تراجع الأسهم الآسيوية قبيل إعلان مرتقب لأرباح “إنفيديا”
انخفضت الأسهم الآسيوية بعد أن دفع عمالقة التكنولوجيا الأسهم الأميركية نحو الانخفاض، مع تحول التركيز من توقعات سياسة الاحتياطي الفيدرالي إلى أرباح شركة “إنفيديا” (Nvidia Corp) في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
افتتحت أسواق هونغ كونغ والبر الرئيسي الصيني على انخفاض، متتبعة الضعف في الأسهم الكورية الجنوبية والأسترالية. تراجعت العقود الآجلة الأميركية في التعاملات الآسيوية بعد أن دفعت بعض أسهم أكبر أسماء التكنولوجيا في العالم وول ستريت إلى الانخفاض.
جاءت الانخفاضات بعد انخفاض مؤشر أسهم “العظماء السبعة” بنسبة 1.2%، أمس الاثنين. في حين ارتفع أكثر من نصف الأسهم في مؤشر “إس آند بي 500″، وانخفض مؤشر الأسهم الأميركية، نتيجة لضعف عمالقة التكنولوجيا التي تهيمن على المؤشر.
واستقرت سندات الخزانة إلى حد كبير في آسيا بعد أن ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات نقطتين أساس إلى 3.82% أمس. وكان الدولار ثابتاً.
توقعات بأرباح قوية
تشير التوقعات بشأن أرباح “إنفيديا” المقرر إعلانها يوم الأربعاء إلى الارتفاع، حيث يتوقع المحللون أرباحاً قوية مجدداً، بما قد يدفع شركة صناعة الرقائق إلى رفع توجيهات أرباحها. وقد توفر النتائج مزيداً من الوضوح بشأن الطلب على الذكاء الاصطناعي، حيث ستكون “إنفيديا” هي المستفيد المباشر من الإنفاق المكثف من قبل الشركات التي تقوم ببناء البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
قال أنتوني ساغليمبيني من شركة “إميريبرايز” (Ameriprise)، في إشارة إلى رئيس “إنفيديا”: “فليتنح باول جانباً- حان الآن دور جنسن هوانغ لتحريك الأسواق”. وأضاف: “من وجهة نظرنا، قد يكون لتقرير أرباح إنفيديا هذا الأسبوع تأثير أكبر على السوق بشكل عام من خطاب باول في جاكسون هول الأسبوع الماضي”.
عاد المستهلكون الصينيون إلى دائرة الضوء بعد أن انخفضت أسهم شركة “بي دي دي هولدينغز” (PDD Holdings Inc) بأكبر قدر منذ عام 2022 في نيويورك. وكان التحذير من بطء المبيعات من قبل مالك شركة “تيمو” هو أحدث خيبة أمل من هذا القطاع، حيث أبلغت أكبر الشركات الاستهلاكية في البلاد عن فقدان الإيرادات.
وأظهر ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعض العلامات الواعدة في قطاع التصنيع، مع توسع الأرباح الصناعية في الشركات الصينية الكبرى بنسبة 4.1% على أساس سنوي في يوليو.
وفي الصين أيضاً، حثت الحكومة كندا على تصحيح “الممارسات الخاطئة” للتعريفات الجديدة ضد الدولة الآسيوية على الفور. وتراقب كندا، وهي اقتصاد قائم على التصدير، ويعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة، عن كثب تحركات إدارة “بايدن” لإقامة جدار جمركي أعلى بكثير ضد السيارات الكهربائية والبطاريات والخلايا الشمسية والصلب وغيرها من المنتجات الصينية.
التضخم الأميركي
ومن المرجح أن تعزز أرقام التضخم في الولايات المتحدة هذا الأسبوع التوقعات بقدوم خفض معدلات الفائدة المنتظر قريباً، في حين يُتوقع أن يُظهر تقرير الإنفاق الاستهلاكي أن البنك المركزي كان ناجحاً في الحفاظ على استمرار التوسع الاقتصادي.
ويرى الاقتصاديون أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء الغذاء والطاقة – وهو المقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي للتضخم الأساسي – يرتفع بنسبة 0.2% في يوليو للشهر الثاني. وهذا من شأنه أن يخفض المعدل السنوي لما يسمى بالتضخم الأساسي لثلاثة أشهر إلى 2.1%، وهو ما يزيد قليلاً عن هدف البنك المركزي البالغ 2%.
وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي إنه من المناسب البدء في خفض أسعار الفائدة، في حين قال نظيرها في ريتشموند توماس باركين إنه لا يزال يرى مخاطر صعودية للتضخم، على الرغم من دعمه لخفض أسعار الفائدة.
وأضاف أوهسونغ كوان من “بنك أوف أميركا”: “باول حسم الأمر لصالح خفض الفائدة في سبتمبر خلال جاكسون هول، مما يحافظ على فرضيتنا بشأن الخفض المستمر.” وتابع: “لكن لا تتجاهل أرباح نيفيديا، فهي دافع مستمر لعوائد مؤشر (إس آند بي)، وما زالت تشكل خطراً على الأسواق إذا جاءت مخيبة للآمال”.
وفيما يتعلق بأخبار الشركات، تدرس شركة “إل جي إلكترونيكس” إطلاق طرح عام أولي في الهند، مستفيدة من ازدهار سوق الأوراق المالية للمساعدة في تحقيق هدف الوصول إلى 75 مليار دولار من إيرادات الإلكترونيات بحلول عام 2030. وأعلنت مجموعة “بي إتش بي”، أكبر شركة تعدين في العالم، عن ارتفاع أرباح العام بنسبة 2%، وذلك تماشياً مع توقعات المحللين، حتى مع استمرار سوق العقارات في الصين في الضغط على اقتصادها والطلب على خام الحديد.
وفي سوق السلع الأساسية، انخفض النفط بعد مكاسب أمس، حيث قالت حكومة شرق ليبيا إنها ستوقف الصادرات، فيما تراجع الذهب.