اخر الاخبار

“IBM” تطلق 3 مبادرات تشمل قطاع الطيران والتعليم في السعودية

أعلنت “IBM”، خلال فعالية “IBM Think Riyadh 2025″، عن 3 خطوات متوازية شملت إطلاق أول نموذج تشغيلي “AI-Native” في قطاع الطيران بالتعاون مع “طيران الرياض”، والتوسع جنوباً من خلال الإطلاق الرسمي لعمليات “IBM Consulting” في منطقة الباحة، بالإضافة لتمكين 500 ألف سعودي بالمهارات الرقمية عبر منصة “IBM SkillsBuild”، بالشراكة مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

تسلّط هذه المبادرات الضوء على نهج جديد يعتمد على دمج الذكاء الاصطناعي في العمليات التشغيلية، وتعزيز القدرات البشرية، وتطوير منظومات اقتصادية متكاملة تتناسب مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، حسبما ذكرت “IBM” في بيان.

طيران الرياض.. الذكاء الاصطناعي أساس التشغيل

أبرز ما كشفته الفعالية هو التحول الذي يقوده التعاون بين “IBM” و”طيران الرياض”، حيث أعلنت “IBM” أن “طيران الرياض” أصبحت أول شركة طيران تُبنى منذ التأسيس على نموذج تشغيلي يعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي، دون أي تراكمات من أنظمة موروثة.

وفقاً للإعلان، فإن هذا النوع من “التأسيس الرقمي “(Digital-by-Design) يُعد نقطة انعطاف في صناعة الطيران عالمياً، إذ يتيح للشركة بناء بنية تشغيلية مرنة تعتمد على البيانات والتحليلات اللحظية، ما يعزز سرعة اتخاذ القرار وكفاءة إدارة الأساطيل وتحسين تجربة الطواقم والمسافرين وخفض الأخطاء التشغيلية ورفع مستوى التنبؤ بالأعطال والاحتياجات التشغيلية.

تستند هذه البنية إلى منصة “IBM watsonx Orchestrate”، التي تتيح إدارة عمليات معقدة عبر وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على الاستجابة للسياق التشغيلي في الوقت الفعلي.

يشمل النموذج أيضاً بنية رقمية موحدة لتجربة الموظفين تعتمد على واجهات محادثة “Chat-First”، وتطبيقات للهواتف تستفيد من الذكاء الاصطناعي لتنبيه الأطقم للإجراءات الاستباقية، مثل خدمة المسار السريع للمسافرين المتأخرين.

أما في مجال خدمة العملاء، فتُخطط “IBM” لتضمين روبوتات صوتية مدعومة بقدرات فهم لغوي وسياقي توفر تجربة خدمة متقدمة تتجاوز الردود التقليدية إلى حلول مخصّصة للمسافرين.

ومع اقتراب موعد انطلاق أولى الرحلات التجارية مطلع 2026، فإن هذا النموذج يضع طيران الرياض في موقع ريادي قد يعيد صياغة معايير الابتكار في القطاع عالمياً، ويعزز مكانة المملكة كمركز صاعد في صناعة الطيران الذكي.

“IBM Consulting” في الباحة

أعلنت “IBM” عن الإطلاق الرسمي لعمليات “IBM Consulting” في منطقة الباحة، بالتعاون مع جامعة الباحة، في خطوة تشكل جزءاً من استراتيجية الشركة لإعادة توزيع المراكز الرقمية داخل المملكة، وبناء منظومات إقليمية للابتكار بعيداً عن مركزية المدن الكبرى.

يمثل الفرع الجديد مركز تميز يهدف إلى ربط التعليم الأكاديمي بالاحتياجات الفعلية للصناعة وتخريج جيل جديد من المواهب الاستشارية والتقنية وتمكين القدرات الوطنية في مجالات البيانات والسحابة والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطوير بيئة عمل متقدمة تشجع الابتكار وتسرّع تبني الحلول الرقمية.

يأتي اختيار جامعة الباحة ضمن دفعة 2025 لبرنامج “IBM Impact Accelerator” بعد منافسة شاركت فيها أكثر من 100 جهة. ويهدف البرنامج إلى دعم الجهات التعليمية والحكومية عبر تقنيات السحابة الهجينة والذكاء الاصطناعي.

من أهم المشاريع التي يعمل عليها الجانبان، تطوير نموذج تجريبي لإطار “CH-MARL”، وهو نظام يعتمد على الذكاء الاصطناعي متعدد الوكلاء لإدارة الأساطيل والمعدات اللوجستية في الوقت الفعلي، بحيث يكون قادراً على تحسين تنسيق عمليات النقل وخفض استهلاك الوقود وتقليل الانبعاثات ورفع جودة إدارة المعدات والموانئ والانتقال بسلاسة بين المحاكاة والعمليات التشغيلية الحقيقية.

يُتوقع أن ينعكس هذا المشروع على منظومات النقل واللوجستيات في المملكة، خاصة في ظل الاستثمارات الكبرى الموجهة لهذا القطاع ضمن برامج رؤية 2030.

“SkillsBuild”.. المرحلة التالية من الاقتصاد الرقمي

ثالث مبادرات “IBM” التي أعلن عنها خلال الفعالية، هو تجاوز عدد المتعلمين السعوديين المستفيدين من منصة “SkillsBuild” حاجز 500 ألف متعلم، وهي خطوة تعكس حجم التحول الذي تشهده المملكة في مجال تمكين رأس المال البشري.

تركز منصة “SkillsBuild” على مجالات تقنية عالية الطلب، من أبرزها الذكاء الاصطناعي، البيانات وعلوم الحاسب، الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني، والحوسبة الكمومية.

نُفّذت البرامج بالتعاون مع جهات وطنية مثل سدايا وجامعة الملك سعود وجامعة الأميرة نورة والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني ومبادرة “سماي” للذكاء الاصطناعي.

وبحسب “IBM”، فإن تحليلات السوق تشير إلى الأثر المباشر على إنتاجية الاقتصاد، حيث يمثل وصول عدد المتعلمين إلى نصف مليون مؤشراً على توسع الطلب على وظائف الاقتصاد المعرفي، وتحسّن جاهزية الشباب السعودي للوظائف المستقبلية، ودعم الشركات في سد فجوة المهارات، وخلق كوادر قادرة على قيادة مشاريع التحول الرقمي، وتعزيز تنافسية المملكة في مؤشرات الجاهزية الرقمية العالمية، ما يعكس مساراً تصاعدياً في المملكة نحو بناء واحدة من أكبر القوى الرقمية المؤهلة في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *