى من المتوقع، فقد يركز المتداولون بشكل أكبر على القفزة في مطالبات البطالة”. وأضاف أنه في حين كان هناك تدفق ثابت من بيانات العمل القوية، فإن “الفيدرالي يبحث عن أي علامات على ضعف مشهد الوظائف”.
خفض ثالث على التوالي
من المتوقع على نطاق واسع أن يلجأ الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة على التوالي الأسبوع المقبل، وذلك بعد أن استجاب البنك المركزي الأوروبي للتوقعات بتخفيف أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، بينما خفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بشكل مفاجئ بمقدار 50 نقطة أساس.
ارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار بنسبة 0.3%، متقدماً للجلسة الخامسة على التوالي، حيث قام المتداولون بتقييم احتمال توقف بنك الاحتياطي الفيدرالي في أوائل عام 2025 عن خفض الفائدة، بينما انخفضت السندات الأميركية لليوم الرابع على التوالي. ارتفعت سندات الخزانة الأميركية فور صدور تقارير هذا الأسبوع، ولكن هذه المكاسب تبخرت لاحقاً. وارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.33% يوم الخميس.
يتوقع ستان شيبلي في شركة “إيفركور آي إس آي” (Evercore ISI) أن تنهي سندات الخزانة الأميركية القياسية السنة، عند حوالي 4.6%. وكتب في مذكرة: “لقد زاد عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية الأميركية على الرغم من اختفاء احتمالات الركود. هذا لأن تفاصيل السياسة الاقتصادية غير واضحة”.
بالنسبة لإيلا هوكسا، رئيسة الدخل الثابت في “نيوتن إنفستمنت مانجمنت” (Newton Investment Management)، فإن “التخفيض العنيف” من بنك الاحتياطي الفيدرالي ممكن الأسبوع المقبل. “في هذا السيناريو، فإن الخطر الأكبر يتمثل في المراهنة على أن الفيدرالي سيكون أكثر حذراً بدلاً من أن يكون أكثر حمائمية” (تفضل السياسة الحمائمية أسعار الفائدة المنخفضة).
مشاكل العرض
رغم توقف ارتفاع الأسهم يوم الخميس، يرى مارك نيوتن من شركة “فندسترات” (Fundstrat) مساحة كي تسجل مؤشرات الأسهم مستويات مرتفعة جديدة في نهاية العام.
وقال رئيس الاستراتيجية الفنية للشركة: “من المعروف أن مؤشر أسعار المنتجين لا يؤثر حقاً على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم”.
مع وجود عدد قليل من الشركات المسؤولة عن الجزء الأكبر من ارتفاع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 27% هذه السنة، ومن بينها “إنفيديا” و”أبل”، فإن بعض المستثمرين في وول ستريت يشعرون بقلق متزايد من عدم مشاركة المزيد من الشركات في هذا الارتفاع.
وكتب نيوتن إلى العملاء: “لقد تراجعت مقاييس العرض قصيرة الأجل بشكل حاد، لكن هذا لا يجب أن يؤدي إلى تصحيح”. وقال إن الشركات ذات القيمة السوقية الصغيرة، وشركات النقل، ومتوسط مؤشر “داو جونز” الصناعي، قد تعود إلى مستويات مرتفعة جديدة.
يتجه مؤشر “إس آند بي 500” الآن إلى يومه التاسع على التوالي، حيث يفوق عدد الأسهم التي تنخفض عدد تلك التي ترتفع. هذه أطول سلسلة من هذا الإطار منذ بدأت “بلومبرغ” في جمع البيانات في عام 2004.
في أوروبا، ضعف اليورو بعد خفض البنك المركزي الأوروبي. في وقت سابق من الأسبوع، خفضت كندا أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في حين أشارت أستراليا إلى أنها تتحرك نحو التيسير النقدي، كما تعهدت الصين بخفض أسعار الفائدة. وفي الوقت نفسه، أشارت اليابان إلى أنها ليست في عجلة من أمرها لرفع أسعار الفائدة.
وفي السلع الأساسية، قلصت عقود خام “غرب تكساس” الوسيط خسائرها، بعد أن حذرت “وكالة الطاقة الدولية” من تخمة في المعروض في عام 2025. وهبط الذهب بنحو 1.6%، وهو أكبر انخفاض يومي في أكثر من أسبوعين.