عمان تطرح حزمة ثالثة من أراضي مشروعات الهيدروجين الأخضر
تواصل سلطنة عمان المضي قدماً في رؤيتها المستقبلية للهيدروجين الأخضر، مستهدفة أن تصبح مورداً عالمياً رئيسياً له، على الرغم من تأجيل أو إلغاء العديد من المشاريع في دول أخرى، سواء المتعلقة بإنتاج أو استيراد هذا الوقود.
أعلن سالم العوفي، رئيس مجلس إدارة هيئة “هايدروم” (Hydrom)، في مقابلة اليوم الأربعاء، أن الهيئة الحكومية المسؤولة عن الإشراف على تطوير الهيدروجين الأخضر في عمان ستطرح حزمة ثالثة من الأراضي المخصصة للمشاريع المرتبطة بهذا القطاع خلال الربع الأول من العام المقبل. وتتوقع الدولة بدء تصدير أول شحناتها من الوقود بحلول أوائل 2030.
تحديات إنتاج الهيدروجين الأخضر
يُعد الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج عبر فصل الماء إلى هيدروجين وأكسجين باستخدام طاقة نظيفة، وسيلة حاسمة للصناعات والدول لتحقيق أهدافها المناخية. لكن التحديات تزداد مع غياب مشترين مستعدين لدفع تكاليف إضافية للحصول على الهيدروجين والأمونيا المُنتجين من مصادر متجددة، فضلاً عن نقص البنية التحتية اللازمة لاستيراده، مما يهدد المشاريع.
مؤخراً، أوقفت شركة “إكوينور” (Equinor ASA) النرويجية خطط إنشاء خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى ألمانيا، كما أجلت الدنمارك بدء مشروع مماثل حتى العقد المقبل. وفي نوفمبر، أغلقت شركة “نورسك هيدرو” (Norsk Hydro ASA) أنشطتها المتعلقة بالهيدروجين الأخضر.
عمان تراهن على المستقبل
مع ذلك، تتوقع عمان استمرار الطلب على الهيدروجين الأخضر في المستقبل. وقال العوفي، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الطاقة في السلطنة: “نضاعف جهودنا لأننا نؤمن بأن السوق ستستجيب، ولا نريد أن نتفاجأ عندما يحدث ذلك”. وأضاف: “ما نشهده اليوم لا يعكس بالضرورة الاتجاهات طويلة المدى التي لا نزال نؤمن بأنها لم تتغير”.
وأشار إلى أن زيارات العملاء المحتملين أظهرت استمرارهم في تنفيذ مشاريع مثل بناء خطوط أنابيب ومحطات استقبال الوقود، وإن كان ذلك “بوتيرة أقل مما كنا نتوقعه في البداية”، مؤكداً أن الأنشطة لا تزال مستمرة.
حتى الآن، لم تتمكن المشاريع المطروحة في أول مزايدتين لعمان من تأمين مشترين أو الوصول إلى قرارات استثمارية نهائية، لكن القطاع سيشهد زخماً كبيراً بمجرد توقيع أولى اتفاقيات التوريد، بحسب ما قاله العوفي.
في وقت سابق من هذا العام، وقعت شركة “يارا إنترناشونال” (Yara International ASA)، إحدى كبرى شركات تصنيع الأسمدة في أوروبا، اتفاقاً مع مجموعة “أكمي غروب” (Acme Group) الهندية لشراء الأمونيا الخضراء. وستأتي هذه الشحنات من مشروع “يارا” في عُمان، الذي تم الاتفاق عليه قبل بدء “هايدروم” في المزاد رسمياً. وأشار العوفي إلى أن أي قرار استثماري نهائي يتعلق بمشاريع “هايدروم” قد لا يُتخذ قبل أواخر عام 2026.