اخر الاخبار

وول ستريت تسجّل مستويات قياسية جديدة بعد بيانات التوظيف

تراجعت السندات وارتفع الدولار الأميركي، بعدما هدأت وتيرة نمو الوظائف الأميركية القوية المخاوف من أن الاقتصاد يتجه نحو التباطؤ، مما أوقف التكهنات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيحتاج إلى خفض أسعار الفائدة قريباً. وسجّلت مؤشرات الأسهم مستويات قياسية جديدة.

قفز عائد سندات الخزانة لأجل عامين بمقدار 10 نقاط أساس ليصل إلى 3.88%. وبات متداولو عقود المبادلة يرون أن احتمالية خفض الفائدة في يوليو شبه معدومة، مقارنةً باحتمال بلغ نحو 25% قبل صدور البيانات. كما تراجعت احتمالية تحرك الفيدرالي في سبتمبر إلى نحو 70%.

وصعد مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.8%. وبعد إغلاق جلسة التداول القصيرة السابقة للعطلة، أقر مجلس النواب مشروع قانون الضرائب الذي قدّمه الرئيس دونالد ترمب.

قطاع التعليم يقود النمو.. وتباطؤ في بقية القطاعات

تجاوز نمو الوظائف في أميركا التوقعات خلال يونيو، إذ أخفى ارتفاع التوظيف في قطاع التعليم العام تباطؤ التوظيف في بقية قطاعات الاقتصاد. 

وزادت الوظائف بمقدار 147 ألفاً، وتراجع معدل البطالة إلى 4.1%. وارتفع متوسط الأجور في الساعة بنسبة 0.2% عن مايو، وبنسبة 3.7% عن العام الماضي، وهو أضعف نمو منذ يوليو 2024.

قال جيف شولتزه من شركة “كلير بريدج إنفستمنتس”: “تؤكد بيانات الوظائف القوية في يونيو أن سوق العمل لا تزال صامدة، وتغلق الباب تماماً أمام خفض للفائدة في يوليو”.

وأضاف أن “دوامة التضخم المدفوعة بالأجور لا يجب أن تكون مصدر قلق في الأجل القصير، مما يهيئ بيئة شبيهة بـ’السيناريو الذهبي’ (أي وضع مثالي ومتوازن)“.

بيسينت ينتقد سياسة الفيدرالي

في وقت سابق من الخميس، شكك وزير الخزانة سكوت بيسينت في تقييم مسؤولي الفيدرالي لأسعار الفائدة، مكرراً رأيه بأن عائد السندات لأجل عامين يُعد إشارة إلى أن سعر الفائدة المرجعي للفيدرالي مرتفع أكثر من اللازم.

وقال بيسينت في مقابلة مع “فوكس بزنس”، في إشارة إلى اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة المسؤولة عن تحديد الفائدة: “يبدو أن اللجنة أخطأت قليلاً في تقييمها”.

وفي مقابلة مع تلفزيون “بلومبرغ”، قلّل بيسينت من أهمية فكرة أن تراجع الدولار مؤخراً يثير القلق بشأن مكانته كعملة احتياطية عالمية.

مكامن ضعف في سوق العمل رغم الأرقام القوية

خففت الأرقام الرئيسية في تقرير وظائف يونيو الضغوط عن الفيدرالي للتفكير في خفض الفائدة لاحقاً هذا الشهر، لكن الأرقام القوية أخفت نقاط ضعف في التوظيف بالقطاع الخاص، ومؤشرات أخرى محتملة على تدهور سوق العمل. وهذا مسار قد يرفع من المخاطر في وقت لاحق من العام.

قال أوسكار مونيوز وجينادي غولدبرغ من “تي دي سيكيوريتيز”: “بينما يشير تقرير اليوم إلى استمرار قوة خلق الوظائف، فإننا لا نعتقد أن التفاصيل الأساسية للتقرير تدعم هذه النظرة كما توحي به الأرقام الرئيسية”. وأضافا: “سردية سوق العمل التي تتسم بوتيرة توظيف ضعيفة ومستمرة لا تزال قائمة حتى الآن”.

الأسواق تترقب موسم الأرباح

بالنسبة لسمير سمّانة من “معهد ويلز فارغو للاستثمار”، هناك دوافع إيجابية كافية تمكّن الأسواق من تحقيق المزيد من المكاسب، لكنه حذّر من احتمال حدوث تقلبات في الأجل القصير بسبب قضايا مثل الرسوم الجمركية التي لا تزال بحاجة إلى حلول.

وقال كريس زاكاريلي من “نورث لايت أسيت مانجمنت”: “نظراً لأن الفيدرالي من المرجح أن ينتظر حتى وقت لاحق من هذا الربع أو الربع المقبل قبل خفض الفائدة، فإن سوق الأسهم من المرجح أن تتجاهل الصورة الكلية الكبرى في المدى القصير، وتركز بشكل أكبر على بداية موسم الأرباح في منتصف يوليو”.

وأضاف: “لقد شجّعنا التعافي السريع في سوق الأسهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكننا قلقون من أن التقييمات مرتفعة، وأن الكثير من الأخبار الإيجابية تم تسعيرها بالفعل في السوق. لذا، فإن السوق في هذه المرحلة أكثر عرضة للمفاجآت السلبية”.

أما بالنسبة لديفيد لاوت من “أباوند فاينانشال”، فإن التقييمات لا تمثّل مصدر قلق حالياً، لأن “السوق تتمتع بزخم قوي، وهناك مجال لمزيد من التوسع في التقييمات”.

وقال: “نواصل التمسك بالأسهم الرابحة، بما في ذلك أسهم النمو التي قادت السوق منذ أدنى مستوياته في أبريل. لقد قادنا قطاع النمو للخروج من التباطؤ، ونتوقع أن يمتد هذا الأداء إلى مختلف رؤوس الأموال السوقية للشركات، خاصة مع تراجع أسعار الفائدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *