اخر الاخبار

صور السيلفي تضع حمّامات المطاعم تحت الأضواء

حين تدخل مطعم “كوكوداك” (Coqodaq) النيويوركي، وهو معروف بأجواء صاخبة وطبق الدجاج المقلي مع الشراب الفوار، قد لا يكون أول ما يجذب انتباهكم تصميم سقفه المقوّس ولا الوهج الذهبي الذي يضفي على المكان طابعاً أشبه بالنوادي الليلية، وربما لن تلفتكم أيضاً جاذبية مضيفاته. إذ إن أول ما ستراه هو صف من أحواض لغسل اليدين.

هذه الأحواض أبعد ما تكون عن عادية، فهي مصممة على شكل ركن لغسل اليدين عند المدخل الرئيسي وقد صُنعت من حجر صابوني يزدان بصنابير إيطالية من البرونز المعتّق، وتتكامل مع مجموعة مختارة من مستحضرات تنظيف اليدين الفاخرة مثل “لو لابو” (Le Labo) و”لويفيه” (Loewe).

تعلو تلك الأحواض مرايا بيضاوية تحيطها أضواء خافتة، ما إن تنظر إلى انعكاسك فيها، حتى تشعر وكأنك نجم حفل.

موقع صور مفضل

اختار المصمم ديفيد روكويل وضع أحواض غسل اليدين عند مدخل المطعم، ليمكّن الزوار من الانتقال بسلاسة من ضجيج شوارع مانهاتن إلى أجواء تناول العشاء في أحضان مطعم أقرب ما يكون إلى نادٍ ليلي. ربما لم يتقصّد أن تُستخدم تلك الأحواض كمكان لالتقاط الصور الذاتية، لكن في هذا العصر، من يستطيع مقاومة مرآة جيدة الإضاءة؟

قال روكويل، الذي تشمل مشاريعه سلسلة مطاعم “نوبو” ذات الشهرة العالمية، وفندق “كوزموبوليتان” في لاس فيغاس، وكازينو “مارينا باي ساندز” في سنغافورة: “نسعى من خلال تصميم الحمامات إلى تقديم تأثير ثلاثي الأبعاد يُبرز جمال الوجه”.

ليزا غرايب، المؤسسة الشريكة لـ”جوين ستوديو” (Joyn Studio) التي صممت مطعمي “شي في في” (Chez Fifi) في نيويورك و”فرانتزين” (Frantzén) الراقي في ستوكهولم، تركز هي الأخرى على الإضاءة في الحمامات.

تقول غرايب: “إن الإضاءة من أهمّ عناصر تصميم الحمامات. نريد أن يشعر الزبون بالجمال والثقة والجاذبية حين ينظر إلى نفسه في المرآة… الإضاءة المثالية مهمة عند التقاط الصورة الذاتية، لكن لا يجب أن تكون من السطوع بحيث تكشف عن كل التفاصيل لدرجة قد تدفعك لتتمنى العودة إلى المنزل”.

موضة الحمامات الفاخرة

أصبحت الحمامات الفاخرة ظاهرة عالمية اليوم، إذ تسعى المطاعم للاستفادة من أي شخص له حساب على وسائل التواصل الاجتماعي كمسوّق مجاني، وذلك مع انتشار أكثر من 9 ملايين وسم bathroomselfie# عبر “تيك توك”، بالإضافة إلى عدد كبير من الفيديوهات التعليمية حول كيفية التقاط أفضل الصور.

مطعم “جيورجيا ترواتوريا” (Giorgia Trattoria) في ميونيخ واحد من الأماكن التي طبقت هذا المفهوم، إذ تكتسي جدرانه بقطع صغيرة من البلاط العاكس، فيما تتدلى عشرات كرات الديسكو من سقفه.

وفي لندن، يضم مطعم “باكاناليا” (Bacchanalia) الذي يستلهم أجواءه من المطبخ المتوسطي تحت إشراف مالك المطاعم الشهير ريتشارد كيرينغ، حماماً تحوّل بحدّ ذاته إلى مقصد للزوار منذ افتتاح المطعم في ديسمبر 2022. 

