تكنولوجيا

ما أول الكائنات التي مارست العلاقة الحميمة على وجه الأرض؟


02:53 م


الإثنين 05 أغسطس 2024

يمتلئ كوكبنا بمجموعة مذهلة من المخلوقات التي تطورت طوال ملايين السنين، عبر التزاوج. ولكن ما هي أول الحيوانات التي مارست هذه العلاقة؟

كانت الحيوانات تتكاثر جنسياً منذ تطورها، لذا فإن أول الحيوانات التي مارست التواوج كانت أول الحيوانات التي وجدت. لا يزال الباحثون يبحثون عن دليل مباشر على أول الحيوانات، ولكن من المرجح أنها ظهرت خلال الـ 800 مليون سنة الماضية، وعاشت في المحيط وكانت تشبه الإسفنج.

تتكاثر كائنات الإسفنج في محيطاتنا اليوم جنسياً عن طريق إخراج الحيوانات المنوية والبويضات في الماء، والتي تتحد لتكوين يرقات إسفنجية جديدة، وفقًا لموقع Exploring Our Fluid Earth الذي تستضيفه جامعة هاواي.

وفي حين أن الإسفنج القديم ربما كان من بين أول الحيوانات التي تكاثرت جنسياً، فإن الفعل نفسه سبقها بوقت طويل. وذلك لأن أشكال الحياة كانت تمارس الجنس قبل ظهور الحيوانات على الساحة.

يقول جون لوجسدون، الأستاذ المساعد في علم الأحياء بجامعة أيوا، لموقع مجلة لايف ساينس: “أول الحيوانات التي مارست الجنس كانت تفعل ذلك بالفعل قبل أن تصبح حيوانات”.

يتتبع لوجسدون التكاثر الجنسي من خلال البحث عن وجود الانقسام الاختزالي، وهو شكل من أشكال انقسام الخلايا الذي يخلق خلايا تكاثرية في حقيقيات النوى (الكائنات الحية التي تحتوي على نواة في خلاياها)، مثل الحيوانات والنباتات والفطريات.

ويقول: “من الواضح أن جميع الكائنات حقيقية النواة كانت تمتلك القدرة على الانقسام الاختزالي.. والاستنتاج المنطقي هنا أن سلفًا مشتركًا لنا جميعًا كان يمتلك القدرة على الانقسام الاختزالي”.

إذن متى تطورت الكائنات حقيقية النواة الأولى؟ وفقًا لوجسدون، فإن الإجابة هي منذ حوالي 2 مليار سنة، عندما شاركت البكتيريا البسيطة في نوع من التبادل الجيني.

لكن الجنس بين الإسفنج البحري والبكتيريا يختلف تمامًا عن الجماع، أو التزاوج، الذي يمارسه البشر والعديد من الحيوانات الأخرى، والذي يعتمد على إخصاب داخلي أكثر حميمية. وللحصول على أول دليل على ذلك، ينظر العلماء إلى حفريات الأسماك القديمة.

“أقدم دليل على التكاثر الجنسي الحميمي باستخدام التزاوج هو من أسماك البلاكوديرما من العصر الديفوني (منذ 419.2 مليون إلى 358.9 مليون سنة)، مثل Microbrachius dicki،” قال جون لونج، أستاذ علم الحفريات في جامعة فليندرز في أستراليا ومؤلف كتاب “فجر الفعل: الأصول ما قبل التاريخية للجنس” (دار نشر جامعة شيكاغو، 2012)، لموقع لايف ساينس.

تكشف الحفريات أن ذكور M. dicki (الصورة أسفل التقرير) كانت لديها مشابك مزدوجة لتلقيح الإناث داخليًا، بينما كانت الإناث لديها صفائح تناسلية متبادلة. ووجد لونج وفريقه أن السمكتين الذكر والأنثى كانتا تحومان جنبًا إلى جنب أثناء التزاوج، وكانت أطرافهما التي تشبه الأذرع متصلة ببعضها البعض، لذا فإن الفعل الجنسي الأول كان يبدو وكأنه رقصة مربعة.

كتب لونج في كتابه “التاريخ السري لأسماك القرش” (Ballantine Books، 2024): “نحن مدينون لسمكة البلاكوديرما باختراع الجنس وآلام الولادة”.

إن التكاثر الجنسي له فوائد عديدة. فمن ناحية، يحصل النسل على جينات من كلا الوالدين، على عكس التكاثر اللاجنسي، حيث يحصل النسل على جينات أحد الوالدين فقط. وهذا المزيج من الجينات يمكّن الحيوانات من التكيف بشكل أفضل مع التغيرات في بيئتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *