اخر الاخبار

واشنطن تفرض رسوماً على الواردات الزراعية مع ارتفاع الأسعار

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية على المنتجات الزراعية “الخارجية” اعتباراً من 2 أبريل، في أحدث تهديد له بفرض حواجز تجارية على السلع المستوردة.

وكتب الرئيس في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الإثنين: “إلى المزارعين العظماء في الولايات المتحدة: استعدوا لبدء إنتاج الكثير من المنتجات الزراعية لبيعها داخل الولايات المتحدة. سيتم فرض الرسوم الجمركية على المنتجات الخارجية في 2 أبريل. استمتعوا!”.

لم يوضح الرئيس تفاصيل المنتجات التي ستتأثر بالقرار، أو ما إذا كان هناك أي استثناءات. لكن هذه الخطوة تأتي في وقت تتضخم فيه واردات الغذاء في الولايات المتحدة، مما يدفع العجز التجاري الزراعي الأميركي إلى مستوى قياسي بلغ 49 مليار دولار هذا العام، وفقاً لتوقعات وزارة الزراعة الأميركية الأسبوع الماضي.

وأعلن ترمب خطته الأخيرة لفرض الرسوم الجمركية قبل يوم واحد من خطابه المرتقب أمام جلسة مشتركة للكونغرس، وهو أول خطاب رئيسي له منذ يوم التنصيب. وقد يوفر هذا الاقتراح لمحة عن كيفية دفاع الرئيس عن خططه الجمركية أمام الجمهور، وسط مخاوف مستمرة بشأن ارتفاع الأسعار.

خطة ترمب تأتي كجزء من جهد أُعلن عنه سابقاً لفرض ما يسمى بالرسوم “المتبادلة” على جميع الشركاء التجاريين للولايات المتحدة تقريباً، وفقاً لمسؤول في الإدارة تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته قبل الإعلان الرسمي.

فرضت الولايات المتحدة بالفعل رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم، وقال ترمب إنه سيسعى أيضاً إلى فرض رسوم على مجموعة واسعة من القطاعات، بما في ذلك السيارات، والأدوية، وأشباه الموصلات، والأخشاب، والنحاس، وكل ذلك في إطار ما قال إنه جهد لحماية الصناعات الأميركية وتعزيز التصنيع في البلاد.

ستؤثر الرسوم الجمركية على الواردات الزراعية على سوق الفواكه والخضروات والمكسرات، والتي تشكل عادةً ما لا يقل عن نصف الشحنات الزراعية الواردة إلى الولايات المتحدة، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. كما شكلت المنتجات الاستوائية مثل السكر والقهوة والكاكاو حوالي 15% من الواردات.

كما استوردت الولايات المتحدة زيت الطهي المستخدم من الصين لصناعة الوقود الحيوي، وهو أمر حاول المشرعون الحد منه. ويمكن أن تشكل الرسوم الجمركية التي تمنع ذلك دفعة قوية لزيت فول الصويا المنتج في الولايات المتحدة، حيث قلصت العقود الآجلة المتداولة في شيكاغو خسائرها المبكرة، بعد منشور ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال دانيال وايت، وهو وسيط في “بلو لاين فيوتشرز”: “كل ذلك يبقى مجرد تكهنات في هذه المرحلة، لكن يمكن أن نرى زيت فول الصويا المحلي كمستفيد إذا استُهدف زيت الطهي المستخدم من الصين والخارج”.

وأضاف: “واردات الكانولا الكندية قد تتأثر أيضاً. القهوة والسكر هما منتجان زراعيان آخران قد يشهدان ارتفاعاً في الأسعار بسبب الرسوم الجمركية”.

وفي عام 2023، شحنت المكسيك منتجات زراعية بقيمة 45.4 مليار دولار إلى الولايات المتحدة، مما يمثل حوالي 23% من الواردات، مما يجعلها أكبر مورد زراعي للولايات المتحدة، وفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية. وأرسلت كندا والاتحاد الأوروبي معاً ما قيمته 73 مليار دولار من المحاصيل إلى الولايات المتحدة.

يأتي أحدث تهديد لترمب في وقت حساس للاقتصاد الأميركي، حيث تظل مشكلة التضخم مصدر قلق رئيسي. ويقول العديد من الاقتصاديين إن ارتفاع الرسوم على الواردات سيؤدي إلى رفع الأسعار بشكل أكبر، حيث تمرر الشركات التكاليف إلى المستهلكين.

وأعلنت الإدارة الأسبوع الماضي عن خطط لاستثمار مليار دولار في استراتيجية جديدة للتخفيف من آثار إنفلونزا الطيور، التي أدت إلى ارتفاع أسعار البيض وإبطاء إنتاج الحليب في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وهي عوامل رئيسية في التضخم. وتشمل الخطة استيراد ما بين 70 إلى 100 مليون بيضة خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.

ومع ذلك، دافعت وزيرة الزراعة بروك رولينز، عن خطط ترمب لاستخدام الرسوم الجمركية لحماية المصالح الزراعية الأميركية.

وقالت رولينز للصحفيين الأسبوع الماضي في البيت الأبيض: “لقد أثبتت فكرة استخدام الرسوم الجمركية كأداة نجاحها الكبير في المرة الأولى. وليس لدي أي شك في أنها ستكون ناجحة مرة أخرى”.

وأعلن الرئيس يوم الإثنين أيضاً أن الرسوم الجمركية بنسبة 25% على المنتجات القادمة من كندا والمكسيك ستبدأ يوم الثلاثاء. وتأتي هذه الإجراءات، بالإضافة إلى فرض ضريبة إضافية بنسبة 10% على الصين، كجزء من محاولة لإجبار الدول الثلاث – أكبر شركاء تجاريين للولايات المتحدة – على اتخاذ إجراءات صارمة ضد تهريب مخدر “الفنتانيل” والهجرة غير الشرعية.

وقال دان باس، رئيس شركة الاستشارات “أج ريسورس كو”، معلقاً على خطط ترمب: “لا أعرف حقاً كيف يمكن أن تساعد زيادة الرسوم الجمركية مزارعي الذرة وفول الصويا الأميركيين، إلا إذا أدت إلى صفقة جديدة مماثلة للصفقة التي وقعها ترمب مع الصين في عام 2020”.

وأضاف: “مثل هذه الصفقة يمكن أن تغير تماماً التوقعات الزراعية الأميركية من سلبية إلى إيجابية، لكنها تبدو بعيدة المنال، خاصة وأن الصين نوعت في مصادر التوريد خلال السنوات الأربع الماضية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *