شهدت الأسواق العالمية في 2024 اضطرابات سياسية واقتصادية، بما في ذلك الحروب في أوروبا والشرق الأوسط، والتقلبات السياسية العالمية، والمخاوف من ركود أميركي محتمل. ورغم هذه التحديات، فإن المستثمرين الذين خاطروا جنوا عوائد مجزية.
ساعدت التقلبات المحدودة نسبياً في تحقيق مكاسب قوية، لدرجة أن التساؤل الآن هو ما إذا كانت التقلبات الأكبر باتت حتمية في 2025. خلال السنة الماضية، تراجع مؤشر الأسهم العالمي لشركة “إم إس سي آي” 2% أو أكثر في 3 مناسبات فقط، ليحقق في النهاية ارتفاعاً سنوياً يقارب 16%.
قوة الاقتصاد الأميركي
قادت الولايات المتحدة موجة الصعود، إذ ارتفع مؤشر يتتبع أداء شركات العظماء السبعة عمالقة قطاع التكنولوجيا، وهي “ألفابت” و”أمازون” و”أبل” و”ميتا”و”مايكروسوفت” و”إنفيديا” و”تسلا”، بنسبة 67%.
وصف نيك فيريس، المدير التنفيذي للاستثمار في “فانتدج بوينت أسيت مانجمنت” (Vantage Point Asset Management)، هذا الأداء بأنه “مرحلة استثنائية من التفوق” بالنسبة لأميركا، مدعوماً بانخفاض التضخم في الولايات المتحدة، وخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لأسعار الفائدة، ونجاح الاقتصاد العالمي في تجنب الركود.
كانت بتكوين المثيرة للجدل بين العملات المشفرة من بين الأصول الأخرى التي حققت أداءً كبيراً، مرتفعةً بأكثر من 120%، لتتجاوز 100 ألف دولار لأول مرة، بدعم من موقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب المؤيد للأصول المشفرة. في المقابل، قفزت أسعار الذهب 27%، وهو أكبر ارتفاع خلال 14 عاماً، مع سعي البنوك المركزية والمستثمرين إلى التحوط ضد التهديدات الجيوسياسية والاقتصادية.
نستعرض فيما يلي نتائج استثمار بقيمة 10 آلاف دولار خلال 2024 في أبرز الأصول:
تحول في العملات المشفرة مرتبط بترمب
توافد المضاربون على العملات المشفرة، متوقعين ازدهاراً نتيجة تعهد ترمب بجعل الولايات المتحدة الأميركية مركزاً عالمياً لهذا القطاع.
صعدت عملة “دوج كوين” المفضلة لدى جمهور الميم بـ253%، ليصل استثمار بقيمة 10 آلاف دولار إلى 35345 دولاراً. أما بتكوين، فقد قفزت إلى 22046 دولاراً من استثمار مماثل، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 108316 دولاراً قبل أن تتراجع.
عمالقة التكنولوجيا الأميركيين
أسهم الحماس تجاه إمكانات الذكاء الاصطناعي في ارتفاع قطاع التكنولوجيا العملاق الأميركي، لكن شركة “إنفيديا” كانت أبرز الرابحين.
تحول استثمار فيها بقيمة 10 آلاف دولار إلى 27117 دولاراً. في المقابل، تخلفت “مايكروسوفت” عن الركب، محققة 1209 دولارات فقط للاستثمار الافتراضي نفسه.
استخدام ميلي للعلاج بالصدمة
حقق مؤشر “إس آند بي ميرفال” (S&P Merval) في الأرجنتين أفضل أداء بين 92 مؤشراً رئيسياً للأسهم عالمياً، وفق بيانات “بلومبرغ”. يعكس ذلك تفاؤل المستثمرين بجهود رئيس البلاد خافيير ميلي للحد من التضخم، والتخلص من العجز المزمن في الميزانية.
صعدت قيمة استثمار 10 آلاف دولار في المؤشر إلى 21377 دولاراً، بعد تعديل العوائد وفق تحركات سعر صرف العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي.
الذهب والفضة
استفاد الذهب من مشتريات البنوك المركزية، لا سيما من بنك الشعب الصيني وأسواق ناشئة أخرى، إلى جانب تيسير بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي للسياسة النقدية، وزيادة الطلب على أصول الملاذات الآمنة في فترات التوتر العالمي.
حقق استثمار 10 آلاف دولار في الذهب 12722 دولاراً. أما الفضة، فقد استفادت من صعود الذهب، لتحقق بالمبلغ المستثمر نفسه مكاسب بقيمة 12146 دولاراً.
