شركات أميركية تعد خطة للطاقة في سوريا بعد رفع ترمب للعقوبات

تُعد ثلاث شركات أميركية خطة رئيسية للاستثمار بقطاع النفط والغاز والكهرباء في سوريا بعدما رفعت الولايات المتحدة العقوبات على البلد.
قال جوناثان باس، الرئيس التنفيذي لشركة “أرجنت” للغاز الطبيعي المسال (Argent LNG) اليوم الجمعة إن شركات “بيكر هيوز” و”هانت إنرجي” و”أرجنت” الأميركية تعمل على خطة رئيسية لقطاع النفط والغاز والكهرباء في سوريا، وذلك في شراكة تهدف إلى إعادة بناء البنية التحتية للطاقة التي تضررت جراء الحرب التي امتدت 14 عاماً، وفق ما نقلته وكالة “رويترز”.
خطوة الشركات الأميركية تمثل تحولاً سريعاً بدخولها إلى بلد كان يخضع سابقاً لأحد أشد العقوبات في العالم، والتي ألغاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في نهاية يونيو، بعدما التقى الرئيس السوري أحمد الشرع في مايو الماضي في العاصمة السعودية الرياض بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
تعتزم الشركات المساهمة في أعمال الاستكشاف واستخراج النفط والغاز وإنتاج الكهرباء لدعم الاقتصاد، في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى إعادة إعمار سوريا، بحسب جوناثان باس. ولم يتم الكشف عن حجم الاستثمار المرتقب ضخه من طرف الشركات المعنية.
اقرأ أيضاً: ترمب يشطب 46 عاماً من العقوبات على سوريا.. ماذا بقي بعد؟
خطة تبدأ من نهر الفرات
تنص خطة الشركات الأميركية على البدء بالمناطق الواقعة غرب نهر الفرات. وتأتي بعد مبادرات من شركات أخرى، العديد منها من دول الخليج، لتوقيع اتفاقيات لتعزيز البنية التحتية لتوليد الطاقة والموانئ في سوريا.
بدأت سوريا تعيش زخماً استثمارياً خاصة بعد تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية عن اقتصادها الذي شهد انهياراً حاداً نتيجة الحرب التي استمرت سنوات، وتقدّر الأمم المتحدة إجمالي الخسائر في الناتج المحلي الإجمالي خلال الحرب بنحو 800 مليار دولار.
في مايو الماضي، وقعت سوريا مذكرات تفاهم مع عدة شركات لتطوير مشاريع توليد طاقة بقيمة سبعة مليارات دولار، تشمل أربع محطات توليد طاقة بتوربينات غاز تعمل بالدورة المركبة ومحطة طاقة شمسية بقدرة ألف ميجاوات في جنوب سوريا. كما استقبلت الحكومة الجديدة طلبات لتأسيس نحو 500 شركة في مختلف القطاعات منذ بداية العام الحالي، بحسب وزير الاقتصاد والصناعة محمد نضال الشعار في تصريح سابق.
كان قطاع الكهرباء الأكثر تضرراً، إذ لا تُنتج البلاد حالياً سوى 1.6 غيغاوات من الكهرباء، نزولاً من 9.5 غيغاوات قبل عام 2011. ويتطلب إصلاح هذا القطاع إلى استثمارات بمليارات الدولارات، حيث تتطلع الدولة التي تعاني من ضائقة مالية إلى الاستثمار الخاص أو الجهات المانحة لتغطية التكاليف.
اقرأ أيضاً: سوريا تبحث مع “شل” إعادة تفعيل أنشطتها في قطاع النفط
اهتمام أميركي متزايد بسوريا
في منشور على موقع “لينكد إن” أمس الخميس، قال وزير المالية محمد يسر برنية إن الشركات الثلاث تشكل تحالفاً للاستثمار في سوريا وتطوير قطاع الطاقة في البلاد.
وصل باس، والرئيس التنفيذي لشركة “هانت إنرجي”، هانتر هانت، ومسؤول تنفيذي كبير في شركة “بيكر هيوز”، إلى سوريا على متن طائرة خاصة صباح يوم الأربعاء، وكانوا يجتمعون مع برنية عندما شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية على دمشق هزت المدينة، وفقاً لباس.
وقال برنية: “تشير هذه الزيارة إلى اهتمام متزايد بين الشركات والمستثمرين الأميركيين بالتعامل مع سوريا”.