فرص جديدة تخلقها الأسهم القيادية بالسوق السعودية.. كيف؟
تتسارع وتيرة عمليات التمركز من جانب المؤسسات في الأسهم السعودية مع اقتراب نهاية العام لتقود مؤشر السوق الرئيسية إلى أعلى مستوياته خلال شهرين.
ارتفاع شهية الاستثمار في الأسهم، يعززه قرار الفيدرالي الأميركي المرتقب الأسبوع المقبل، وسط توقعات بخفض الفائدة 25 نقطة أساس، فضلاً عن تداول الأسهم السعودية عند أدنى مكررات ربحية لخمس سنوات تقريباً، وفق إكرامي عبدالله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”.
“خطفت الأسهم القيادية الأضواء من الشركات المتوسطة فضلاً عن السيولة”، وفق ماري سالم، المحللة المالية لدى “الشرق”. وقالت “انعكاسات قرار الفائدة المتوقع من جانب الفيدرالي على البنوك زاد الزخم على أسهمها، وقاد مؤشر السوق لمواصلة الصعود رغم عمليات جني الأرباح الدوّارة على الأسهم”.
يأتي ذلك، فيما تتجه الأنظار صوب بيانات التضخم الأميركية المقرر صدورها اليوم، والتي قد يكون لها تأثير على قرار الفائدة من جانب الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل.
ستواصل السوق مراقبة سهم “أرامكو السعودية” وسط مجموعة من الاخبار الإيجابية تبدأ بإبقاء وكالة “فيتش” تصنيف شركة النفط العملاقة عند (A+) مع نظرة مستقبلية مستقرة. كما تقترب عملية إعادة موازنة المحافظ من جانب الصناديق الخاملة التي تتبع مؤشرات “فوتسي راسل” بعد زيادة وزن “أرامكو” في المؤشرات.
التزام الشركة بتوزيعات الأرباح رغم تراجع أسعار النفط والإنفاق التوسعي في الميزانية السعودية للعام المقبل، يبرر الزخم الحاصل على السهم خلال الجلسات الست الماضية، وفق بسام العبيد، المستشار المالي في شركة “يونيتكر” (UniTicker).
وشهدت تعاملات أمس عودة مستويات السيولة إلى 7 مليارات ريال، أعلى بنحو 8% من متوسط ثلاثة أشهر، مدعومة بالزخم على أسهم البنوك السعودية.
آفاق أفضل لمستقبل البنوك السعودية
ستراقب السوق اليوم أسهم البنوك، حيث لا تزال تتفاعل إيجابياً مع تقارير التصنيف الائتمانية الصادرة مؤخراً من جانب ثلاث وكالات تصنيف ما يضع القطاع ضمن أفضل 5 قطاعات مصرفية عالمياً، ويؤهله لمرحلة جديدة خلال العامين المقبلين، بحسب محمد الفراج، رئيس أول لإدارة الأصول في “أرباح كابيتال”.
رفعت وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني في نهاية نوفمبر، تصنيف الودائع على المدى البعيد والتصنيف الأساسي غير المدعوم بأصول، لـ11 بنكاً سعودياً تتابعها الوكالة في المملكة، في خطوة تأتي بعد أيام من رفع تصنيف السعودية الائتماني إلى “Aa3” من “A1” بنظرة مستقبلية مستقرة.
البيانات الإيجابية حول الاقتصاد عززتها البيانات الصادرة عن الهيئة العامة للإحصاء، أمس الثلاثاء، بعد أن كشفت عن تحول الإنتاج الصناعي في السعودية للارتفاع مدعوماً بنمو الأنشطة الاقتصادية بصفة عامة وزيادة إنتاج النفط، حيث زاد مؤشر الرقم القياسي لكميات الإنتاج الصناعي 5% على أساس سنوي في أكتوبر الماضي بعد انخفاضه في الشهر السابق.
ستراقب السوق أسهم “سابك”، حيث أصدر “غولدمان ساكس” تقرير يوصي بالشراء مع تحديد سعر مستهدف يزيد بأكثر من 23% عن سعر الإغلاق، وبما يتماشى مع عدد من التقارير الصادرة مؤخراً من شركات “ألفامينا”، و”إتش إس بي سي”.
اتجاه للتركز
أسهم “الخليجية العامة للتأمين التعاوني” ستكون تحت رادار المتعاملين، بعد أن أبرمت اتفاقية اندماج ملزمة مع شركة “اتحاد الخليج الأهلية للتأمين”، ستكون الأخيرة الشركة الدامجة وستصدر أسهم زيادة رأسمال لصالح مساهمي “الخليجية العامة”.
أسهم الشركتان تراجعا أمس، في بداية التداولات على الرغم من العلاوة التي تتجاوز 14% لمساهمي “الخليجية العامة” حال قبول صفقة الاندماج. أغلقت أسهم “الخليجية العامة” على ارتفاع بنسبة 0.38%، بينما انخفض سهم “اتحاد الخليج الأهلية” 1.88%.
صدمة السوق الأكبر
وفي أولى جلسات تداولها بالسوق الرئيسية، تراجعت أسهم شركة “جاهز الدولية لتقنية نظم المعلومات” بأكثر من 9%، وفقدت الشركة نحو 900 مليون ريال من قيمتها السوقية. بينما تراجع سهم “بنان العقارية” في ثاني جلسات تداوله بنحو 10%.
اشتراطات سوق نمو كانت تتيح التداول على الأسهم لعدد محدود من المستثمرين وارتفع السهم كثيراً مع إعلان انتقاله للسوق الرئيسية.
“قلة أعداد المتداولين في سوق نمو بالمقارنة بالسوق الرئيسية يفتح المجال أمام سيولة أكبر، وجني الأرباح على الأسهم بعد المضاربات منذ إعلان نيتهما الانتقال للسوق الرئيسية يفسر الضغط قصير المدى”، وفق العبيد المستشار المالي في شركة “يونيتكر”.