اخر الاخبار

“وول ستريت” تدرس تحوطات ضد أسهم صينية قبيل تطبيق الرسوم الجمركية

منذ أن هبطت إلى أدنى مستوى لها في 4 أشهر خلال أبريل الماضي، حققت الأسهم الصينية ارتفاعاً بنحو 25% مع تراجع حدة التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة الأميركية. لكن وفقاً لتقديرات شركة الأبحاث “22 في ريسيرش” (22V Research)، فإن هذا الارتفاع جعل الأسهم عرضة لجولة جديدة من عمليات البيع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة.

بحسب خبراء من “22 في ريسيرش”، فإن انتهاء الهدنة التجارية المؤقتة في أغسطس المقبل، إلى جانب اجتماع مرتقب للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، وإمكانية إقرار حزمة الإنفاق والضرائب التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، كلها عوامل قد تؤدي إلى تجدد الاضطرابات في السوق.

يجعل ذلك الوقت الحالي مناسباً لشراء أدوات تحوط ضد الهبوط، مثل عقود خيارات البيع لمدة 3 أشهر على صندوق المؤشرات الأميركي المدرج في البورصة الذي يتتبع أكبر الشركات الصينية المدرجة، وهو صندوق “آي شيرز تشيانا لارج كاب” (iShares China Large-Cap ETF) ورمز التداول له (FXI) البالغة قيمته نحو 6 مليارات دولار.

الحرب التجارية الأميركية الصينية

كتب خبراء استراتيجيون في”22 في ريسيرش” بمذكرة للعملاء الجمعة الماضية: “من المرجح أن تشهد العلاقة بين الصين والولايات المتحدة الأميركية المزيد من الضجيج والفوضى خلال الأشهر المقبلة. إذا أقر الكونغرس مشروع قانون الإنفاق قبل عطلته في أغسطس المقبل، فإن ترمب سيكون لديه حافز أقل للحفاظ على هدوء التوترات التجارية”.

رغم أن مؤشرات تقلب السوق ما تزال منخفضة حالياً، فإن الأداء السابق لصندوق “آي شيرز تشيانا لارج كاب” يشير إلى ضرورة توخي الحذر، إذ شهد الصندوق خلال العام الماضي وحده 5 موجات تقلب تجاوزت نسبتها 25% صعوداً أو هبوطاً.

في هذه الأثناء، بدأت ملامح الضعف تظهر في موجة الصعود الأخيرة. هبطت أسهم شركة “بي دي دي هولدينغز” المدرجة في الولايات المتحدة الأميركية -الشركة المالكة لمنصة التجارة الإلكترونية تيمو- 14% أمس، بعد أن جاءت أرباحها دون التوقعات نتيجة تباطؤ النمو.

توترات أخرى محتملة

كما أن التحذيرات الأميركية بشأن استخدام رقائق شركة “هواوي تكنولوجيز” في تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشير إلى أن مزيداً من التوترات قد يلوح في الأفق، في وقت تسعى فيه إدارة ترمب إلى كبح تقدم الصين في قطاع التكنولوجيا.

قال جيفري جاكوبسون، رئيس استراتيجية المشتقات المالية في “22 في ريسيرش”، في مقابلة أمس: “حين أنظر إلى المؤشر وأرى مدى التقلبات المُحققة، مع اقتراب أحداث محتملة، وعودة التقلبات إلى مستوياتها الدنيا، فإن الأمر يبدو منطقياً تماماً”.

يؤدي استمرار الطلب على عقود خيارات الشراء ذات التوجه الصعودي إلى جعل عقود خيارات البيع أرخص نسبياً، رغم وضوح المخاطر السلبية.

قالت إيمي وو سيلفرمان من “آر بي سي كابيتال ماركتس” (RBC Capital Markets) إن عقود خيارات الشراء والبيع على صندوق “آي شيرز تشيانا لارج كاب” تبدو “رخيصة بشكل ملحوظ”، لكن المستثمرين ما يزالون مترددين في التحوط لفترة طويلة مستقبلية، نظراً إلى عادة ترمب في تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية.

يبدو أن معنويات المستثمرين منقسمة بالتساوي، إذ تظل نسبة الانحراف -وهي مقياس شائع يقارن تكلفة عقود خيارات البيع بعقود خيارات الشراء- متوازنة في أسواق الأسهم العالمية. وأضافت وو سيلفرمان أن هناك طلباً على عقود خيارات الشراء من المستثمرين الذين يستخدمونها لضمان الاستفادة من أي ارتفاع للأسهم في حال نجاح المحادثات التجارية.

وأضافت: “إذا كان الرئيس ترمب يمكنه في أي لحظة إضافة 60 يوماً أخرى لمهلة التنفيذ، فكيف لي أن أضع استراتيجية تحوط تستوعب هذا السيناريو؟”. وتابعت: “لهذا السبب لا ترى ارتفاعاً كبيراً في نسب الانحراف”.

تداولات محفوفة بالمخاطر

بالطبع، قد تقفز الأسهم الصينية بسرعة إذا انتهت المحادثات التجارية باتفاق شامل بين الولايات المتحدة الأميركية والصين. وترى وو سيلفرمان أن المخاطر التي تراها “تتمثل في حدوث صعود مفاجئ في الأسهم الصينية بعكس توقعات أغلب المستثمرين”.

يرى خبراء استراتيجيون في المشتقات المالية في بنك “جيه بي مورغان تشيس آند كو” أن أسوأ فترات عدم اليقين التجاري انتهت، في حين يتوقع بنك “غولدمان ساكس غروب” أن تزداد قوة اليوان الصيني أمام الدولار الأميركي، ما يدعم أداء الأسهم الصينية بفضل تحسن الأرباح.

لكن آخرين يجادلون بأن الصين ما زالت تواجه مخاطر كبيرة مرتبطة بالرسوم الجمركية.

بحسب تشانغ شو، كبيرة خبراء الاقتصاد الآسيوي في “بلومبرغ إيكونوميكس”، فإن المزاج في أوساط الشركات الصينية ما يزال قاتماً، نظراً إلى أن الاتفاق النهائي لن يغير من حقيقة استمرار فرض رسوم جمركية كبيرة على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة الأميركية. أضافت أن الطبيعة غير المتوقعة لترمب تجعل من الصعب ضمان مصير أي تهدئة تجارية طويلة الأمد مع الصين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *