بيوت: بناء منظومة عقارية موثوقة في دولة الإمارات

تعمل المنصة على إحداث تحول جذري في قطاع العقارات في الإمارات من خلال الذكاء الاصطناعي والامتثال والتركيز الشديد على بناء الثقة
عندما فرضت دائرة الأراضي والأملاك في دبي لوائح تنظيمية شاملة على قوائم العقارات الإلكترونية، سارعت معظم المنصات إلى الاستجابة. أما بيوت، فقد اتخذت نهجاً معاكساً، إذ أعادت بناء بنيتها التحتية للتحقق قبل أشهر، متوقعةً التغييرات قبل تطبيقها.
وقد أصبح هذا النهج الاستباقي السمة المميزة لبيوت. فبينما ينظر المنافسون إلى الامتثال التنظيمي كعبء، تنظر إليه بيوت كفرصة لبناء ما يحتاجه سوق العقارات في الإمارات بشدة: الثقة.
يقول حيدر علي خان، الرئيس التنفيذي لشركة بيوت: “الثقة هي أساس سوق عقاري مزدهر. نعمل بتنسيق وثيق مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي، ونحرص على تحديث أنظمتنا فور صدور أي توجيهات جديدة”.
كانت بيوت أول منصة تحقق الامتثال الكامل للوائح دائرة الأراضي والأملاك، مما منحها ميزة تنافسية يصعب تكرارها. لكن الامتثال ليس سوى البداية في طموح بيوت الأوسع، وهو ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي لتكنولوجيا العقارات وإثبات كيف يمكن للتكنولوجيا أن تحل المشكلات المعقدة وغير الفعالة التي يعاني منها القطاع العقاري.

البيانات التي تحدث فرقاً حقيقياً
لم تُجرَ نصف مليون عملية تقييم عقاري صدفةً. فقد حققت “ترو إستيميت” (TruEstimate™)، أداة التقييم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من بيوت، هذا الإنجاز أسرع من المتوقع، مما يعكس تحولاً جذرياً في كيفية تعامل المستهلكين مع أحد أهم القرارات المالية في حياتهم.
ويوضح خان قائلًا: “من خلال دمج بيانات المعاملات الحقيقية مع النماذج المتقدمة، جعلنا عمليات التقييم متاحة وموثوقة وسهلة الفهم”.
تحلل هذه الأداة آلاف أسعار البيع واتجاهات الأحياء وخصائص العقارات لتوليد تقييمات دقيقة للغاية. وتسهم هذه الدقة في خلق حلقة إيجابية، فزيادة الاستخدام تولّد المزيد من البيانات، مما يحسّن الخوارزميات، وبالتالي يعزز الثقة. إنها استراتيجية مستوحاة من ممارسات أنجح الشركات في العالم: بناء منتج يتحسن مع التوسع، ثم مراقبة تأثير الشبكة.
ثورة الذكاء الاصطناعي
بينما تتخبط معظم شركات العقارات في دوامة البحث عن حلول الذكاء الاصطناعي، تخطط بيوت لمرحلة تطورها التالية: ذكاء اصطناعي يصبح شريكاً حقيقياً في اتخاذ القرارات، لا مجرد مصدر للمعلومات.
يقول خان: “نتجه نحو عالم يحلل فيه الذكاء الاصطناعي آلاف البيانات في الوقت الفعلي، ويصفّي البيانات المعقدة، ويقدّم للمستخدمين توصيات واضحة ومخصصة”.
الهدف هو إزالة الغموض تماماً من خلال تحويل عملية البحث عن العقارات من تجربة مرهقة إلى عملية سريعة وشفافة ومُصممة خصيصاً للمستخدمين.
تعمل بيوت في بيئة فريدة من نوعها تناسب الذكاء الاصطناعي. يولّد سوق دولة الإمارات كميات هائلة من البيانات المنظمة من خلال التقارير الحكومية الإلزامية. وتتم جميع المعاملات عبر القنوات الرسمية. وبالنسبة لشركة تكنولوجيا عقارية، إنها بيئة مثالية.


