وسط توقعات باستمرار رحلة الأرقام القياسية لأسعار العملات المشفرة في العام الجديد، يبرز رأيٌ مغاير يتوقع استمرار عمليات بيع “بتكوين”، وتراجع سعرهها حتى بعد تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.
باتريك بوش، المحلل الأول لأبحاث الأصول الرقمية في “فانيك” (VanEck)، رأى في حديث لـ”الشرق” ضمن تقرير خاص بمناسبة السنة الجديدة، أن حركة التصحيح في أسعار “بتكوين” ستستمر حتى بعد استلام ترمب الرئاسة، معتبراً أن أكبر مصدر لعمليات البيع المستمرة هم مديرو الصناديق.
شهد عام 2024 أداءً استثنائياً للعملات المشفرة مدفوعاً بفوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، ووعوده بجعل الولايات المتحدة عاصمة للعملات المشفرة، وإنشاء مخزون وطني من “بتكوين”، لكن مسيرة الارتفاع هذه توقفت مع اقتراب العام من نهايته.
تذبذبت أكبر عملة مشفرة ليتم تداولها عند 93678 دولاراً عند الساعة 7:53 صباحاً اليوم الإثنين في سنغافورة، أي حوالي 15 ألف دولار أقل من أعلى مستوى قياسي تم تسجيله في منتصف ديسمبر. كما كافحت العملات الأصغر مثل “إيثر” و”دوج كوين” المفضلة لدى جماهير الميم، للحصول على قوة جذب ترفع أسعارها.
سياسات مرتقبة
كانت بتكوين ارتفعت بنحو 120% هذا العام، متجاوزة الاستثمارات التقليدية مثل الأسهم العالمية والذهب.
“الحافز الذي ينتظره الناس لشراء العملات المشفرة هو إعلان ترمب عن اعتماد احتياطي من بتكوين إلى جانب إقرار إعفاءات ضريبية، وإلى أن يتحقق ذلك ستستمر عمليات البيع حتى بالنسبة للأسهم والسندات”، وفق بوش.
تترقب السوق خطواتٍ عملية بعد تنصيب ترمب رسمياً، خصوصاً أنه تبنى خلال حملته صناعة العملات المشفرة، وتعهد بإقالة رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الحالي غاري غينسلر، الذي يتهم باتخاذ إجراءات صارمة ضد صناعة الأصول الرقمية.
كذلك التقى ترمب مع رؤساء شركات تعدين “بتكوين” وبورصات العملات المشفرة عدة مرات خلال الصيف، وألقى كلمة أمام مؤتمر “بتكوين” في يوليو، ولدى الرئيس المنتخب أيضاً العديد من الاستثمارات بصناعة الأصول الرقمية بنفسه.
وأصدر ترمب مؤخراً مجموعته الرابعة من الرموز غير القابلة للاستبدال، وساعد في إطلاق مشروع جديد غير مكتمل يسمى “وورلد ليبرتي فاينانشال” (World Liberty Financial)، كما استحدث منصباً جديداً في البيت الأبيض، مخصصاً لسياسة العملات المشفرة والذكاء الاصطناعي، ورشح ديفيد ساكس لتوليه.
