تبدو الأسهم العالمية رخيصة مقارنة بالأسهم الأمريكية.
عند تقييم فرص الاستثمار، فإن أحد الاعتبارات الحاسمة هو التقييم النسبي للأسهم المحلية والدولية. إن المقياس المستخدم بشكل شائع، نسبة السعر إلى الأرباح، يعمل كمقياس لقياس الغلاء النسبي أو الرخص النسبي للأسهم. تحليل صندوق Vanguard Total Stock Market ETF
صندوق Vanguard Total Stock Market ETF
صندوق iShares MSCI EAFE المتداول في البورصة
للوهلة الأولى، قد يشير هذا التفاوت في التقييمات إلى أن الأسهم العالمية تقدم قيمة مقنعة للمستثمرين الذين يسعون إلى فرص نمو أفضل. ومع ذلك، فإن الفحص المتعمق للاتجاهات التاريخية والعوامل الاقتصادية الأساسية يكشف عن صورة أكثر دقة.
في حين يبدو أن نسبة السعر إلى الأرباح الحالية للأسهم الأميركية مرتفعة مقارنة بمتوسطها التاريخي، فإن الأسهم العالمية كانت تتداول باستمرار بخصم مقارنة بنظيراتها المحلية. وعلى مدى العقد الماضي، بلغ متوسط نسبة السعر إلى الأرباح للأسهم العالمية 14.33، وهو أقل بشكل ملحوظ من المتوسط الأميركي البالغ 18.47. ويمكن أن تُعزى هذه الفجوة المستمرة في التقييم إلى عدة عوامل هيكلية شكلت التباعد بين السوقين.
المشهد الاقتصادي المتطور في الولايات المتحدة
لقد شهد الاقتصاد الأمريكي تحولاً جذرياً على مدى العقد الماضي، حيث انتقل من اقتصاد يعتمد على التصنيع والطاقة إلى اقتصاد يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا. وقد أدى هذا التغيير العلماني إلى دفع نمو الشركات المبتكرة والمبتكرة التي تتمتع بتقييمات متميزة في السوق. وباعتبارها الرائدة العالمية في التقدم التكنولوجي، تعد الولايات المتحدة موطنًا لأكبر شركات التكنولوجيا وأسرعها نموًا في العالم، والتي ساهمت بشكل كبير في التقييمات المرتفعة الملحوظة في الأسهم المحلية.
وعلى النقيض من ذلك، تتألف مؤشرات الأسواق العالمية في كثير من الأحيان من مجموعة أكثر تنوعاً من الشركات، والتي يعمل العديد منها في قطاعات تقليدية أبطأ نمواً. ويترجم هذا التكوين بطبيعة الحال إلى معدلات نمو متوسطة أقل، وبالتالي تقييمات أكثر تواضعاً مقارنة بالسوق الأميركية.
وهناك عامل آخر يؤثر على الفارق في التقييم يتمثل في القوة النسبية للدولار الأميركي في مقابل العملات الرئيسية الأخرى. فعلى مدى العقد الماضي، ارتفعت قيمة الدولار، الأمر الذي جعل أرباح الشركات الدولية أقل قيمة عند تحويلها إلى الدولار الأميركي. وقد أدى هذا التغير في أسعار العملات إلى تفاقم الفجوة في الأسعار بين الأسهم المحلية والدولية من منظور المستثمرين الأميركيين.
تباعد السياسة النقدية
لقد عزز النهج الاستباقي الذي انتهجه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في إدارة الدورات الاقتصادية والتخفيف من حدة المخاطر النظامية من الشعور بالاستقرار والمرونة في الأسواق المحلية. ومنذ الأزمة المالية العالمية، عمل بنك الاحتياطي الفيدرالي على توسيع مجموعة أدواته وأظهر استعداده للتدخل بقوة لعزل الاقتصاد والأسواق المالية عن الصدمات الكبيرة.