اقتصاد الثقة
شهدت عضوية “ترو بروكر” (TruBroker™) نمواً هائلاً من 1,100 إلى 6,600 وكيل عقاري في عام واحد. لكن القصة الحقيقية تكمن فيما تمثله هذه الأرقام، وهو تحول جذري في مفهوم الاحترافية في قطاع العقارات في الإمارات. “ترو بروكر” هو إطار عمل لاعتماد الوكلاء العقاريين، يكافئ الشفافية والموثوقية وجودة الخدمة.
ويقول خان: “لاحظنا فجوة بين توقعات العملاء ومستوى الاحترافية المُعلن للوكلاء”.
وضع البرنامج معايير واضحة وقابلة للقياس. يستطيع العملاء تحديد الوكلاء المتميزين بنظرة سريعة ويتميز الوكلاء في سوق مزدحمة ويشير الانتشار السريع للبرنامج إلى نضجه. يُقدّر المشترون والبائعون بشكل متزايد المصداقية أكثر من التسويق البراق والخبرة أكثر من العلاقات والخدمة المتسقة أكثر من الصفقات العابرة.
ويُضيف خان: “لم يعد السوق يركز على قوائم العقارات والمعاملات، بل يعطي الأولوية للثقة والخبرة وجودة الخدمة المتسقة”.
التعاون كميزة تنافسية
ويقدّم “بروكونكت” (ProConnect™)، منصة التعاون بين وكلاء العقارات في بيوت، حلاً لمشكلة تشتت التواصل، وهي مشكلة تعيق العاملين في مجال العقارات منذ عقود. ففي السابق، كانت الصفقات تتطلب مكالمات هاتفية لا تنتهي ورسائل بريد إلكتروني متناثرة وشفافية محدودة. أما “بروكونكت”، فيُبدّل هذه الفوضى بشبكة آمنة تربط الوكلاء وتُتيح لهم تبادل الفرص والتنسيق بسلاسة.
وتجسّد المنصة فكرةً غير متوقعة: في قطاع العقارات القائم على العمولات، حيث يتنافس الوكلاء بشراسة، يساهم التعاون في تعزيز نجاح الجميع. فعلى سبيل المثال، يمكن لوكيل عقاري في دبي مارينا، يبحث عن متخصص في فلل في المرابع العربية، التواصل بسهولة. يستفيد كلا الوكيلين، ويحصل العميل على خدمة أفضل، وتُنجز الصفقة بشكل أسرع.
شراكات البيانات التي تحرّك المنظومة بأكملها
لا يمكن للمنظومة هذه أن ينجح بدون بيانات رسمية، فتتيح شراكات بيوت مع دائرة الأراضي والأملاك في دبي ومركز ابوظبي العقاري (أدريك) الوصول إلى معلومات يستحيل الحصول عليها من خلال استخراج البيانات فقط، مثل سجلات المعاملات الحكومية وتاريخ الملكية ولوائح تقسيم المناطق.
وتُدمج هذه البيانات مباشرةً في أنظمة بيوت. ويوضح خان قائلاً: “عندما تُدمج البيانات الرسمية مع التكنولوجيا المتقدمة، فإنها تُتيح تقييمات أكثر دقة وتوقعات سوقية أوضح وأدوات استشارية أكثر ذكاءً”.
وتُعزز هذه الشراكات مكانة بيوت لتتجاوز كونها مجرد شركة ناشئة تسعى للربح. إذ تشغل الشركة عضوية مجلس إدارة مجموعة دبي لتكنولوجيا العقارات (DXB PropTech Group)، وهي مبادرة أطلقتها غرف دبي بدعم من دائرة الأراضي والأملاك في دبي، حيث تُقدم توجيهات استراتيجية شاملة في هذا القطاع.
ما يكشفه المستخدمون
تُظهر أنماط سلوك المستخدمين نشاطاً قوياً في المراكز السكنية الرئيسية، مما يعكس ثقة المستثمرين وطلب المستخدمين النهائيين، فلا تزال قطاعات السوق المتوسطة والفاخرة قوية بينما تجذب المجتمعات المتكاملة والمشاريع التي تركز على نمط الحياة اهتماماً خاصاً.
والأهم من ذلك، أن المستخدمين يسعون بشكل متزايد إلى الحصول على رؤى مدعومة بالبيانات وميزات مريحة مثل التقييمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والجولات الافتراضية للعقارات. ويتجه السوق نحو بيئة أكثر نضجاً ووعياً وتطوراً تكنولوجياً، وهو ما تسعى إليه منصة بيوت.


دبي عاصمة تكنولوجيا العقارات
لا يقتصر طموح دبي في أن تصبح مركزاً عالمياً لتكنولوجيا العقارات على مجرد كلام. فقد خصصت الحكومة موارد كبيرة، وبسطت الأنظمة وأنشأت بنية تحتية متطورة لشركات التكنولوجيا.
وترى شركة بيوت نفسها مستفيدة ومساهمة في هذا التحول. ويقول خان: “لا نكتفي بالاستجابة لرؤية دبي، بل نساهم في صياغتها من خلال توفير تكنولوجيا تمكّن المستهلكين وترفع من مستوى الوكلاء العقاريين وتضع دولة الإمارات في طليعة الدول الرائدة عالمياً في مجال العقارات الرقمية”.
وتستثمر الشركة بكثافة في أبحاث الذكاء الاصطناعي وتصميم تجربة المستخدم والأدوات المصممة خصيصاً للوكلاء العقاريين. كما تعمل بتعاون وثيق مع الجهات الحكومية وشركاء القطاع لدعم مواءمة السياسات وتوحيد البيانات. الهدف هو تحقيق تحول شامل.
اقرأ أيضاً: إدارة المعيشة المجتمعية الفاخرة في أبوظبي
المرحلة القادمة
يقول خان: “ستواصل بيوت تسريع نمو منظومة تكنولوجيا العقارات. وينصب تركيزنا على تحديد وحل التحديات الحقيقية التي يواجهها الناس خلال رحلة البحث عن العقار.”
ما يعنيه خان باختصار هو أن الشركة لم تنته من إحداث تغيير جذري. تتضمن رؤيتها جعل كل خطوة أسرع وأسهل وأكثر سلاسة من خلال دمج المزيد من دمج الذكاء الاصطناعي وتحسين التحليلات التنبؤية ،الربط السلس بين البحث عبر الإنترنت والمعاينات على أرض الواقع.
ويضيف خان: “رؤيتنا هي إعادة تعريف كيفية بحث الناس عن منازلهم وإيجادها، وتقديم تجربة سلسة وذكية تتمحور حول المستخدم.”
تتمتع بيوت بسجل حافل بالإنجازات بما في ذلك نصف مليون تقييم باستخدام “ترو إستيميت” و 6,600 وسيط عقاري معتمد باستخدام “ترو بروكر”. هذه ليست صدفة، بل استراتيجية مدروسة نُفذت بدقة متناهية.
السؤال الحقيقي ليس ما إذا كانت بيوت ستواصل الابتكار، بل ما إذا كان بإمكان بقية السوق مواكبة هذا التطور. بالنسبة لمشتري وبائعي ومستأجري العقارات في الإمارات، يُعدّ هذا خبراً ساراً للغاية، فالمنافسة تحفّز التطوير، وشركة بيوت تحدّد حالياً المعايير التي يجب على الجميع اتباعها.
انقر هنا للاطلاع على المزيد من المقابلات الخاصة.



