بدأت “كونتمبوراري أمبركس تكنولوجي”، أكبر مُصنعة لبطاريات السيارات الكهربائية في العالم، في قياس مدى اهتمام المستثمرين بطرح لأسهمها قد يجمع 5 مليارات دولار، ويُرجح أن يكون الأكبر في بورصة هونغ كونغ منذ سنوات.
استهلت الشركة الصينية العملاقة لصنع بطاريات السيارات الكهربائية، التي تُعرف باسم “CATL”، الثلاثاء الاجتماعات التعريفية للمستثمرين، وفق شروط الصفقة التي اطلعت عليها “بلومبرغ”. ويُرجح إجراء الطرح في بورصة هونغ كونغ في موعد أقربه الشهر الجاري، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأنهم غير مخولين بالحديث إلى وسائل الإعلام.
تعتزم الشركة المضي قدماً في الطرح رغم اضطراب الأسواق العالمية إثر الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وبالنظر إلى حجم الطرح، يُرجح أن يؤثر على ثقة المستثمرين في الشركات في هونغ كونغ والصين، بعد أن حققت أسهمها أداءً دون المستوى مقارنةً بنظرائها العالميين وسط اضطراب السوق الناتج عن الرسوم الجمركية.
ضغوط من الكونغرس الأميركي
رغم ذلك، يبدو أن الشركات الصينية تعاملت بهدوء مع تبعات الحرب التجارية، وواصلت عمليات طرح الأسهم الشهر الماضي، بينما تراجعت الطروحات في الولايات المتحدة وأوروبا.
تأتي صفقة “CATL” بعد دعوة لجنة في الكونغرس الأميركي في أبريل مصرفي “بنك أوف أميركا” و”جيه بي مورغان” للانسحاب من دورهما في الطرح المرتقب. إلا أن المصرفين لا يزالان يعملان عليه، بحسب مستندات أصدرتها الشركة الثلاثاء بعد جلسة استماع بشأن الطرح.
كان رئيس لجنة المعنية بالحزب الشيوعي الصيني في مجلس النواب الأميركي جون مولينار قد أوضح في خطابين موجهين إلى الرئيسين التنفيذيين للبنكين إدراج الشركة على قائمة البنتاغون السوداء في يناير، بذريعة علاقاتها مع الجيش الصيني. فيما أكد المتحدث باسم “CATL” أن المزاعم الواردة في الخطابين لا أساس لها من الصحة، وأن الشركة لم تشارك قط في أي أنشطة وأعمال مرتبطة بالجيش.
تأثير “طفيف” للرسوم الجمركية
سيكون طرح “CATL” بقيمة 5 مليارات دولار الأكبر في العالم منذ صفقة “لينيدج” (Lineage)، صندوق الاستثمار العقاري للتخزين البارد، العام الماضي التي بلغت قيمتها 5.1 مليار دولار، والأكبر في بورصة هونغ كونغ منذ طرح “كوايشو تكنولوجي” (Kuaishou Technology) بقيمة 6.2 مليار دولار في 2021، وفق البيانات التي جمعتها “بلومبرغ”.
جمعت الطروحات في بورصة هونغ كونغ 2.7 مليار دولار منذ بداية العام، وفق البيانات التي جمعتها “بلومبرغ”. ويُتوقع أن تبلغ حصيلة طرح “CATL” نحو ثلاثة أضعاف هذا المبلغ، كما يجري الإعداد لطروحات كبرى أخرى، مثل صانعة الأدوية “جيانغسو هنغروي فارماسوتيكالز” (Jiangsu Hengrui Pharmaceuticals). وقد ترتفع حصيلة الطروحات في بورصة هونغ كونغ أكثر من الضعف إلى 22 مليار دولار هذا العام، بحسب تقديرات “بلومبرغ إنتليجنس”.
أعلنت “CATL” في أبريل عن نتائج مالية قوية للربع الأول، حيث ارتفع صافي الربح بأسرع معدل منذ نحو عامين. فيما وصف المسؤولون التنفيذيون في الشركة، التي تُعد من أكبر موردي “تسلا” والعديد من كبرى شركات صنع السيارات الكهربائية الأخرى، تأثير الرسوم الجمركية الأميركية بأنه “طفيف”، وإن انكشاف الشركة على الولايات المتحدة “ضئيل جداً”.
استمرار التوسع الدولي
ستدعم حصيلة طرح “CATL” عملية التوسع الدولي الجارية في أوروبا، حيث ستُوجه غالبية العائدات إلى إكمال مصنع في المجر بقدرة إنتاجية 100 غيغاواط ساعة سنوياً لتوفير الإمدادات لكبار العملاء مثل “مرسيدس بنز”.
تبلغ الحصة السوقية للشركة نحو 38%، بينما تحل صانعة السيارات الكهربائية “بي واي دي”، التي تصنع البطاريات لسياراتها بشكل رئيسي، في المركز الثاني بفارق كبير بحصة سوقية تقارب 17%.
في شأن منفصل، تسعى الشركة إلى الحصول على قرض بنحو مليار دولار لتمويل استثمار في إندونيسيا، بحسب أشخاص مطلعين على الأمر.
انخفض سهم “CATL” 12% في بورصة شنزن هذا العام، مقارنةً بتراجع مؤشر “سي إس آي 300” (CSI 300) 3.4%.
