تتبع صادرات نفط روسيا يزداد صعوبة مع تنوع وسائل إخفاء أنشطة السفن

أصبحت صادرات روسيا من النفط أكثر صعوبة في الملاحقة مع اختفاء ناقلات النفط من أنظمة التتبع الرقمية.
أظهرت بيانات مراقبة التدفقات من قبل “بلومبرغ” أن صادرات موسكو تراجعت قليلاً خلال الأسابيع الأربعة الماضية. لكن تتبعها يزداد صعوبة بسبب تزايد عدد السفن التي تُرسل مواقع مزيفة، أو لا تُرسل أي مواقع على الإطلاق، إلى نظام المعلومات الآلي التابع للصناعة، والمعروف اختصاراً بـ”AIS”.
تلجأ السفن التي تنقل الخام الروسي إلى مجموعة متزايدة من الأساليب لإخفاء أنشطتها أثناء تحميل الشحنات. إشارات المواقع الآلية حول موانئ التصدير في بحر البلطيق والبحر الأسود والمنطقة القطبية الشمالية تختفي بمعدل أكبر من العام الماضي، أو تُظهر السفن في أماكن غير منطقية.
ففي ميناء بريمورسك، أظهرت إشارات 16 من أصل 20 ناقلة نفط، حمّلت شحناتها خلال أول 18 يوماً من مايو، أنها موجودة في منتصف أكبر جزر بيريوزوفيي قبالة بريمورسك. يبدو أن نمط الإشارات متشابه ومتكرر جداً، بما يكفي للاعتقاد أنه مقصود بشكل متعمد.
تكتيكات الإخفاء البحري تمتد إلى الشرق
في الشرق، لا يتم استلام أي إشارات لعدة أيام من السفن التي تقوم بعمليات نقل نفط من سفينة إلى أخرى في خليج ناخودكا، أو مؤخراً قبالة ميناء زاروبينو الروسي. وغالباً ما تكشف صور الأقمار الاصطناعية عن هذه الأنشطة رغم غياب الإشارات.
تتزامن هذه التدفقات غير المرئية مع العدد الكبير من السفن التي خضعت للعقوبات الغربية. ففي مرحلة معينة، قالت مصافي التكرير الهندية – التي تمثل جهات شراء أساسية للبراميل الروسية – إنها ستتجنب الشحنات المنقولة بطرق سرية تهدف إلى الالتفاف على العقوبات. لكن ليس من الواضح ما إذا كانت البلاد لا تزال ملتزمة بهذا الموقف.
رغم هذه الأساليب، لا تزال هناك إمكانية جيدة لتتبع إجمالي الشحنات باستخدام صور الأقمار الاصطناعية، وتقارير الشحن، ومراقبة الإشارات الآلية لفترات أطول.
تُظهر هذه الأساليب أن إجمالي تدفقات الخام خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 18 مايو بلغ نحو 3.4 مليون برميل يومياً. وعلى أساس أسبوعي – وهو مقياس أكثر تقلباً – انخفضت التدفقات بشكل طفيف أيضاً.
حمّلت 32 ناقلة نفط ما مجموعه 23.79 مليون برميل من الخام الروسي في الأسبوع المنتهي في 18 مايو، وفقاً لبيانات تتبع السفن وتقارير وكلاء الموانئ. وقد انخفض الحجم من 24.39 مليون برميل تم تحميلها على العدد نفسه من السفن في الأسبوع السابق.
ارتفاع قيمة الصادرات رغم تراجع حجمها
بلغت تدفقات الخام خلال الفترة حتى 18 مايو نحو 3.4 مليون برميل يومياً باستخدام كل من المتوسط الأسبوعي والمتوسط الأقل تقلباً على مدى 4 أسابيع. وعلى أساس أسبوعي، تراجعت التدفقات بنحو 90 ألف برميل مقارنة بالأيام السبعة المنتهية في 11 مايو، بينما انخفض متوسط تدفقات الأربعة أسابيع بمقدار 10 آلاف برميل يومياً.
