نواف سلام يفوز بثقة النواب لتشكيل حكومة جديدة في لبنان
أعلنت رئاسة الجمهورية اللبنانية أن الرئيس جوزاف عون كلّف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، في ضوء ما أسفرت عنه الاستشارات النيابية الملزمة.
بيان الرئاسة أفاد أن “الرئيس أجرى الاستشارات النيابية الملزمة، وبعد التشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وإطلاعه على نتائجها، استدعى نواف سلام لتكليفه بتشكيل الحكومة، علماً أنه موجود خارج البلاد، ومن المقرر أن يعود الثلاثاء”.
الاستشارات التي أجراها الرئيس عون، اليوم الإثنين، مع نواب البرلمان البالغ عددهم 128 لاختيار رئيس وزراء جديد، أسفرت عن حصول سلام، الرئيس الحالي لمحكمة العدل الدولية، على 84 صوتاً، مقابل 9 أصوات لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، و35 لا تسمية، بما شكّل مفاجأة لكثيرين، حيث كانت التوقعات تشير البارحة وحتى صباح اليوم، إلى إعادة الكتل السياسية تسمية ميقاتي لتشكيل الحكومة الأولى في العهد الجديد.
وعقب فوز سلام، صرح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنه أجرى اتصالاً برئيس الحكومة المكلّف نواف سلام (الموجود في لاهاي)، متمنياً له التوفيق في مهمته بتشكيل حكومة تتلاقى مع المبادئ والأسس التي حددها رئيس الجمهورية في خطاب القسم، وتواكب تطلعات اللبنانيين التواقين إلى استكمال مسيرة بناء الدولة وتعزيز سلطتها على كل الأراضي اللبنانية.
من هو نواف سلام؟
يشغل سلام منصب رئيس محكمة العدل الدولية منذ 6 فبراير 2024، وهو بذلك ثاني عربي يشغل هذا المنصب بعد وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد بجاوي، كما كان عضواً في المحكمة منذ 2018.
ينحدر سلام (72 عاماً) من عائلة سياسية بامتياز، إذ تولّى عمه صائب رئاسة الحكومة 4 مرات بين 1952 و1973. كما ترأس ابن عمه تمام الحكومة في الفترة من 2014 إلى 2016. ويُعتبر والده عبد الله من مؤسسي طيران الشرق الأوسط، وهي الناقلة الوطنية للبلاد.
سلام حاصل على ماجستير في القانون من جامعة “هارفرد”، ودكتوراه في العلوم السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1992. وعُيّن سفيراً وممثلاً دائماً للبنان لدى الأمم المتحدة بين 2007 و2017، كما مثّل لبنان في مجلس الأمن.
عام 2020، وبعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، تمّ طرح اسم نواف سلام كمرشح محايد لتولي الحكومة، لكن “حزب الله” و”حركة أمل” اعترضا على تسميته حينها، واعتبراه “مرشح الولايات المتحدة وفرنسا”.