هل يواصل القطاع المصرفي قيادة صعود بورصة السعودية؟
ساهمت أسهم “مصرف الراجحي” في استعادة السوق السعودية لاتجاهها الصعودي، بعد تراجع استمر أربع جلسات، مدعوماً بتحسن ثقة المستثمرين. في الوقت ذاته، تراجعت حدة التوتر في الأسواق العالمية بشأن الرسوم الجمركية الأميركية، مع ترقب المحادثات المرتقبة بين الرئيسين الأميركي والصيني، والتي قد تحدد مسار العلاقات التجارية بين البلدين.
ارتفع سهم “الراجحي” ذو الوزن النسبي الثقيل 1.6% في جلسة أمس مسجلاً أعلى مستوياته منذ مايو 2022 عند 101.8 ريال، وساعد المؤشر “تاسي” على الارتفاع 0.5% إلى 12433 نقطة.
وقالت ماري سالم المحللة المالية لدى “الشرق” إنه “كان من الواضح أن الانخفاضات في يوم الإثنين مؤقتة بينما يقيّم المستثمرون نتائج الشركات لا سيما البنوك التي أعلنت جميعها تقريباً نمواً في الأرباح”.
البنوك “الداعم الرئيسي”
يرى محمد زيدان، المحلل المالي لدى “الشرق” أن القطاع المصرفي هو الداعم الرئيسي للسوق في المرحلة الحالية وهو مرشح لمواصلة الصعود على المدى القصير.
اقرأ أيضاً: أرباح “بنك الرياض” في 2024 ترتفع 15.9% متجاوزة التوقعات
وأضاف “السيناريو الصاعد هو الأكثر احتمالاً خاصة أن المناخ العالمي يدعم هذه الارتفاعات في القطاع البنكي فخفض معدلات الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي واعتدال منحنى عوائد السندات يخفض تكلفة تمويل السيولة ويرفع تكلفة الإقراض للعملاء وبالتالي استمرار ربحية القطاع”.
تترقب السوق اليوم مدى استمرار التفاعل مع نتائج البنوك حيث أعلنت 9 من أصل 10 بنوك مدرجة نمواً في أرباحها. وتقول سالم إن المستثمرين يستغرقون بعض الوقت في تقييم النتائج ومقارنتها في القطاع قبل اتخاذ قرارات الاستثمار في أسهم بعينها. ولم يعلن “البنك العربي الوطني” نتائجه بعد.
كان “مصرف الراجحي” و”البنك الأهلي السعودي” و”السعودي الفرنسي” أعلنوا الأسبوع الماضي نتائج تفوق التوقعات عن عام 2024 إذ زادت أرباحهم الصافية 18.6% إلى 19.7 مليار ريال و6% 21.2 مليار ريال و7.6% إلى 4.54 مليار ريال على الترتيب.
سناد القابضة
سهم “سناد القابضة” سيكون أيضاً على رادار المتعاملين بعدما ارتفع أمس 0.7%. وكانت الشركة أعلنت بعد انتهاء جلسة يوم الإثنين حيازة 18.38مليون سهم تقريباً في شركة “أم القرى للتنمية والإعمار” عبر شركة تابعة مملوكة لها بالكامل.
اقرأ أيضاً: “أم القرى” لـ”الشرق”: توزيع أرباح خلال 3 سنوات واتفاقيات استراتيجية لتعزيز الإيرادات
وتعتزم “أم القرى”، مطور “وجهة مسار” أحد أكبر المشاريع العقارية في مكة المكرمة، طرح حصة 9.1% من رأسمالها في البورصة السعودية خلال الفترة المقبلة في صفقة أفادت بلومبرغ بأنها قد تجمع مئات الملايين من الدولارات.
هدوء بشأن الرسوم الجمركية؟
يرى أحمد الرشيد المحلل المالي الأول لدى صحيفة “الاقتصادية” أن ارتفاع الأسواق العالمية “لا يعكس زيادة في التوترات خصوصاً أن توجهات ترمب وهذه الرسوم الجمركية كانت معروفة مسبقاً لذلك ليس لها تأثير كبير على حركة الأسواق المالية”.
أمس، ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية بعد يوم جامح في الأسواق، بقيادة شركات التكنولوجيا الكبرى. وفي الساعات الأخيرة من الجلسة، هبطت أسهم “ألفابت” الشركة الأم لـ”جوجل” بسبب الإيرادات المخيبة للآمال. ولكن مع افتتاح الأسواق الآسيوية اليوم، تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية بعد هبوط أسهم شركة “ألفابت”، مالكة “غوغل”، وشركة “أدفانسد ميكرو ديفاسيز” (Advanced Micro Devices Inc) في التداولات ما بعد إغلاق السوق.
اقرأ أيضاً: ورقة للتفاوض أم سلاح حقيقي.. رسوم ترمب تقترب من لحظة الحقيقة
كان ترمب قد توصل إلى اتفاقيات في اللحظات الأخيرة مع المكسيك وكندا لتأجيل فرض التعريفات الجمركية المزمعة لمدة شهر مقابل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الهجرة والاتجار بالمخدرات عبر الحدود. كما أعلن الرئيس الأميركي أنه يعتزم إجراء محادثات مع نظيره الصيني “خلال وقت قصير”. لكن لم يحدث حتى الآن اجتماع بين الزعيمين، وقال ترمب أمس إنه “ليس هناك عجلة في الأمر” للحديث معه.
في المقابل، أعلنت الصين أنها ستحقق مع شركة التكنولوجيا الأميركية العملاقة “جوجل” بمزاعم انتهاك قوانين الاحتكار، وفرضت رسوماً جمركية تصل إلى 15% على مجموعة من المنتجات الأميركية.