وول ستريت تنتعش بدعم من أرباح شركات التكنولوجيا والمفاوضات التجارية

عادت شهية المخاطرة إلى وول ستريت بقوة، بعدما قلبت أرباح شركات التكنولوجيا القوية السردية السائدة الشهر الماضي تحت وقع صدمة الرسوم الجمركية، والتي دفعت المستثمرين إلى بيع الأصول الأميركية في الأسواق العالمية.
وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” لثمانية أيام متتالية، في أطول سلسلة مكاسب له منذ أغسطس، بينما أنهى مؤشر “ناسداك 100” تعاملات يوم الخميس مرتفعاً بنسبة 1.1%.
قفزت أسهم “مايكروسوفت” و”ميتا بلاتفورمز” على خلفية نتائج إيجابية، مما دعم مؤشري الأسهم الرئيسيين. كما ساهمت تقارير عن أن الولايات المتحدة تدرس تخفيف بعض القيود المفروضة على مبيعات “إنفيديا” للإمارات في دفع سهم الشركة للصعود.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة، ليصل العائد على السندات لأجل عشر سنوات إلى نحو 4.22%، بعدما خفّض المستثمرون قليلاً من رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام، وذلك في أعقاب بيانات نشاط المصانع. كما صعد مؤشر الدولار عقب تقارير أشارت إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تواصلت مع الصين لبدء مفاوضات بشأن الرسوم.
الأرباح ومحادثات التجارة تدفع الأسواق للتفاؤل
تُعد أرباح شركات التكنولوجيا المحرك الرئيسي للتفاؤل في الأسواق حالياً، إلى جانب التوقعات بأن اتفاقيات تجارية قد تمنح العديد من الدول فترة راحة من الرسوم الجمركية المرتفعة التي تم الإعلان عنها لأول مرة في 2 أبريل.
ومع إغلاق الأسواق، ستتجه الأنظار إلى نتائج أعمال “أبل” لمعرفة كيف ترى الشركة تأثير الرسوم على أعمالها. كما من المقرر أن تعلن “أمازون.كوم” عن نتائجها المالية أيضاً.
وبعد أن قيم المتداولون موجة من تقارير الأرباح يوم الخميس، سيحوّلون تركيزهم إلى تقرير الوظائف الأميركي الذي سيُنشر الجمعة، وهو آخر البيانات المهمة لهذا الأسبوع.
وقال جورجيوس ليونتاريس، كبير مسؤولي الاستثمار لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في “إتش إس بي سي غلوبال برايفت بانكنغ”: “حتى الآن، نرى شركات التكنولوجيا الكبرى تفي بتوقعات الأرباح، وهذا أمر مطمئن”.
وأضاف: “العنصر الآخر في القصة، إلى جانب الأرباح، هو النقاش المستمر حول ما إذا كانت ضوضاء الرسوم الجمركية قد بلغت ذروتها أم لا”.
ارتفاع في طلبات إعانة البطالة وتراجع التصنيع
أظهرت بيانات أسبوعية أن عدد طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة قفز إلى أعلى مستوى له منذ فبراير، في حين انكمش النشاط الصناعي بأكبر وتيرة منذ نوفمبر.
ومن بين الشركات الأخرى التي أبلغت عن نتائجها، خفضت “جنرال موتورز” توقعاتها لأرباح العام بالكامل، مشيرة إلى تأثرها بالرسوم على واردات السيارات، والتي تُعد من أكبر الخسائر المالية التي كشفت عنها أي شركة حتى الآن بسبب الاضطرابات التجارية.
أما أسهم “ماكدونالدز” فقد تراجعت بعد أن جاءت مبيعاتها في الربع الأول دون التوقعات. كما هبطت أسهم “كوالكوم” بعد أن أصدرت الشركة توقعات باهتة، وأشارت إلى أن الرسوم الجمركية قد تُضعف الطلب على منتجاتها.
ورغم بعض النتائج المالية الضعيفة، بقيت المعنويات في السوق إيجابية بعد تقرير أفاد بأن الولايات المتحدة تبذل جهوداً نشطة للتواصل مع الصين عبر قنوات متعددة. وفي المقابل، حافظ ترمب على موقفه المتحدي، قائلاً الأربعاء إنه لن يتسرع في إبرام اتفاقيات لإرضاء المستثمرين القلقين، مؤكداً أن تقلبات السوق “لا علاقة لها بالرسوم الجمركية”.
تراجعات محدودة في الذهب
أُغلقت معظم الأسواق في أوروبا وعدد كبير من الأسواق في آسيا بسبب عطلات رسمية. وتراجع الين بعدما قال بنك اليابان إنه سيستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً لتحقيق هدفه للتضخم.
وفي أسواق السلع، انخفض الذهب إلى أدنى مستوى له في أسبوعين وسط مؤشرات على إحراز تقدم في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة ودول أخرى، مما قلّص الطلب على الأصول الآمنة. كما أنهت العقود الآجلة للنفط الأميركي سلسلة خسائر استمرت ثلاثة أيام بدعم من انتعاش الأسهم وتهديد الرئيس ترمب بفرض عقوبات أشمل على من يشتري الخام الإيراني.
وفي تطور جيوسياسي، توصلت الولايات المتحدة وأوكرانيا إلى اتفاق بشأن الوصول إلى الموارد الطبيعية في البلاد، وهو ما وفّر قدراً من الطمأنينة للمسؤولين في كييف الذين كانوا يخشون من تراجع دعم ترمب لهم في مفاوضات السلام مع روسيا.