وعلى النقيض من ذلك، لم تظهر البنوك المركزية الدولية دائماً نفس المستوى من الاستجابة أو التنسيق السياسي، الأمر الذي ساهم في تفاقم الشعور بالمخاطر المرتبطة بالأسواق الدولية. وقد تجلى هذا الشعور بالمخاطرة العالية في شكل انخفاض قيمة الأسهم الدولية مقارنة بنظيراتها الأميركية.
الحجة لصالح التنوع الدولي
وفي حين تشير العوامل الهيكلية الموضحة أعلاه إلى أن سوق الأسهم الأميركية قد تستمر في تحقيق علاوة تقييم، فإن تخصيص الأسهم الدولية لا يزال من الممكن أن يوفر فوائد قيمة للمستثمرين.
تتأثر الأسواق العالمية بالدورات والديناميكيات الاقتصادية التي تعمل بشكل مستقل عن الاقتصاد الأمريكي. ومن خلال دمج الأسهم الدولية في المحفظة، يمكن للمستثمرين تحقيق تنويع أكبر وتقليل مخاطر المحفظة الإجمالية. ويمكن أن يساعد هذا التنويع في تسهيل العائدات والحد من التقلبات، حيث قد تستجيب الأسهم الدولية للأحداث الاقتصادية العالمية بشكل مختلف عن الأسهم المحلية.
ورغم أن السوق الأميركية كانت رائدة في مجال الابتكار التكنولوجي، فإن الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية قد تقدم آفاق نمو قوية في قطاعات مختلفة. ومن خلال الاستثمار في الأسهم الدولية، يمكن للمستثمرين اكتساب التعرض لهذه الفرص المحتملة للنمو، والتي قد لا تكون ممثلة بشكل كامل في المؤشرات المحلية.
التعامل مع معضلة القيمة مقابل النمو
ورغم أن الأسهم العالمية قد تبدو جذابة القيمة مقارنة بنظيراتها الأميركية، فإن الاعتماد على مقاييس التقييم وحدها كأساس لقرارات الاستثمار قد يكون مضللاً. وتشير العوامل البنيوية التي تدعم الفجوة المستمرة في التقييم بين الأسهم المحلية والدولية إلى أن علاوة السوق الأميركية قد تكون مبررة بريادتها في الابتكار والنمو والمرونة الاقتصادية.
يتعين على المستثمرين الساعين إلى الاستفادة من فرص القيمة المحتملة في الأسواق العالمية أن يتوخوا الحذر ويتبنوا نهجاً شاملاً لا يأخذ في الاعتبار مقاييس التقييم فحسب، بل وأيضاً عوامل مثل الأساسيات الاقتصادية والمخاطر الجيوسياسية وديناميكيات العملة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الحفاظ على محفظة متنوعة بشكل جيد تشمل الأسهم المحلية والدولية يمكن أن يساعد في التخفيف من المخاطر وتعزيز العائدات الإجمالية.
إن المناقشة الدائرة حول الجاذبية النسبية للقيمة مقابل النمو في الأسواق العالمية هي مناقشة معقدة، ولا توجد إجابات بسيطة لها. وفي حين قد تشير مقاييس التقييم إلى أن الأسهم الدولية تقدم قيمة أفضل، فلا ينبغي لنا أن نتجاهل العوامل البنيوية التي تدعم فجوة التقييم المستمرة بين الأسهم المحلية والدولية.
وفي نهاية المطاف، يتعين على المستثمرين أن يقيّموا بعناية أهدافهم الاستثمارية، وقدرتهم على تحمل المخاطر، وآفاقهم الزمنية لتحديد التوزيع المناسب بين الأسهم المحلية والدولية. وربما يكون إنشاء محفظة استثمارية متنوعة بشكل جيد، تحقق التوازن بين التعرض للسوقين، النهج الأكثر حكمة، حيث تسمح للمستثمرين بالاستفادة من نقاط القوة في كل منهما مع التخفيف من المخاطر المحتملة.