“بوينغ” تحتاج إلى سنوات لإصلاح ثقافة السلامة لديها

قال كبير مسؤولي سلامة الطيران في الولايات المتحدة إن شركة “بوينغ” ستحتاج إلى ما بين ثلاث إلى خمس سنوات لإعادة بناء ثقافة السلامة لديها، والتي وجد المنظمون أنها مليئة بالعيوب.

“إنه ليس برنامجاً مدته ستة أشهر، أعتقد أنه مشروع طويل الأمد، فقد تحدثت مع مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي حول الحاجة إلى البقاء فيه على المدى الطويل”. وفق ما أوضحه مدير إدارة الطيران الفيدرالية مايكل ويتاكر لأعضاء لجنة النقل والبنية التحتية بمجلس النواب يوم الثلاثاء.

تعمل شركة صناعة الطائرات المأزومة على تحسين ممارسات السلامة والجودة تحت رقابة وثيقة من إدارة الطيران الفيدرالية “FAA” بعد انفجار لوحة بجسم طائرة “737 ماكس” بعد وقت قصير من إقلاعها في يناير. وكشفت عمليات التدقيق اللاحقة التي أجرتها إدارة الطيران الفيدرالية عن سلسلة من ثغرات التصنيع والسلامة في مصانعها.

وقال ويتاكر خلال جلسة استماع للجنة الفرعية للطيران التابعة للجنة: “هناك تقدم، لكنهم لم يصلوا بعد إلى حيث يجب أن يكونوا”.

انتقادات لإدارة الطيران الفيدرالية

يدرس المشرعون إجراءات “بوينغ” قبل وبعد حادث يناير، بالإضافة إلى دور إدارة الطيران الفيدرالية باعتبارها الجهة الرقابية الرئيسية لصناعة الطيران. ومن المقرر أن يدلي ويتاكر بشهادته مرة أخرى يوم الأربعاء أمام لجنة تحقيق فرعية في مجلس الشيوخ.

وتعرضت الوكالة لانتقادات من قبل بعض المشرعين لفشلها في اكتشاف مشاكل “بوينغ” مبكرا. وأقر ويتيكر سابقاً أنه كان ينبغي على وكالته أن تكون أكثر انخراطاً في إشرافها على “بوينغ” قبل حادث يناير. ومنذ ذلك الحين، اتخذت إدارة الطيران الفيدرالية خطوات لتعزيز رقابتها، مثل وضع المزيد من المفتشين على الأرض في مصانع الشركة.

وقال ويتاكر أمام لجنة مجلس النواب إن إدارة الطيران الفيدرالية بدأت أيضاً إصلاح عملياتها الخاصة لتحديد ومعالجة مخاطر سلامة الطيران عبر الوكالة.

وقال ويتيكر إن الهدف هو اعتماد موقف استباقي “لتحديد المخاطر وتخفيفها قبل أن تظهر كأحداث”.

قدمت رئيسة لجنة التجارة بمجلس الشيوخ ماريا كانتويل، وهي ديمقراطية من واشنطن، والسيناتور تامي داكويرث من إلينوي، تشريعاً في أغسطس يتطلب من إدارة الطيران الفيدرالية تعزيز نظام إدارة السلامة لديها وتحليل الهفوات السابقة.

تغيير طويل الأجل

في أعقاب الحادث المؤسف الذي وقع في يناير، وضعت إدارة الطيران الفيدرالية سقفاً لإنتاج طراز “737 ماكس”، وطلبت من “بوينغ” تقديم خطة شاملة لإصلاح المشكلات في مصانعها. تتضمن هذه الخطة، المقدمة إلى الهيئة التنظيمية في شهر مايو، سلسلة من مؤشرات الأداء التي تراقبها الوكالة بشكل لحظي لقياس التقدم الذي تحرزه الشركة.

وفي مقابلة أجريت معه في وقت سابق من هذا الشهر، قال ويتاكر إن مصانع “بوينغ” يجب أن تظهر أنها في حالة جيدة قبل أن تسمح إدارة الطيران الفيدرالية لشركة صناعة الطائرات بزيادة معدلات الإنتاج بما يتجاوز هذا السقف.

وقال ويتاكر خلال جلسة الاستماع إن المهمة طويلة المدى هي إعادة بناء ثقافة السلامة في “بوينغ”. سوف تقوم إدارة الطيران الفيدرالية بقياس التقدم نحو تحقيق هذا الهدف من خلال دراسة استبيانات الموظفين، والنظر في تقارير المبلغين عن المخالفات لقياس ما إذا كان العمال يشعرون بالارتياح عند الإبلاغ عن المشكلات.