شهد الأسبوع شحنة واحدة من خام “كيبكو” (KEBCO) الكازاخي من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود.
ارتفعت القيمة الإجمالية لصادرات موسكو بحوالي 50 مليون دولار، أو ما يعادل 4%، لتصل إلى 1.28 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 12 مايو، معوضة التراجع في الكميات بزيادة في متوسط الأسعار الأسبوعي، حيث بلغ سعر خام “الأورال” أكثر من 50 دولاراً للبرميل لأول مرة منذ ثلاثة أسابيع.
ارتفعت أسعار تصدير خام “الأورال” الروسي من البحر الأسود وبحر البلطيق بنحو 3 دولارات للبرميل، لتبلغ في المتوسط 51.50 و52.20 دولاراً للبرميل على التوالي. كما ارتفع سعر خام “إسبو” (ESPO) الرئيسي من المحيط الهادئ بحوالي 3.20 دولار ليصل إلى 57.20 دولاراً للبرميل. أما الأسعار المُسلّمة إلى الهند، فقد زادت بنحو 2.80 دولار لتصل إلى 62.90 دولاراً للبرميل، وفقاً لأرقام “أرغوس ميديا”.
وعلى أساس متوسط الأسابيع الأربعة، تراجعت القيمة الإجمالية لصادرات الخام الروسي بنسبة 1%، لتبلغ حوالي 1.26 مليار دولار أسبوعياً في الفترة المنتهية في 18 مايو.
آسيا تستقبل معظم التدفقات
ارتفعت الشحنات المخصصة لعملاء روسيا في آسيا، بما في ذلك تلك التي لا تُظهر وجهة نهائية، إلى أعلى مستوى في ثمانية أسابيع، لتصل إلى 3.12 مليون برميل يومياً في 28 يوماً حتى 18 مايو.
تشمل هذه الأرقام نحو 530 ألف برميل يومياً من سفن انطلقت من موانئ غربية وتُظهر وجهتها “ميناء بورسعيد” أو “قناة السويس”، أو من موانئ المحيط الهادئ من دون وجهة تسليم واضحة. كما تعززت هذه الأرقام بنحو 80 ألف برميل يومياً من سفن لم تحدد لها أي وجهة نهائية.
أما الشحنات إلى تركيا، فقد تراجعت إلى حوالي 290 ألف برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة حتى 18 مايو، بانخفاض قدره حوالي 30 ألف برميل يومياً مقارنة بالأسبوع السابق.
*ملاحظات منهجية بشأن التقرير
يأتي هذا التقرير كجزء من سلسلة أسبوعية تتبع شحنات النفط الخام من موانئ التصدير الروسية والقيمة الإجمالية لتلك التدفقات. سيتم نشر التحديث القادم يوم الأربعاء 28 مايو.
جميع الأرقام الواردة تستثني الشحنات المُحددة على أنها من خام “كيبكو” الكازاخي، وهي شحنات تُصدرها شركة “كازترانز أويل” عبر روسيا للتصدير من خلال موانئ نوفوروسيسك وأوست-لوغا، ولا تخضع لعقوبات الاتحاد الأوروبي أو لسقف الأسعار.
تُخلط هذه البراميل مع الخام الروسي لإنشاء تدفقات تصدير موحدة. ومنذ الحرب الروسية على أوكرانيا، أعادت كازاخستان تسمية شحناتها، للتمييز بينها وبين تلك التي تصدرها الشركات الروسية.
تصنف “بلومبرغ” عمليات النقل من سفينة إلى أخرى على أنها سرية إذا كانت إشارات المواقع الآلية تبدو وكأنها متوقفة أو مزيفة، وهي حيلة تُعرف باسم “التزييف الإلكتروني”، لإخفاء السفينتين المشاركتين في نقل الشحنة.
يتم التحقق من بيانات تتبع السفن مقابل تقارير وكلاء الموانئ، إضافة إلى بيانات التدفقات وحركة السفن من مزودين آخرين مثل “كبلر” و”فورتكسا المحدودة”.