فقد صُمم الحمام بالشراكة مع استوديوهات “مارتن برودزنيسكي” (Martin Brudnizki Design Studios) وهو يتميز بأرضية رخامية منسّقة على هيئة بتلات زهور، وسقف مزخرف برسوم أغصان دالية، وفي وسطه حوض دائري لامع لغسل اليدين.

كان الثنائي قد تعاون حديثاً من أجل إنشاء مطعم “سيكسي فيش مانشستر” (Sexy Fish Manchester) للمأكولات البحرية اليابانية الذي اكتسب شعبية واسعة. إذ يزدان تصميمه الداخلي بمنحوتات لكائنات بحرية من توقيع داميان هيرست، ويمتد هذا الطابع البحري إلى الحمام، فتبرز فيه حورية من الفسيفساء محاطة بلمسات زاهية من الوردي والأزرق.

ليس بمستغرب إذاً أن يضمّ حيّ ويليامزبورغ في بروكلين مطعماً بحمام مميز هو الآخر. إذ يطلق مطعم “إل نيكو” (elNico) على حمامه المضاء بالنيون تسمية “ركن صور السيلفي” على “إنستغرام”.

تصاميم غريبة

ترى ميغان باور من شركة “ووركايند ستوديو” (Workind Studio) في جنوب كاليفورنيا أن الحمام الأنيق وسيلة سهلة لترك انطباع إيجابي دائم لدى روّاد المطاعم. ولهذا اختارت أن تزين جدران حمام مطعم “لو كوك” (Le Coq) في سان دييغو بتصاميم مدهشة، فيما أحاطت الممرّ ذا الأرضية اللمّاعة المؤدي له بمجسمات لديكين مهيبين، يبدوان وكأنهما على قيد الحياة. قالت: “يمكن أن يكون الحمام أكثر مكان تُلتقط فيه الصور في المطعم، وأمراً يحب الناس التكلم عنه فيما بينهم”. 

في حين لا يُعرف كيف انطلقت أولى الصور الذاتية في الحمامات، كان مطعم “سكيتش” (Sketch) الفاخر في لندن الذي افتُتح قبل عشرين عاماً بين أوائل مصادر الإلهام. فهو يضم 12 حماماً فردياً ما تزال تشكل أحد المواقع الداخلية التي يُلتقط فيها أكبر كمّ من الصور في المدينة. إذ صُممت مراحيضه على شكل بيوض بيضاء اللون تبدو أشبه بكبسولات سفر عبر المجرات آتية من المستقبل. قالت الرئيسة التنفيذية لـ”سكيتش” سينيد مالوزي إن مالك المطعم مراد معزوز استلهم التصميم من النادي الليلي “بارادايس غاراج” (Paradise Garage) الذي ذاع صيته في نيويورك في فترة الثمانينيات، فيتذكر كيف كان يختار منسقو الموسيقى إن يعملوا في الحمامات.

كما قد يكون اهتمام بعض أصحاب المطاعم بالحمامات رزيناً. يقول تشايس سنيزر، مالك مطعم “بيني” (Penny) الفاخر للمأكولات البحرية في إيست فيلاج في نيويورك إنه قضى وقتاً في التفكير بنوع الصابون والشموع التي سيستخدمها في الحمام أكثر من أي أمر آخر يتعلق بالمطعم. أضاف: “إن كنت تفتخر بتصميم مطعمك، فإن الحمامات مكان مناسب لإبراز ذلك”.

إلا أن البعض قد يذهبون أبعد بالتصاميم الجريئة. فحلبة التزلج “إكسانادو رولر أرتس” (Xanadu Roller Arts) في بروكلين، التي تتحول إلى نادٍ ليلي أيضاً، لا تتميز فقط بما تقدمه من شطائر هوت دوغ فاخرة، بل أيضاً بحمام باللون الأحمر يُعرف باسم “كلوب فلاش” (Club Flush) فيه منسق موسيقى ونظام صوتي صُمّم خصيصاً له وحلبة رقص. وعلى حد قول مؤسسه فارون كاتاريا: “كل شيء يصبح أفضل مع منسق موسيقى”. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *