تظل العملات المستقرة تمثل 1% من المعروض النقدي الأمريكي وسوق العملات الأجنبية لكن الخبراء يتوقعون نموًا بمقدار 10 أضعاف

ومع القيمة السوقية الحالية التي تقل عن 200 مليار دولار، تمثل العملات المستقرة جزءًا صغيرًا من المعاملات المالية العالمية – فقط 1٪ من المعروض النقدي الأمريكي وعمليات الصرف الأجنبي.

ومع ذلك، يشير تقرير مشترك صادر عن أبحاث ستاندرد تشارترد وزوديا ماركتس إلى إمكانات نمو كبيرة، حيث يتوقع الخبراء التوسع إلى 10٪ من معاملات المعروض النقدي الأمريكي (M2) والعملات الأجنبية (FX).

يمكن للتنظيم أن يطلق العنان للإمكانات الكاملة للعملات المستقرة

وفقًا للتقرير الذي يحمل عنوان “Stablecoins: The First Killer App”، فقد تطورت فائدة العملات المستقرة إلى ما هو أبعد من دورها الأصلي في تداول العملات المشفرة. تم استخدام العملات المستقرة في البداية كأصل جسر للتداول، ويتم استخدامها بشكل متزايد في المدفوعات عبر الحدود، وكشوف المرتبات، والتسويات التجارية، والتحويلات المالية.

تثبت هذه التطبيقات قدرتها على معالجة أوجه القصور في الأنظمة المالية الحالية، مثل التكاليف المرتفعة، وتأخر أوقات المعاملات، ومحدودية إمكانية الوصول في المناطق المحرومة. من خلال توفير معاملات أسرع وأرخص، توفر العملات المستقرة حلاً مقنعًا للتحويلات الدولية والعمليات التجارية، وتضع نفسها كأداة محورية في التمويل الحديث.

وسلط التحليل الضوء أيضًا على الآثار المترتبة على اعتماد العملة المستقرة على النظام البيئي المالي الأوسع. في الوقت الحالي، يتضاءل إجمالي القيمة السوقية للعملات المستقرة أمام 21 تريليون دولار أمريكي M2 و2.1 تريليون دولار في المعاملات الفورية اليومية للعملات الأجنبية. ومع ذلك، فإن تحقيق حصة 10% من الممكن أن يحولها إلى قوة مهيمنة في التمويل العالمي، وبالتالي إعادة تشكيل مشهد المدفوعات والتسويات الرقمية.

وينظر إلى التنظيم باعتباره المفتاح لهذا التحول. وفي حين أن الإدارات الأمريكية السابقة لم تحرز سوى تقدم ضئيل في وضع سياسات خاصة بالعملات المستقرة، يشير التقرير إلى أن الحكومة التي يقودها ترامب في عام 2025 قد تعطي الأولوية لهذه الجهود. في الواقع، من المتوقع أن يؤدي هذا الوضوح التنظيمي إلى إطلاق الإمكانات الكاملة للعملات المستقرة، وتمكينها من توسيع نطاق حالات استخدامها وتنويعها بشكل أكبر.

ارتفاع اعتماد العملات المستقرة في الأسواق الناشئة

جغرافيًا، تهيمن العملات المستقرة المدعومة بالدولار الأمريكي على السوق، حيث تمثل 99.3٪ من القيمة السوقية الحالية للعملات المستقرة. تتصدر عملة Tether (USDT) بحصة سوقية تبلغ 73%، تليها عملة USD Coin (USDC) التابعة لشركة Circle بنسبة 21%.

وفي الوقت نفسه، أشار تقرير بنك ستاندرد تشارترد يوم الخميس إلى استطلاع أجرته شركة YouGov والذي وجد حالات استخدام مقنعة. وفي خمس أسواق ناشئة – البرازيل وتركيا ونيجيريا والهند وإندونيسيا – لوحظ أن 69٪ من المشاركين يستخدمون العملات المستقرة لاستبدال العملات، في حين يستخدمها 39٪ في المدفوعات عبر الحدود ومعاملات السلع والخدمات.