اخر الاخبار

هل تحمي أسهم البنوك البورصة السعودية من خسائر الأسواق العالمية؟

يوجه المستثمرون حول العالم تركيزهم على تحركات وتصريحات ترمب، وهو ما حول نظرتهم للأسواق إلى سلبية مع تزايد القلق من توقف نمو الاقتصاد الأميركي بعد أن بدأ الرئيس دونالد ترمب حرباً تجارية واستمر في تقليص الإنفاق الحكومي بينما يقلِب علاقات جيوسياسية تعود لعقود. ويعد هذا التحول في المزاج لافتاً للنظر بعد أقل من شهرين على تولي ترمب الرئاسة، والتي كانت قد لاقت ترحيباً في “وول ستريت”، مما دفع الأسهم وبتكوين والدولار للارتفاع.

وننتظر خلال جلسة التداول في السوق السعودية اليوم، مدى انعكاس هذا القلق على الأسهم المدرجة، خاصة بعد أن هبطت الأسهم الآسيوية للجلسة الثالثة على التوالي يوم الثلاثاء بعد أن سجل مؤشر “ناسداك 100” أسوأ يوم له منذ 2022. وتراجعت الأسهم الأسترالية إلى أدنى مستوى لها في سبعة أشهر، بينما هبط مؤشر “نيكاي 225” إلى أدنى مستوى له منذ سبتمبر. كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشرات الأسهم مثل “إس أند بي 500″، و”ناسداك 100″، والأسواق الأوروبية في التداولات الآسيوية، معمقة التراجع الذي حدث يوم الاثنين.

ومع ذلك، ما زال سوق الأسهم السعودية متماسكة أمام هذه الاضطرابات إذ كان مستوى تراجعه أقل من نسب هبوط الأسواق العالمية. وأنهى المؤشر “تاسي” تعاملات الجلسة الماضية منخفضاً 0.8% عند 11745 نقطة، مع ارتفاع نسبي لقيمة التداولات إلى 5.3 مليار ريال مقارنة مع 4 مليارات في الجلسة السابقة.

القطاع المصرفي يحد من خسائر السوق

يواصل القطاع المصرفي لعب دور رئيسي في الحد من خسائر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية مقارنة مع بقية القطاعات التي سجلت تراجعاً جماعياً أمس الإثنين، في الوقت الذي قفزت فيه أسهم “دراية المالية” بالحد الأقصى المسموح في أولى جلسات تداولها بما يؤكد جاذبية الأسهم حديثة الإدراج.

انخفضت قطاعات الطاقة بنسبة 1.27% والمرافق العامة 2.7% والمواد الأساسية 1.5% والاتصالات 0.15% بينما ارتفع قطاع البنوك بنسبة 0.8%.

يرى ثامر السعيد، رئيس إدارة الأصول في شركة “رصانة المالية” أن نتائج أعمال “القطاع المصرفي كان بها عوامل مفاجئة للمستثمرين والسوق وانعكس ذلك على أداء القطاع منذ اعلان النتائج حتى الوقت الحالي”.

ومن بين أسهم قطاع البنوك، الذي يمثل 35% تقريباً من الوزن النسبي للمؤشر العام، ارتفعت أسهم “مصرف الراجحي” بنسبة 1% و”البنك الأهلي السعودي” بنسبة 1.3% و”بنك الرياض” بنسبة 4.5% تقريباً.

“القطاع البنكي لا يزال هو الأفضل بين القطاعات من حيث القدرة على توليد الأرباح الجيدة للمساهمين بالإضافة إلى التوزيعات النقدية ويأتي ذلك وسط تقييمات جيدة مقارنة مع باقي القطاعات في السوق وهذه العوامل تجعل دائما قطاع المصارف يتحرك بشكل إيجابي حتى في الانخفاضات” على حد قول أحمد الرشيد، المحلل المالي الأول في صحيفة “الاقتصادية”.

أسهم “دراية المالية” تتألق

يستمر التركيز في جلسة اليوم على أسهم “دراية المالية” التي قفزت 30% في أولى جلسات تداولها ليغلق السهم عند 39 ريالاً.

تعتزم الشركة الحفاظ على توزيعات أرباح “سخية” تماشياً مع سياستها في العامين الماضيين بتوزيع 60% من الأرباح على المساهمين، بحسب ما قاله محمد الشماسي الرئيس التنفيذي في مقابلة مع “الشرق”.

كانت “دراية” جمعت 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) من الطرح العام الأولي لحصة 20%، في أول اكتتاب عام بالمملكة في 2025.

وقال عبد ربه زيدان رئيس قسم الأبحاث والدراسات في بوابة أرقام المالية إن سهم “دراية” يشهد إقبالاً كبيراً مستفيداً من التقييم المناسب لسعر الطرح.

“عند تخصيص الأسهم في الطروحات الأولية يكون عددها قليل جداً وبالتالي يحاول المستثمرون في السوق الاستحواذ على قدر أكبر من الأسهم وبالتالي يكون هناك ارتفاع وخصوصا أنه في الفترة الماضية بدأت التقييمات تصبح عادلة نوعاً ما” على حد قول زيدان.

وأضاف أن سعر طرح “دراية مثلاً تقريباً عند حوالي 16 مرة… مادام التقييم عادل ستكون الشهية موجودة لدى المستثمرين من الأفراد والشركات، حتى لو كانت السوق متراجعة بصفة عامة”.

ويرى الرشيد أن “دراية مختلفة نوعاً ما عن بقية الشركات في السوق لأنها في قطاع جديد لذا ربما يكون هناك نشاط أكبر على السهم وربما إعادة توزيع للمحافظ للدخول في القطاع الجديد فيما يخص إدارة الأصول والوساطة هذه الأنشطة الاستثمارية لم تكن متاحة من قبل في السوق الرئيسية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *