“بوينغ” تتوقع استمرار استنفاد السيولة خلال العام المقبل
يُرجح أن تستمر شركة “بوينغ” في استنفاد السيولة خلال العام المقبل في وقت تواجه تحديات زيادة الإنتاج مرة أخرى بعد إضراب عمالي طويل الأمد والتدقيق التنظيمي على عمليات مصنعها.
من المقرر أن تسجل الشركة تدفقاً نقدياً حراً سلبياً خلال النصف الأول قبل أن يتحول إلى قيمة إيجابية في الجزء الأخير من العام، حسبما صرح المدير المالي بريان ويست للمحللين عبر مكالمة هاتفية بعد إعلان الشركة عن أرباحها. وأضاف أن “بوينغ” ستشهد أيضاً تدفقاً سلبياً في الربع الأخير من العام الحالي، بعد استنزاف أكثر من 10 مليارات دولار في الأرباع الثلاثة الأولى.
وقال ويست: “نتوقع أن يشهد النصف الأول استخداماً للسيولة، وأن يكون النصف الثاني إيجابياً، ثم نبني زخماً حقيقياً مع انتهاء العام والعودة إلى معدلات إنتاج أكثر استقراراً”، و”لذلك من المرجح أن تشهد السنة التقويمية استنفاداً (للسيولة)، ولكن التماسك مهم مع التجهيز للتعافي”.
في حين أن استهلاك السيولة في 2025 لن يكون سيئاً كما هو متوقع لهذا العام، فإن التوقعات الحذرة تؤكد على الطريق الطويل نحو التعافي لشركة تمر بأزمة مستمرة منذ يناير. كان لدى “بوينغ” في الأصل توقعات مماثلة للسيولة لهذا العام -أي استنزاف للنقود في الأشهر الستة الأولى على أن يتحول إلى مكسب في الجزء الأخير- قبل أن يؤدي إضراب العمال الذي بدأ في سبتمبر إلى قلب هذه الخطط رأساً على عقب.
“حوار بناء”
توقف إنتاج طائرات “بوينغ” طراز “737 ماكس” وسط الإضراب في مصانعها في شمال غرب المحيط الهادئ، مما حرم شركة صناعة الطائرات من أكبر منتج لها لتوليد النقد في الوقت الحالي. وضعت إدارة الطيران الفيدرالية سقفاً لإنتاج الطائرات حتى تقتنع بأن الشركة قامت بتحسين عمليات مراقبة الجودة، بعد انفجار لوحة على شكل باب في طائرة من طراز “737 ماكس 9” أثناء رحلتها في أوائل يناير.
وانخفض سعر سهم “بوينغ” بنسبة 4%، ليعكس مكاسب سابقة، بعد أن أشارت الشركة إلى أن الإضراب وتداعياته سيستمر في التأثير على نتائج أعمالها حتى 2025. ورفض كيلي أورتبيرغ، الذي تولى منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس، التعليق على ما إذا كان سيحافظ على هدف توليد سيولة بقيمة 10 مليارات دولار بحلول نهاية 2026.
وقال أورتبيرغ في المكالمة: “جميع التقديرات المالية والتوقعات طويلة المدى قيد المراجعة”، و”أحتاج إلى بعض الوقت لتقييم ذلك. وبالتأكيد نحن بحاجة إلى رؤية بعض الاستقرار في العمل حتى نتمكن من وضع أي نوع من الأهداف”.
ألمح ويست إلى أن الأعمال المتعلقة بإعادة الطائرة “777 إكس” للخدمة -والتي تأخرت كثيراً- في 2026 ستؤثر أيضاً على التدفق النقدي في العام المقبل. سيتوقف حجم استنفاد السيولة على ما إذا كان العمال سيصوتون في وقت لاحق يوم الأربعاء لقبول عرض زيادة الأجور الأخير لشركة صناعة الطائرات، أو مواصلة إضرابهم الذي شل إنتاج “بوينغ” لأسابيع.
وفي الربع الثالث، تكبدت “بوينغ” تدفقاً نقدياً حراً سلبياً بقيمة ملياري دولار.
تعمل “بوينغ” على تجنب الخفض المحتمل لتصنيفها الائتماني، بعد أن قالت كل من وكالة “موديز” للتصنيفات الائتمانية و”ستاندرد آند بورز” في الأسابيع الأخيرة إنهما تدرسان خفض تقييمها الائتماني إلى درجة غير استثمارية. وخلال الشهر الحالي، تتجهز الشركة لجمع ما يصل إلى 25 مليار دولار عن طريق بيع مزيج من الأسهم والسندات.
وقال ويست: “نحن نشارك بشكل نشط مع وكالات التصنيف، وهو حوار بناء وهم يساعدون في تحديد الخطة التي لدينا”.