اخر الاخبار

“TSMC” ترفع توقعات 2025 بفضل آمال الطلب على الذكاء الاصطناعي

رفعت “تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ” (TSMC) توقعاتها لنمو الإيرادات في عام 2025، ما يعزز ثقة المستثمرين في زخم الإنفاق العالمي على مشاريع الذكاء الاصطناعي. 

توقعت أكبر شركة لتصنيع الرقائق لصالح الغير في العالم، اليوم الخميس، نمو المبيعات محسوبة بالدولار الأميركي بنسبة تقارب 30% هذا العام، ارتفاعاً من تقديرات سابقة في منتصف نطاق 20%.

عزّز ذلك التوقعات بأن تواصل شركات التكنولوجيا، من “ميتا” إلى “جوجل”، استثماراتها في بناء مراكز البيانات الضرورية لتطوير الذكاء الاصطناعي، لتتحول العقود المستقبلية لمؤشر “ناسداك” إلى الصعود في حين ارتفع سهم “إيه إس إم إل هولدنغ” (ASML Holding) بنسبة 2%.

طلب يفوق القدرة الإنتاجية

 تُبرز خطوة “TSMC” قوة واستمرار الطلب على الرقائق المتقدمة من شركات مثل “إنفيديا” و”أدفانسد مايكرو ديفايسز”، وهو طلب يتجاوز طاقتها الإنتاجية الحالية. وأكد الرئيس التنفيذي للشركة سي. سي. وي، اليوم الخميس، أن طلبيات الذكاء الاصطناعي لا تزال قوية، في مسعى لدحض التكهنات المتواصلة حول احتمال تقليص شركات التكنولوجيا لإنفاقها. وفي حين أكد أن الطلب الأساسي على الذكاء الاصطناعي يزداد قوة فقد أشار إلى أن الضبابية الناجمة عن الرسوم الجمركية لإدارة ترمب تدعو للحذر. 

قال بيلي ليونغ، مسؤول استراتيجية الاستثمار في شركة” غلوبال إكس” (Global X) لصناديق المؤشرات المتداولة في سيدني، إن ذلك “يُسهم في تعزيز سلسلة القيمة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، ولا تزال حالة التفاؤل بشأنه قائمة”. 

نتائج مالية تبعث الاطمئنان

 وأضاف: “بالنسبة للمستثمرين، فإن نتائج TSMC تهدئ مجدداً المخاوف من تباطؤ وتيرة الذكاء الاصطناعي. الهوامش لا تزال مستقرة، وآفاق الطلب إيجابية، بما يعزز القناعة بأن عملية بناء منظومة الذكاء الاصطناعي لا تزال تمضي قدماً بقوة”.

عاد المستثمرون للإقبال بقوة على أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، متجاهلين حالة الفتور التي خيمت على السوق بعدما أثار نموذج “ديب سيك” الصيني شكوكاً في احتياج شركات مثل “أمازون” إلى إنفاق مبالغ طائلة على مراكز البيانات.

إنفيديا تتصدر المشهد العالمي

أصبحت “إنفيديا” الأسبوع الماضي أول شركة في التاريخ تتجاوز قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار، في دلالة على عودة الحماس الاستثماري تجاه شركات مثل “TSMC”، ذات الدور المحوري في عمل البنية التحتية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

قال وي للصحفيين إن رفع توقعات الشركة لا يرتبط بإعلان الولايات المتحدة استعدادها لمنح “إنفيديا” تراخيص لتصدير رقائق الذكاء الاصطناعي من طراز H20 إلى الصين، مضيفاً أن استئناف تلك المبيعات تطور إيجابي للقطاع، لكن من السابق لأوانه تحديد حجم تأثيره بدقة.

قبل إعلان نتائج TSMC بيوم واحد، أثارت شركة “إيه إس ام ال هولدنغ”(ASML Holding) الهولندية، الموردة لمعدات تصنيع الرقائق، حالة من القلق في الأسواق بعدما خفّضت توقعات النمو لعام 2026. وقال الرئيس التنفيذي كريستوف فوكيه إن التوترات الجيوسياسية ووضع الاقتصاد العالمي “تتسبب في ضبابية متزايدة”، ما أدى إلى تراجع سهم الشركة بأكثر من 11%.

وقال وي في تايبيه: “بالنظر إلى النصف الثاني من العام، لم نرصد أي تغيّر في سلوك عملائنا، لكننا ندرك أن هناك قدراً من الضبابية والمخاطر” فيما يتعلق بالرسوم الجمركية المحتملة. 

وأشار المدير المالي ويندل هوانغ إلى أن الدولار التايواني الذي يشهد صعوداً من المرجح أيضاً أن يؤثر على أعمال الشركة في الربع الثالث.

قفز الدولار التايواني أكثر من 11% منذ بداية العام، ليصبح الأفضل أداءً في آسيا، وذلك في ظل تدافع المستثمرين الأجانب لاقتناص الأسهم، واتجاه المصدرين لبيع العملة الأميركية وسط مخاوف من استمرار انخفاضه. ووفقاً لتقديرات هوانغ، فإن كل ارتفاع بنسبة 1% في قيمة الدولار التايواني مقابل نظيره الأميركي سيؤدي إلى انخفاض إيرادات الشركة بنسبة مماثلة.

نتائج تفوق التوقعات

رفعت TSMC توقعاتها بعدما أعلنت عن قفزة مفاجئة بنسبة 61% في أرباحها الصافية خلال الربع المنتهي في يونيو، إلى 398.3 مليار دولار تايواني (13.5 مليار دولار). وبذلك تواصل سلسلة تجاوزت التوقعات في كل ربع منذ عام 2021. وكانت الشركة قد سجلت سابقاً زيادة في الإيرادات بنسبة 39%.

باتت إيرادات الحوسبة عالية الأداء–التي تشمل الرقائق المخصصة للخوادم ومراكز البيانات– تمثل الآن نحو 60% من إيرادات الشركة، في تحوّل كبير عن الفترة التي كانت تعتمد فيها “TSMC” بالأساس على سوق الهواتف الذكية. ولا تزال الشركة  التايوانية المورد الرئيسي للرقائق لصالح شركة “أبل”.

التزام استثماري ضخم

لا تزال الشركة التايوانية متمسكة بخططها لإنفاق ما بين 38 و42 مليار دولار هذا العام لتحديث وتوسعة طاقتها الإنتاجية. وكانت الشركة تعهّدت في وقت سابق بضخ 100 مليار دولار أخرى لتعزيز عملياتها التصنيعية في أريزونا واليابان وألمانيا، وكذلك في موطنها تايوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *