هجوم إسرائيل على إيران يعزز مخاطر اندلاع نزاع أوسع

يهدد الهجوم الذي شنته إسرائيل على البرنامج النووي الإيراني ومواقع الصواريخ الباليستية بإشعال صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، مما قد يثير مخاطر انخراط الولايات المتحدة في المواجهة، بحسب “بلومبرغ إيكونوميكس”.
كتبت جينيفر ويلش، كبيرة محللي الجغرافيا الاقتصادية لدى “بلومبرغ إيكونوميكس”، يوم الجمعة: “المخاطر مرتفعة، وقد يتصاعد الوضع إلى نزاع إقليمي أوسع”.
وأضافت أن “الولايات المتحدة حذرت إيران من استهداف المصالح الأميركية، لكن طهران كانت قد توعدت بضرب قواعد وأصول عسكرية أميركية إذا تعرضت لهجوم”. وتابعت: “هذا ما يزيد من خطر انخراط واشنطن في النزاع، بما يوسع رقعته ويقلص فرص التهدئة على المدى القصير لتفادي حرب إقليمية شاملة”.
تصعيد حاد بين إيران وإسرائيل
تشكل الهجمات التي نفذتها إسرائيل صباح الجمعة تصعيداً كبيراً في الصراع القائم بين الخصمين. وبحسب مقاطع فيديو ووسائل إعلام محلية، فقد سُمع دوي انفجارات في أنحاء طهران ومدينة نطنز، التي تحتضن أحد المواقع النووية في البلاد.
صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن بلاده “لم تشارك” في الضربات الإسرائيلية. ويُعتبر تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتجنب الحروب الخارجية المكلفة أحد أبرز العناصر التي تعزز شعبيته لدى الناخبين الأميركيين، خاصة بعد سنوات من التدخل الأميركي في أفغانستان والعراق.
ارتفاع النفط يعكس مخاوف السوق
أدت الهجمات الإسرائيلية إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، وسط مخاوف من اندلاع حرب أوسع في منطقة تُنتج نحو ثلث الإمدادات العالمية من النفط الخام.
كتبت ويلش أن ارتفاع الأسعار يُهدد بـ”ضربة للنمو الاقتصادي وزيادة في الضغوط التضخمية على اقتصاد عالمي يعاني بالفعل من الرسوم الجمركية الأميركية”.
وأضافت: “بالنسبة للولايات المتحدة، فإن الزيادة الكبيرة والمستدامة في أسعار النفط ستفاقم التأثيرات التضخمية الناتجة عن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب”. وتابعت: “في أعقاب تداعيات موجة التضخم التي تلت الجائحة، وفي ظل القلق من عدم استقرار توقعات التضخم، سيكون من الصعب على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول وفريقه تجاوز هذه الأزمة”.
اغتيال قادة إيرانيين يعمق الأزمة
وأشار المقال أيضاً إلى تقارير تفيد بأن إسرائيل نفذت عمليات استهدفت بعضاً من كبار المسؤولين العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، وهو ما “سيشكل ضربة موجعة للبرنامجين العسكري والنووي في طهران”.
قالت ويلش: “إذا أضفنا ذلك إلى الحملة الإسرائيلية المتواصلة ضد حزب الله وحماس المدعومين من إيران، فإن التأثير التراكمي يشير إلى تدهور كبير في القدرات العسكرية الإيرانية وتحول في ميزان القوى الإقليمي”.