قد تؤدي تعهدات دونالد ترامب بفرض تعريفات واسعة النطاق على الواردات الأمريكية إلى خسائر فادحة في صادرات المملكة المتحدة.
يقول الاقتصاديون في مركز سياسة التجارة الشاملة بجامعة ساسكس (CITP) إن صادرات المملكة المتحدة قد تنخفض بمقدار 22 مليار جنيه إسترليني (28 مليار دولار)، أي ما يعادل 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، إذا فرضت إدارة ترامب تعريفة بنسبة 20% على جميع البضائع. الواردات ورسوم جمركية بنسبة 60% على الواردات من الصين.
وقال نيكولو تامبيري، الباحث في جامعة ساسكس، إن معظم الصناعات في المملكة المتحدة ستواجه “تحديات حادة” إذا مضى ترامب قدما في فرض التعريفات الجمركية المقترحة.
وخص بالذكر صيد الأسماك والنفط والتعدين باعتبارها الصناعات التي من المرجح أن تعاني أكثر من غيرها، والتي يمكن أن تشهد انخفاض الصادرات بنحو 20%.
وأشار تامبيري أيضًا إلى أن الأرقام قد تتفاقم أكثر إذا قام شركاء أمريكا التجاريون بالانتقام بفرض تعريفات جمركية خاصة بهم.
وبلغ إجمالي صادرات المملكة المتحدة من السلع والخدمات 854.9 مليار جنيه إسترليني في العام الذي سبق أغسطس 2024، وفقًا لمكتب الإحصاءات الوطنية.
وفي العام الماضي، كانت الولايات المتحدة أكبر متلق لهذه الصادرات، حيث مثلت 22% من الإجمالي، متقدمة كثيراً على ألمانيا التي بلغت 7% وأيرلندا 6,6%. يمكن أن يتردد صدى تأثير التعريفات الجديدة في جميع أنحاء الاقتصاد البريطاني في الوقت الذي يتوقع فيه بنك إنجلترا نموًا بنسبة أقل من 0.4٪ ربع سنوي في المتوسط على مدى السنوات القليلة المقبلة.
وقد أعلن ترامب نفسه “رجل التعريفات الجمركية” خلال فترة ولايته الأولى في منصبه، وأثناء حملته الانتخابية لإعادة انتخابه، ادعى أن التعريفات الجمركية يمكن أن تعزز النمو، وتحمي الوظائف الأمريكية، وتدفع تكاليف التخفيضات الضريبية.
وأعلن الرئيس السابق في قاعة بلدية في ميشيغان في سبتمبر/أيلول أن “التعريفات الجمركية هي أعظم شيء تم اختراعه على الإطلاق”.
لكن بعض مستشاري ترامب أشاروا إلى أنه ربما يستخدم التهديد بفرض الرسوم الجمركية كتكتيك تفاوضي بشأن الاتفاقيات الثنائية. وفي عام 2019، هدد بفرض رسوم جمركية على صادرات المكسيك إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات لوقف تدفق المهاجرين عبر الحدود.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أعربت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز عن تفاؤلها بإمكانية تجنب الرسوم الجمركية.
وأضافت: “لقد كان الرئيس ترامب رئيسًا للولايات المتحدة من قبل، ولا تزال لدينا علاقة اقتصادية قوية وصحية، وسنواصل كحكومة الدفاع عن التجارة الحرة”.
وأضافت “أنا واثقة من أن هذه التدفقات التجارية ستستمر في عهد الرئيس الجديد”.
