“TSMC” تضخ 10 مليارات دولار لمواجهة تقلبات أسعار الصرف

تعتزم شركة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” (Taiwan Semiconductor Manufacturing) ضخ 10 مليارات دولار في وحدتها الخارجية بهدف تعزيز عملياتها في التحوط من تقلبات العملة، في خطوة تُعد الأكبر من نوعها من جانب الشركة لمواجهة تقلبات أسعار الصرف المحلية.
أعلنت الشركة في بيان أن وحدة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ غلوبال” (TSMC Global)، التابعة لها بالكامل، صادقت على خطة لزيادة رأسمالها من خلال إصدار أسهم جديدة بقيمة 10 مليارات دولار لصالح الشركة الأم، وذلك بهدف خفض تكاليف التحوط من تقلبات العملات الأجنبية.
وتُعد هذه الصفقة الثالثة من نوعها منذ عام 2024، والأكبر على الإطلاق حتى الآن، حيث جاءت الصفقتان الماضيتان خلال فترات شهدت ارتفاعاً في قيمة الدولار التايواني. وتمنح هذه الخطوات الوحدة الخارجية للشركة، والمسؤولة عن إدارة الاستثمارات الخارجية والتحوط، مرونة أكبر في إدارة مخاطر تغير أسعار الصرف.
ووفقاً لبيان منفصل صادر عن إدارة مراجعة الاستثمار في تايوان، فإن ضخ رأس المال مخصص للاستثمارات العامة، لا سيما ودائع البنوك والسندات. وأوضح البيان أن الهدف من هذه الخطوة هو نقل حيازات “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” من العملات الأجنبية إلى الوحدة الخارجية التابعة لها للمساعدة في تقليل أعباء التحوط.
مخاوف من قوة الدولار التايواني
أثار الارتفاع الأخير في قيمة الدولار التايواني قلق في تايبيه بشأن اعتماد الاقتصاد بشكل كبير على الصادرات. ففي مايو، سجلت العملة المحلية أكبر قفزة يومية لها منذ الثمانينيات، ما دفع البنك المركزي إلى الدعوة لاتخاذ إجراءات لكبح المضاربات في سوق العملات.
في الوقت ذاته، ارتفعت تكلفة التحوط من تقلبات العملة بشكل ملحوظ خلال العام الجاري، حيث بلغ معدل التقلب الضمني للعملة المحلية على مدى عام ذروته منذ عام 2011، وذلك خلال تداولات يوم الأربعاء..
وفي هذا السياق، قال فيليب ماكنيكولاس، استراتيجي السندات السيادية لمنطقة آسيا لدى شركة “روبيكو” (Robeco) ومقرها سنغافورة، إنه “بشكل عام، زيادة تقلبات أسعار الصرف الأجنبية تعني أن البنوك قد تُقدم على تعديل متطلبات هوامش الربح لديها”
وأضاف: “إصدار أسهم جديدة وضخ سيولة نقدية مباشرة قد يُعزز قدرة الشركات على تلبية متطلبات الهوامش، سواء على صفقات التحوط الحالية أو على التحوطات المستقبلية”.
ولفت ماكنيكولاس أيضاً إلى أن “توفير سيولة نقدية بالدولار الأميركي يمكن أن يدعم أيضاً العمليات الخارجية للشركات، والتي قد تحتاج أيضاً إلى تحوط مستمر ضد تقلبات العملة”.
عبء مالي على “TSMC”
تُعد شركة “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” مورد الرقائق الإلكترونية الرئيسي لشركتي “أبل” (Apple) و”إنيفيديا” (Nvidia)، كما تُصنف بلا منازع كأكبر شركة ومُصدر على الجزيرة، لأن غالبية إنتاجها محلي.
ويُشكل ارتفاع الدولار التايواني عبئاً على المصدرين، لأن الإيرادات المُحققة بالدولار الأميركي من المبيعات الخارجية تُترجم إلى مبالغ أقل عند تحويلها إلى العملة المحلية، أو قد تضطر الشركات إلى رفع أسعارها في الأسواق الخارجية والمخاطرة بانخفاض الطلب.
في يونيو، صرح الرئيس التنفيذي للشركة سي سي وي للمساهمين بأن هامش الربح التشغيلي للشركة قد تراجع بعدة نقاط مئوية بسبب قوة العملة المحلية.
من جهته، أوضح كريستوفر وونغ، كبير استراتيجيي الصرف الأجنبي لدى بنك “أوفرسي-تشاينيز بانكينغ كورب” (Oversea-Chinese Banking Corp): “عادةً ما يكون أحد دوافع هذه الخطوة هو التحوط الطبيعي، حيث يمكن للشركة مواءمة الإيرادات بالدولار الأميركي مع التزاماتها المقومة بالدولار ذاته. كما يمكن استخدام تلك السيولة لتمويل أصولها وخطط التوسع في الولايات المتحدة مع تقليل مخاطر تحويل العملات الأجنبية”.