08:10 م
السبت 27 أبريل 2024
كتب وائل توفيق:
وصف مشجعو أياكس تعاقد ليفربول مع مدرب فينورد، آرني سلوت، بأنه “أفضل خبر لهذا العام”.
وتعرض أياكس المتعثر هذا الموسم للخسارة 40 على أرضه و60 خارج أرضه أمام غريمه اللدود “فينورد”. كان فينورد متفوقًا جدًا في كل النواحي، الخططية، القوة، الجماعية، الذكاء.
تطور فريق فينورد خلال المواسم الثلاثة الماضية يحمل توقيع سلوت، الذي جاء إلى النادي في عام 2021.
عندما وصل سلوت، كان فينورد في وضع مشابه لوضع أياكس الآن: لقد احتلوا المركز الخامس (مركز أياكس). وفي الدوري الأوروبي خسروا مرتين أمام ولفسبرجر النمساوي.
لم يكن اللاعبون لائقين، وكان هناك عدم رضا بشأن أسلوب اللعب، وقد غادر قائد الفريق وهدافه ستيفن بيرجويس إلى أياكس، باختصار، لم يكن هناك أمل حقيقي.
في موسمه الأول، مع مزيج من اللاعبين النشطين والمعارين قليلي التكلفة، وصل فينورد إلى نهائي الدوري الأوروبي قبل أن يخسر أمام روما .
كانت تلك الحملة بمثابة بداية تحول أوركون كوكو، وربما أفضل مثال على تأثير سلوت.
لم يظهر اللاعب التركي الدولي موهبته أبدًا، لكنه أدرك أنه إذا أراد البقاء في الفريق مع سلوت، يجب عليه أن يصبح يرفع لياقته ويزيد من سرعته، وحقق ذلك، ليرفع “كوكو” كأس الدوري الهولندي في الموسم الثاني بصفته قائدًا للفريق، وفي غضون شهر، انتقل إلى بنفيكا مقابل رقم قياسي – بالنسبة للفريق قدره 25 مليون يورو بالإضافة إلى الإضافات.
هذا الموسم، يمكن لفينورد أن ينهي الموسم بنقاط أكثر مما حصل عليه عندما فاز بهذا اللقب وفاز بكأس هولندا. وباستثناء مجموعة من النتائج غير المحتملة، سيحتل الفريق المركز الثاني خلف آيندهوفن ويتأهل مرة أخرى لدوري أبطال أوروبا. إنهم يقدمون عددًا أكبر من اللاعبين لهولندا؛ ماتس ويفر، كوينتن تيمبر، كويليندشي هارتمان، لوتشاريل جيرترويدا، أكثر من أي ناد آخر.
سلوت يشبه في كثير من النواحي يورجن كلوب. ذكي، ويعتمد على كرة القدم الهجومية والضغط العالي، وقوي من الناحية التعليمية، ويحيط نفسه بمساعدين ماهرين، ويتمتع بذكاء في تعاملاته الإعلامية، كما أنه طموح للغاية. وكان له دور في سياسة الانتقالات في فينورد. وفقا لصحيفة “جارديان” الإنجليزية.
ويتشابه سلوت مع كلوب في مسيرته، إذ لم يترك سلوت انطباعًا كبيرًا كلاعب. لقد كان لاعبًا بطيئًا ، لعب في مركز رقم 10 ولعب في أندية متواضعة في هولندا، سبارتا روتردام، ناك بريدا، بي إي سي زفوله.
نشأ سلوت في بيرجنثيم، وهي قرية صغيرة تقع في هولندا. قال علي بوصابون للجارديان، وهو زميل سابق له في فريق بريردا: “لم أسمعه قط يشتم، ولم أسمعه يقول اللعنة، في ظل ضبط النفس هذا، كان بإمكاني رؤية مدرب بالفعل”.
بعد اعتزال سلوت في عام 2013، فكر في الدراسة لكنه أنشأ شركة لبيع شارات الكابتن مع شقيقه جاكو.
ألحت عليه فكرة التدريب، منذ أن كان في الخامسة من عمره، كان يقضي أيام السبت يستمع في غرف تغيير الملابس إلى الطريقة التي كان بها والده، أرند، وهو مدرس في المدرسة، يقوم بتعليم فرق الهواة التي يدربها.
قام سلوت، الذي يسعى إلى الكمال ومهووس بالسيطرة، بإنشاء مكتبة إعلامية رائعة لكرة القدم تحتوي على وثائق وصور “لأشياء مثيرة للاهتمام”، وهو يحاول باستمرار توسيع آفاقه، حتى من خلال مشاهدة مباريات كرة السلة.
أي شخص مهتم بكرة القدم يزور سلوت لا يمكنه الانتظار حتى يفتح جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به “لفترة وجيزة فقط” لإظهار اكتشاف جديد. في تلك اللحظة، يمكن أن يستمر بسهولة لمدة ساعة أو نحو ذلك في الحديث عن الأماكن التي يرسل فيها مانشستر سيتي أكبر عدد من التمريرات العرضية، بالطريقة التي تضغط بها الفرق التي يدربها خورخي سامباولي على خصومها أو بناء اللعب في نابولي.
أعطى ألكمار سلوت فرصته الأولى، في عام 2019، وبعد انتصارات هجومية رائعة على فينورد (30)، آيندهوفن (40) وأياكس (20).
لقد قال عن فلسفته: “أريد أكبر عدد ممكن من لاعبي كرة القدم الجيدين في الفريق وأريد أن أجعلهم يعملون بأقصى قدر ممكن، أعتقد أنه عندما نعمل على تحسين عاداتنا كل يوم، تكون لدينا فرصة أكبر لتحقيق النجاح والحظ”.
من المهم بالنسبة إلى سلوت أن تكون فرقه دائمًا ممتعة للمشاهدة. أثناء المؤتمرات الصحفية، يسأل أحيانًا عما إذا كان شخص ما قد شاهد مانشستر سيتي أو ليفربول في اليوم السابق. قال قبل عامين: “هناك شخصان أثريا كرة القدم حقًا في العقود الأخيرة، ولم يخيبا ظني أبدًا”. “هؤلاء هم ليونيل ميسي وبيب جوارديولا، ميسي لديه كل شيء، تلعب فرق جوارديولا دائمًا كرة قدم جيدة ومهيمنة ومدروسة جيدًا، ثم بالطبع يورجن كلوب. بالنسبة لي، مباراة مانشستر سيتي وليفربول هي المباراة النهائية”.
