وول ستريت تفشل في التعافي من عمليات بيع فاقمها الفيدرالي
بدأ الانتعاش الذي شهدته الأسهم الأميركية بخسارة الزخم، حيث يعيد المتداولون حساب توقعاتهم لمسار أسعار الفائدة في العام المقبل من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
تأرجح مؤشر “إس آند بي 500” بين مكاسب وخسائر متواضعة، بينما انخفض مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.5% قبل دقائق من إغلاق السوق. ومن بين الأسهم الفردية المحركة للسوق، انخفضت أسهم شركة “ميكرون تكنولوجي إنك” أكبر شركة أميركية لتصنيع رقائق ذاكرة الكمبيوتر، بأكبر قدر في أكثر في أربع سنوات، بعد أن قدمت توقعات مبيعات مخيبة للآمال.
ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.57%، كما ارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار، وبقي قرب أعلى مستوياته منذ عام 2022. ظل الين منخفضاً بعد أن أبقى بنك اليابان تكاليف الاقتراض من دون تغيير في وقت سابق، في حين تجاهل البيزو المكسيكي الخسائر، بعد أن قدم البنك المركزي في البلاد خفضاً رابعاً على التوالي لأسعار الفائدة.
الاقتصاد صامد
يظل الاقتصاد الأميركي صامداً، كما أثبتت البيانات يوم الخميس. والجدير بالذكر أن أحد مقاييس التضخم المفضلة لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي، تم تعديله إلى 2.2%.
ونظراً لأن رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قال إن التيسير المستقبلي سيتطلب إحراز تقدم ملحوظ في محاربة التضخم، فإن الأسواق ستراقب عن كثب آخر البيانات الأساسية لهذا العام، وهي نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر نوفمبر، والمقرر صدورها يوم الجمعة.
قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في شركة “ميلر تاباك + كو” إن “المستثمرين يتخذون موقفاً دفاعياً اليوم. إنهم لا يعودون إلى السوق بقوة، لذا، إذا لم نحصل على بعض الراحة من سوق السندات قريباً، فقد لا يكون هناك ارتفاع كبير هذا العام”.
وأضاف أن أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى باستثناء شركة “تسلا”، باتت “تُستخدم “كأداة تحوط”.
صدمة في الأسواق
تعرضت الأسواق لصدمة يوم الأربعاء، مما دفع مؤشرات الأسهم إلى الانخفاض، وعوائد سندات الخزانة إلى الارتفاع، وذلك بعد أن قلص بنك الاحتياطي الفيدرالي عدد التخفيضات التي يتوقعها في عام 2025 إلى اثنين.
ووفقاً لكريشنا جوها من شركة “إيفركور آي إس آي”، فإن ما يسمى بـ”التحول المتشدد” كان على الأرجح ما خطط له الفيدرالي للعام المقبل، قبل الاجتماع. وقال باول يوم الأربعاء، إن بعض صناع السياسات بدأوا في نسج توقعاتهم للتأثير المحتمل للتعريفات الجمركية الأعلى التي قد ينفذها الرئيس المنتخب دونالد ترمب.
كتب جوها في مذكرة: “قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى حد كبير تعزيز توقعاته والتمهيد لقدوم ترمب، مما أدى إلى تحديث متشدد أبكر مما كان متوقعاً، بعدما كان من المفترض حدوثه في مارس”.
كتب جوها أن هذه الظروف تدفع إلى تصنيف إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن مرحلة جديدة من السياسة كـ”تشدد تام، ولكن ليس كالتشدد الذي بدى عليه الإعلان”، متوقعاً أن يلجأ الفيدرالي إلى الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير في يناير، ما لم تظهر شقوق في سوق العمل.
الغوص في البيانات
تسعر سوق المقايضات الآن أقل من خفضين بمقدار ربع نقطة لكل خفض لعام 2025، وهو أقل حتى مما أشار إليه “مخطط النقاط” لبنك الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء.
كما قام المتداولون بتحليل أرقام الناتج المحلي الإجمالي يوم الخميس. وأظهرت البيانات أن الاقتصاد الأميركي توسع بوتيرة أسرع في الربع الثالث مما كان متوقعاً في السابق. كما ارتفع الإنفاق الاستهلاكي، وانخفضت طلبات إعانات البطالة الأسبوع الماضي، وسط التقلبات خلال موسم العطلات. وتجاوزت مبيعات المساكن القائمة في الولايات المتحدة معدل 4 ملايين في نوفمبر لأول مرة في ستة أشهر.
الاقتصاد العالمي
في وقت سابق، أبقى بنك إنجلترا على تكاليف الاقتراض من دون تغيير عند 4.75%. ومع ذلك، ترى أسواق المال الآن أنه سيقوم بخفضين بمقدار ربع نقطة مئوية لكل خفض، وفرصة قوية لخفض ثالث في عام 2025، بعد أن دعا ثلاثة من أعضاء لجنة السياسة التسعة، إلى خفض في اجتماع يوم الخميس.
كان تجار المقايضة قد توقعوا أقل من خفضين في العام المقبل قبل الإعلان. وانخفض الجنيه الإسترليني.
من جهته، تراجع الين بعد تعليقات محافظ بنك اليابان كازو أويدا التي ألقت شكوكاً حول ما إذا كان البنك قد يرفع أسعار الفائدة في يناير. وانخفضت العملة بنسبة 1.7% إلى 157.39 ين مقابل الدولار.
في الصين، عززت السلطات دعم العملة من خلال سعرها المرجعي اليومي، بعد أن أدى حذر بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة المستقبلية إلى إرسال اليوان الخارجي إلى أدنى مستوى في عام واحد.
وفي السلع الأساسية، انخفضت أسعار النفط بعد أن عززت توقعات بنك الاحتياطي الفيدرالي للعام المقبل، قوة الدولار.