ارتفعت الأسهم الأميركية إلى مستويات قياسية جديدة يوم الجمعة، مع استعداد المُستثمرين لأرباح بعض أكبر شركات التكنولوجيا في “وول ستريت” خلال الأسبوع المقبل.
ارتفع مؤشر “إسي آند بي 500” بنسبة 0.4% مسجلاً خامس أعلى مستوى له على التوالي، ومحققاً مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي خلال الأسابيع الخمسة الماضية. كما ارتفع مؤشر “ناسداك 100″، الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 0.2%، ليُغلق عند مستوى قياسي.
وأنهى مؤشر بلومبرغ لأسهم شركات التكنولوجيا العملاقة، المعروفة باسم “العظماء السبعة”، الجلسة على ارتفاع بنسبة 0.5%، متراجعاً عن أول إغلاق قياسي له منذ ديسمبر.
الأرباح تعزز ثقة المستثمرين في الأسهم الأميركية
عززت الأرباح القوية للشركات ثقة المستثمرين في الأسهم الأميركية، حيث تتجه الشركات نحو تحقيق أعلى نسبة من المكاسب منذ الربع الثاني من عام 2021. وسيراقب المتداولون نتائج الأسبوع المقبل لشركات “السبعة العظماء”، وهي آبل، وأمازون، ومايكروسوفت، وميتا، بحثاً عن دليل على قدرة هذه الشركات العملاقة على تبرير تقييماتها المرتفعة في كثير من الأحيان.
اقرأ أيضاً: “بنك أوف أميركا” يجدّد تحذيراته من فقاعة في الأسهم
قال نيل ويلسون، من “ساكسو بنك”: “يُعد الإنفاق على الذكاء الاصطناعي، والطلب على الحوسبة السحابية، والإعلانات الرقمية من بين المواضيع الرئيسية لموسم أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى التي تدعم مسيرة السوق الأخيرة نحو تحقيق أعلى مستوياتها التاريخية”. وأضاف: “نظراً لتركيز السوق على مؤشر “ماغ 7″، ستكون هذه الأرقام حاسمةً للسوق ككل”.
حقق مؤشر “إسي آند بي 500” ارتفاعاً بنسبة 1.5% خلال الأسبوع، بينما أضاف مؤشر “ناسداك 100” حوالي 0.9%.
شركة أحذية ترتفع.. و”إنتل” تنخفض
ومن أبرز الأسهم التي شهدت ارتفاعاً يوم الجمعة شركة “ديكرز أوتدور” (Deckers Outdoor)، التي ارتفعت أسهمها بعد أن تجاوزت مبيعات أحذية أوغ وأحذية هوكا للجري توقعات المحللين.
وتراجعت أسهم شركة “إنتل” بسبب مخاوف من أن الرئيس التنفيذي ليب بو تان يُعطي الأولوية لخفض التكاليف على استعادة التفوق التكنولوجي للشركة.
وشهدت شركة “تشارتر كوميونيكيشنز” (Charter Communications) أسوأ يوم لها على الإطلاق بعد أن أعلنت الشركة أنها فقدت عدداً أكبر من عملاء الإنترنت مُقارنةً بالتوقعات في الربع الثاني. وقفزت أسهم شركة “نيومونت”، أكبر شركة تعدين ذهب في العالم، بعد أن تجاوزت توقعات الأرباح.
التركيز على التعريفات الجمركية
يتابع المتداولون أيضاً التطورات على الصعيد التجاري، حيث يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترمب التفاوض مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين بشأن التعريفات الجمركية. وقبل مغادرته في رحلة غولف إلى اسكتلندا، رجح ترمب احتمالات التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لخفض معدل التعريفات الجمركية على وارداته بنسبة 50-50.
أصدر ترمب في وقت سابق من هذا الشهر رسالةً تُفيد بأن الاتحاد الأوروبي سيواجه رسوماً جمركية بنسبة 30% على معظم السلع إذا لم يتوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس، بالإضافة إلى رسوم جمركية خاصة بقطاعات مُحددة.
اقرأ أيضاً: مفاوضات الاتحاد الأوروبي وأميركا تتجه لاتفاق رسوم بنسبة 15%
قال بول كريستوفر، رئيس استراتيجية الاستثمار العالمية في معهد “ويلز فارجو للاستثمار”: “من وجهة نظرنا، يُعدّ التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي أمراً ضرورياً لاستمرار ارتفاع أسعار الأسهم، ولكنه لن يكون مفاجئاً”. وأضاف أن “المفاجأة الوحيدة ستكون عدم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس”.
في غضون ذلك، حذّر استراتيجيو “بنك أوف أميركا”، بقيادة مايكل هارتنيت، من تزايد خطر حدوث فقاعة في أسواق الأسهم مع تخفيف السياسة النقدية بالتزامن مع تخفيف القيود التنظيمية المالية. وجاءت تعليقاته في أعقاب تجدد إقبال المستثمرين على أسهم “ميم”، مما أدى إلى ارتفاعات كبيرة في أسهم شركات مثل “كولز كورب” و”جو برو” و”كريسبي كريم”.
وكتب هارتنيت في مذكرة: “قطاع تجزئة أكبر، سيولة أكبر، تقلبات أكبر، فقاعة أكبر”.
