مؤشرات الأسهم الأميركية تمحو أكثر من نصف مكاسبها الانتخابية
انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية يوم الجمعة، لتختتم أسوأ أسبوع منذ أكثر من شهرين، إذ فقدت “تجارة ترمب” زخمها، فضلاً عن رهانات المستثمرين على أن الاحتياطي الفيدرالي سيضطر إلى إبطاء وتيرة تيسير السياسة النقدية.
أغلق مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) التعاملات عند أدنى مستوياته على مدار الجلسة، وقادت أسهم التكنولوجيا الهبوط. بدد المؤشر الآن أكثر من نصف المكاسب التي حققها في صعوده بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
يرى المتداولون احتمالات أكبر بقليل لخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الشهر المقبل بعد تعليقات جيروم باول هذا الأسبوع التي تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي ليس في عجلة لخفض أسعار الفائدة، وتقرير يوم الجمعة عن مبيعات التجزئة لشهر أكتوبر والذي تضمن مراجعات صعودية كبيرة للشهر السابق.
“تجارة تررمب” تفقد الزخم
ومع بدء تلاشي النشوة الأولية بشأن أجندة ترمب الداعمة لقطاع الأعمال، بدأ المستثمرون في التعايش مع تكاليف خططه المالية وقدرتها على إعادة تغذية التضخم. قال تشارلز هنري مونشاو، كبير مسؤولي الاستثمار في بنك “سيز آند كو”: “هذا سيأتي ذلك على حساب عجز محتمل أكبر في الميزانية، وربما ديون أكبر، وهناك أيضاً البعد التضخمي. يوجد إدراك أن هناك ثمن يجب دفعه مقابل ذلك”.
انخفض مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 2.1% خلال الأسبوع، وتراجع مؤشر “ناسداك 100” لأسهم التكنولوجيا بأكثر من 3%، وسجل كلاهما أكبر انخفاض أسبوعي منذ الفترة المنتهية في 6 سبتمبر. وفي تعاملات الجمعة، انخفضت أسهم جميع الشركات العملاقة “العظماء السبعة” باستثناء “تسلا” التابعة لإيلون ماسك، مع تراجع أسعار أسهم “أمازون” و”إنفيديا” و”ميتا” بأكثر من 3%. عانت شركة “بلايد ماتيريالز”، أكبر شركة أميركية لتصنيع معدات تصنيع الرقائق، من أسوأ انخفاض لسعر سهمها خلال شهر بعد توقعات مخيبة للآمال للإيرادات.
تقلص توقعات خفض الفائدة في ديسمبر
في وقت متأخر من يوم الجمعة، توقع المتداولون فرصة بنسبة 56% تقريباً بأن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماعه في ديسمبر، بانخفاض عن 80% في وقت سابق من هذا الأسبوع. قُلصت الرهانات على خفض الفائدة بعد أن حذر باول يوم الخميس من أن البنك المركزي ليس في عجلة لتيسير سياسته النقدية. قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في بوسطن سوزان كولينز يوم الجمعة إن خفض الفائدة في ديسمبر لا يزال مطروحاً للنقاش، مشددة على أن قرار البنك المركزي سيسترشد بالبيانات الواردة.
وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، أوستان غولسبي، إنه طالما استمر التضخم في الانخفاض نحو هدف البنك المركزي البالغ 2%، فإن أسعار الفائدة ستكون أقل “كثيراً” خلال الـ12 إلى 18 شهراً القادمة. ومع ذلك، فقد اتفق مع باول، مشيراً إلى أن صناع السياسة النقدية ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض تكاليف الاقتراض.
“الأسهم باهظة في السوق، وأعتقد أن خطاب باول الليلة الماضية قال بشكل أساسي أن مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي ليسوا في عجلة حيال خفض أسعار الفائدة، وربما يكون هذا هو السبب الرئيسي وراء عمليات البيع على وجه التحديد اليوم”، وفق جون دافي، الرئيس التنفيذي ورئيس قسم المعلومات في “أستورا أدفايزورز” (Astoria Advisors) عبر الهاتف.
تعرضت سندات الخزانة لضغوط بيعية في بادئ الأمر بعد بيانات مبيعات التجزئة، مما دفع عوائد السندات لأجل 10 سنوات للارتفاع إلى 4.5%، وهو أعلى مستوى منذ 31 مايو. وأدى ذلك إلى إغراء المشترين، مما أدى إلى انخفاض العائدات مرة أخرى إلى حوالي 4.3% دون تغيير يذكر عن اليوم السابق.
وفي الوقت نفسه، تعرضت شركتا صناعة الأدوية “موديرنا” و”فايزر” لضغوط في تداولات نيويورك بعد أن عين ترمب روبرت إف كينيدي جونيور، أحد المتشككين البارزين في اللقاحات، في منصب رفيع في مجال السياسة الصحية.
وتراجع الدولار من أعلى مستوياته في عامين، لكنه في طريقه لتحقيق مكسبه الأسبوعي السابع على التوالي. تخلت “بتكوين”، وهي إحدى ما يسمى بـ”تجارة ترمب”، عن بعض مكاسبها هذا الأسبوع، لتُتداول بحوالي 91,000 دولار يوم الجمعة بعد أن وصلت إلى مستوى قياسي فوق 93,000 دولار في وقت سابق من هذا الأسبوع على أمل سياسات صديقة للعملات المشفرة من الإدارة الأميركية الجديدة.