“ويز” تحت الضغط لتبرير ارتفاع التكاليف بعد هبوط حاد في الأسهم

اضطر الرئيس التنفيذي لشركة “ويز إير هولدينغز” (Wizz Air Holdings Plc)، يوزيف فارادي، بصفته أحد روّاد السفر الجوي منخفض التكلفة في أوروبا، إلى مواجهة موقف حرج، حين وجد نفسه مطالباً بتبرير ارتفاع نفقات شركته أمام المستثمرين.
في ظل أسوأ تراجع في أسهم “ويز” منذ إدراجها في البورصة، أمضى فارادي أكثر من ساعة يوم الخميس في مكالمة هاتفية مع محللين يشرح خلالها أسباب ارتفاع التكاليف التشغيلية.
كانت نتائج الشركة المالية التي صدرت في وقت سابق من اليوم قد فاجأت المستثمرين الذين كانوا يتوقعون انخفاضاً في النفقات، ما أدى إلى هبوط سهم الشركة بنسبة 29%.
قال أليكس إيرفينغ، المحلل في “بيرنشتاين”: “نظراً إلى أن استراتيجية ويز تقوم على كونها شركة طيران منخفضة التكلفة للغاية، فإن قدرتها على المنافسة تنبع من السيطرة على النفقات”.
طريق وعرة لـ”ويز إير”
أشار فارادي إلى أن شركته “سلكت طريقاً شديد الوعورة، واجهت فيه تحديات غير مسبوقة على الإطلاق”، في إشارة إلى أزمة المحركات طويلة الأمد التي أدت إلى إبقاء عشرات الطائرات التابعة للشركة خارج الخدمة في وقت واحد.
أضاف: “عندما نتجاوز هذه المرحلة، أعتقد أننا سنبدو بحالة مماثلة لباقي المنافسين”.
تعد “ويز إير” واحدة من ثلاث شركات طيران أوروبية كبرى منخفضة التكلفة، إلى جانب “رايان إير” (Ryanair Holdings Plc) و”إيزي جيت” (EasyJet Plc)؛ حيث استحوذت هذه الشركات على حصة كبيرة من سوق السفر الجوي في القارة بفضل أسعار التذاكر الزهيدة، وشبكات وجهاتها الواسعة.
أوضح التنفيذيون خلال المكالمة أن من بين الأسباب التي أدت إلى ارتفاع التكاليف بشكل طفيف في السنة المالية 2026، هو توقف بعض الطائرات عن الخدمة، والتخلص من أسطول طائرات “A320” القديمة، بالإضافة إلى التأخر في تقليل تكاليف المطارات.
في محاولة لطمأنة السوق، قال فارادي إن نموذج الأعمال القائم على الخدمات الأساسية فقط “ما زال يحظى بأهمية كبيرة في أوروبا”، مستبعداً أن تلجأ شركات الطيران المخفض إلى تغيير نموذجها باتجاه تقديم خدمات أكثر رفاهية، كما حصل مع بعض الشركات المنخفضة التكلفة في الولايات المتحدة.
أكبر تراجع لسهم “ويز إير”
سجل سهم “ويز إير” أكبر تراجع له منذ إدراج الشركة في بورصة لندن قبل عشر سنوات. وبلغ صافي دخل الشركة للسنة المنتهية في مارس 225.8 مليون يورو (نحو 258 مليون دولار)، وهو أقل من هدفها الذي كان يتراوح بين 250 و300 مليون يورو.
كما ارتفعت النفقات التشغيلية باستثناء الوقود بنسبة تقارب 19% لتصل إلى 3.3 مليار يورو، وهي زيادة وصفها محللو “بانمور ليبرام” (Panmure Liberum) بأنها “مذهلة”.
أعلنت الشركة أن 42 طائرة كانت خارج الخدمة في نهاية مارس، وتتوقع أن ينخفض هذا العدد إلى نحو 34 طائرة بنهاية النصف الأول من السنة المالية 2026.
تعد “ويز إير” من بين شركات الطيران التي اضطرت إلى إيقاف تشغيل طائرات “إيرباص” ذات الممر الواحد مؤقتاً بسبب الحاجة إلى صيانة محركات “برات آند ويتني” من طراز “GTF”، ما أثر سلباً على خطط النمو المالي والتشغيلي للشركات، نتيجة انتظار إزالة التوربينات وفحصها.
قالت الشركة إنها عمدت إلى تخزين قطع الغيار والمحركات للتعويض عن الوحدات المتوقفة. أوضح فارادي في مقابلة مع “بلومبرغ” أن عام 2027 سيكون “عام التحول الكبير”، مشيراً إلى أن المشكلة المتعلقة بالمحركات ستظل قائمة حتى ذلك الحين.
كتب المحلل جيرالد كهو، في مذكرة صادرة عن “بانمور”، أن تأثير إيقاف الطائرات المرتبط بمحركات “GTF” من شأنه أن “يواصل الضغط سلباً على تكلفة الوحدة”، مضيفاً أن ارتفاع النفقات غير المتعلقة بالوقود “أسوأ مما ورد في التصريحات السابقة، ويعد مخيباً لشركة تحقق نمواً في السعة بنسبة 20%”.