استثمار

لا جديد للمستثمرين المخضرمين

مع مرورنا بفترة سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المضطربة تاريخيا، قدمت الأسواق جرعتها المعتادة من التقلبات. والواقع أن الموسم بدأ بملاحظة كئيبة، حيث انخفض متوسط ​​الأسهم في مؤشر راسل 3000 بنسبة 5.2%، في حين سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسوأ أداء أسبوعي له منذ مارس/آذار 2023، حيث انخفض بأكثر من 4.2%.

ورغم أن هذا قد يكون مزعجاً لبعض المستثمرين، فإن المستثمرين المخضرمين يدركون أن مثل هذه التقلبات في السوق ليست غير عادية. والواقع أن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 استمر في تحمل 203 أسابيع من النكسات الأكبر منذ عام 1928.

والواقع أن التقلبات في أسواق الأسهم ليست غير عادية. ومن حسن الحظ أن هناك 169 أسبوعاً شهدت مكاسب بلغت 4.24% أو أكثر، كما تقدم مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من مستوى 18 قبل 96 عاماً إلى أكثر من 5400 اليوم.

من المهم أن نتذكر أن الانخفاضات بنسبة 5% تحدث ثلاث مرات تقريبًا في العام في المتوسط، في حين تحدث تصحيحات بنسبة 7.5% كل سبعة أشهر تقريبًا. وبالنسبة لأولئك الذين يتابعون، فإن التصحيحات بنسبة 10% تميل إلى الحدوث مرة واحدة تقريبًا في العام. وهذا لا يعني تجاهل الانزعاج الناتج عن رؤية اللون الأحمر على الشاشات، بل وضعه في سياقه الصحيح ــ التقلبات جزء طبيعي من دورات السوق.

تحويل الابتسامة رأسا على عقب

ولكن ما يذهلني هو مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها السرديات حول معنويات السوق. ففي أوائل سبتمبر/أيلول، ظهرت عناوين رئيسية تقول: “لم يسبق للمستثمرين الأميركيين أن شعروا بالنشوة إزاء سوق الأسهم”، و”بدأ المستهلك الأميركي يتخلص من مزاج سيئ مستمر”.

وبعد أيام قليلة، تغيرت النبرة بشكل كبير عندما جاء تقرير الوظائف أضعف من المتوقع لشهر أغسطس/آب ــ والذي أظهر نمواً في الوظائف في الولايات المتحدة. فقط 142 ألف وظيفة ــ أثارت مخاوف متجددة بشأن الاقتصاد الأميركي. ودفع هذا المنافذ المالية إلى نشر قصص مثل “سجلت مؤشرات الأسهم خسائر أسبوعية حادة بعد أن أشعلت بيانات أضعف من المتوقع المخاوف بشأن صحة الاقتصاد الأميركي”.

الواقع أن شيئاً جوهرياً لم يتغير في المشهد الاقتصادي على مدار ذلك الأسبوع. صحيح أن البعض اعتبر تقرير الوظائف “ضعيفاً”، ولكن لا داعي لدق ناقوس الخطر بشأن نقطة بيانات واحدة، خاصة وأن بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رفع بالفعل توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي في الربع الثالث إلى 2.5% بعد صدور تقرير الوظائف من 2.1% قبل صدور تقرير العمالة. وقد تكون معنويات السوق متقلبة، وكثيراً ما يرى المتداولون أن الكأس نصف ممتلئة في يوم ونصف فارغة في اليوم التالي.

وعلى الرغم من العناوين الرئيسية السلبية والتراجعات قصيرة الأجل، فإنني أظل متفائلاً كما كنت دائماً بشأن الإمكانات طويلة الأجل للأسهم المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية. والواقع أن حماسي اليوم إزاء الآفاق طويلة الأجل للأسهم المقومة بأقل من قيمتها الحقيقية، في اعتقادي، أعظم كثيراً مما كان عليه قبل أسبوع لأن الأسعار أصبحت أقل.

وبالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بالصبر والانضباط اللازمين لتجاوز هذه النكسات في الأمد القريب، فأنا ما زلت أرى فرصاً ممتازة في المستقبل. ولم تتغير الأساسيات بشكل جذري، وأعتقد أن أولئك الراغبين في التمسك بالمسار سوف يكافأون بسخاء في الأعوام المقبلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *