مؤشرات الأسهم الأميركية تواصل الارتفاع مدعومة بصعود “إنفيديا”
واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية الصعود مدعومة بارتفاع سعر سهم “إنفيديا كورب”، وسط تجاهل المتداولين إلى حد كبير البيانات القاتمة لثقة المستهلك.
ارتفع مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بنسبة 0.3% –مسجلا رقمه القياسي الحادي والأربعين– كما سجل مؤشر داو جونز الصناعي رقماً قياسياً بعد ارتفاعه 0.2%، في حين صعد مؤشر “ناسداك 100” (Nasdaq 100) الشهير بأسهم التكنولوجيا بنسبة 0.5%. كما دعمت حزمة التحفيز الشاملة في الصين أداء الأسهم ذات العلاقات الاقتصادية مع البلاد.
تعرضت الأسهم الأميركية لضغوط بيعية في بداية جلسة الثلاثاء بعد أن أظهرت بيانات مؤشر كونفرنس بورد لثقة المستهلك تسجيل أكبر انخفاض منذ أغسطس 2021 – قبل أن تعكس مسارها بعد تقرير يفيد بأن الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا” انتهى من بيع الأسهم. أدى ذلك إلى ارتفاع سعر السهم بأكثر من 4% ليسحب معه المؤشرات لأعلى.
مخاوف تباطؤ سوق العمل
تقرير ثقة المستهلك أشار إلى المخاوف بشأن التباطؤ في سوق العمل، في حين جاءت بيانات التصنيع أيضاً أضعف من المتوقع.
يقول كارل واينبرغ، كبير الاقتصاديين في “هاي فريكونسي إيكونوميكس” (High Frequency Economics): “كان التدهور في تصورات الوظائف المتاحة مذهلاً. كما أنها ستوجه رسالة تحذيرية بشأن حالة الاقتصاد إلى الأسواق المالية”.
من جهة أخرى، زاد تجار عقود مقايضة أسعار الفائدة رهاناتهم، بعد البيانات، إلى ما يزيد قليلاً عن ثلاثة أرباع نقطة من التيسير النقدي بحلول نهاية العام، مما يشير إلى احتمالية إجراء الاحتياطي الفيدرالي تخفيض كبير آخر على الأقل.
يرى إيان لينجن من “بي إم أو” (BMO)، أن التقرير لم يغير مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي، وكتب: “ما لم تترجم الثقة الضعيفة إلى انخفاض في الإنفاق الاستهلاكي، فإن التحول في المعنويات لن يؤثر على السياسة النقدية”.
وتيرة “مدروسة”
التقرير يتناقض مع آراء محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان، صانعة السياسة النقدية الوحيدة التي اعترضت على خفض الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار نصف نقطة مئوية. وقالت إن البنك المركزي يجب أن يخفض أسعار الفائدة بوتيرة “مدروسة”، معتبرة أن المخاطر التضخمية لا تزال قائمة وأن سوق العمل لم تظهر ضعفا كبيرا.
وقال عدد من صناع السياسة النقدية الآخرين، بما في ذلك رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي، إنه يجب تحويل التركيز من التضخم إلى الوظائف. وقال غولسبي إن البنك المركزي قد يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة “بشكل كبير”.
وعلى صعد أداء الأسهم بشكل منفرد، انخفض سعر سهم “فيزا” بنسبة 5.5% بعد تقرير يفيد بأن وزارة العدل الأميركية تخطط لرفع دعوى قضائية بشأن احتكارها المزعوم لبطاقات الخصم. وكان “إستي لودر” (Estee Lauder Cos) من بين الأسهم التي ارتفعت بعد حزمة التحفيز الصينية. تحقق شركة التجميل ما يقرب من ثلث مبيعاتها من آسيا.
وانخفضت أغلب عائدات السندات الأميركية بعد مزاد سندات لأجل عامين بقيمة 69 مليار دولار.
بيانات منتظرة
ينتظر المستثمرون بيانات حول مؤشر الأسعار الأكثر متابعة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي والإنفاق الشخصي الأميركي في وقت لاحق من هذا الأسبوع للحصول على مزيد من الأدلة حول حجم تخفيضات الفائدة في المستقبل.
وعلى صعيد آخر، كان المزاج العام يميل إلى المخاطرة مع ارتفاع مؤشرات الأسهم بعد خطة التحفيز الصينية. صعدت مؤشرات الأسهم الأوروبية مع صعود القطاعات المعرضة للاقتصاد الصيني. وتراجع مؤشر الدولار مقابل سلة عملات مجموعة العشرة.
حزمة التحفيز الصينية
وتضمنت حزمة التحفيز النقدي الواسعة في الصين يوم الثلاثاء خفض متطلبات الاحتياطي للبنوك، وما لا يقل عن 800 مليار يوان (114 مليار دولار) لدعم سيولة الأسهم. وسجل مؤشر الأسهم في البلاد أفضل أداء يومي له منذ يوليو 2020.
ومع ذلك، قال مايكل سنيد، رئيس الإستراتيجية الكمية الكلية وعبر الأصول في بنك “بي إن بي باريبا”، إن الأمر سيستغرق بعض الوقت حتى يزدهر التأثير الاقتصادي للتحفيز، مضيفاً: “ربما تكون أخبار التحفيز الصينية غير كافية لإزالة تلك المخاطر السلبية في الاقتصاد الأوروبي حتى الآن”.
ارتفعت أسعار النفط وسط آمال في اقتصاد صيني أقوى، وفي الوقت الذي أدت فيه ضربة إسرائيلية كبيرة على أهداف لحزب الله في لبنان إلى إبقاء التوترات مرتفعة في الشرق الأوسط. وسجل سعر الذهب رقما قياسيا.