اخر الاخبار

نهيان بن مبارك يفتتح قمة اقتصاد الشرق الأوسط 2025 التي تجمع القطاعين الخاص والحكومي لدفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام

نهيان بن مبارك: من خلال العمل معًا، يمكننا ضمان أن يكون الشرق الأوسط قادرًا على التكيف في عالم متغير، ومليئًا بالإمكانات الجديدة

افتتح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، فعاليات “قمة اقتصاد الشرق الأوسط 2025″، التي شهدت مناقشات رفيعة المستوى بين قادة بارزين في مجالات الأعمال والاقتصاد، بالإضافة إلى إبرام شراكات استراتيجية تهدف إلى تسريع التحول الاقتصادي في المنطقة.”قمة اقتصاد الشرق الأوسط 2025″، التي شهدت مناقشات رفيعة المستوى بين قادة بارزين في مجالات الأعمال والاقتصاد، بالإضافة إلى إبرام شراكات استراتيجية تهدف إلى تسريع التحول الاقتصادي في المنطقة.

استقطبت النسخة الثانية من القمة، التي عُقدت في سوق أبوظبي العالمي (ADGM) في العاصمة الإماراتية أبوظبي، تحت شعار “تسريع النمو المستقبلي”، حضور أكثر من 1,500 شخص، بما في ذلك مسؤولون حكوميون ورؤساء كبرى الشركات والمنظمات الدولية، إلى جانب مستثمرين ورواد تكنولوجيا من مختلف أنحاء العالم.

تعزيز القدرة على التكيف والنمو الاقتصادي

وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الكلمة الرئيسة للقمة، حيث أكد في مستهلها قائلًا: “يسعدني ويشرفني شخصيًا أن أشارككم اليوم في النسخة الثانية من قمة اقتصاد الشرق الأوسط، التي تُعقد بالتعاون مع سوق أبوظبي العالمي المرموق. في هذا الملتقى المهم، نجتمع كحكومات وشركات وأصحاب مصلحة، لنتبادل المعرفة، ونوطّد الشراكات، ونتخيل معًا آفاقًا جديدة لمستقبل اقتصاداتنا ومنطقتنا”.

وتابع معاليه: “نجتمع اليوم في لحظة حاسمة لمنطقتنا، بل وللعالم بأسره. لحظة تتطلب وضوح الرؤية، وجرأة العمل، وعمق الشراكة. إن المشهد الاقتصادي العالمي يشهد تحولًا جذريًا، مدفوعًا بتغيرات في سياسات التجارة وسلاسل التوريد، وإعادة التموضع الجيوسياسي، والثورات التكنولوجية، والتطلعات المجتمعية المتزايدة”.

وأوضح معاليه أن “هذه التحولات تمثل تحديات لمنطقة الشرق الأوسط، لكنها تفتح أيضًا نوافذ نادرة من الفرص، تتيح بناء اقتصاد أكثر مرونة عبر تنويع الشراكات، وتوطين الصناعات الحيوية، والاستثمار في التجارة والتعاون الإقليميين. وفي ظل هذا الواقع الجديد، يجب ألا نكتفي بدور المراقب السلبي، بل يجب أن نكون قادة استباقيين، وجسرًا ديناميكيًا يربط بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وأن نؤكد بثقة أكبر مكانتنا في الاقتصاد العالمي”.

وقال معاليه: “إن محاور قمة اليوم تجسد حالة الضرورة والفرص التي نشهدها. فالموضوعات المطروحة مثل مستقبل الاقتصاد، والزخم الجديد للاستثمار، والتطورات المالية، والاستدامة والطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي، والتنقل الذاتي، كلها قضايا تؤثر على نجاحنا في المنطقة، الآن وفي المستقبل. وهي جميعها قضايا جوهرية في التحولات الاقتصادية والاجتماعية”.

وأضاف معاليه: “في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ، نحن ملتزمون التزامًا كاملاً بهذا التحول. وبتوجيهات سموه ودعمه القوي، جعلنا من التنوع الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتنافسية العالمية أهدافًا وطنية ملحة، نحققها من خلال الاستثمار في البنية التحتية المستقبلية والمدن الذكية، والريادة في الذكاء الاصطناعي، ودعم المراكز مثل سوق أبوظبي العالمي للتمويل المستدام، وتشجيع الابتكار، وتطوير أنظمة تعليمية تُعد شبابنا للابتكار”.

وشدد معاليه على أن “الإمارات تؤمن بضرورة الربط بين القطاعات لإطلاق الإمكانات الكاملة للإبداع والتقدم، كما تتبنى نظامًا اقتصاديًا مفتوحًا يركز على التنمية الاقتصادية، والتكنولوجية، والبشرية كأساس للتقدم المستدام. ولدينا خطط ومبادرات مبتكرة تخلق بيئة أعمال ديناميكية، وتُسهّل التقدم الاقتصادي، وتُعنى بالبنية التحتية، وحماية البيئة، والصحة العامة ورفاه الإنسان”.

وأكد معاليه أن “تعزيز التكامل والتعاون الإقليمي يشكل أولوية استراتيجية، حيث ندعم خلق بيئة أفضل للاستثمار، ونعمل على تقوية الأسواق الإقليمية، ونسعى لتعزيز جاذبية منطقتنا للاستثمارات”.

وختم معاليه كلمته بالتأكيد على أن “الوقت قد حان لتحويل الروابط الإقليمية إلى ممرات اقتصادية حديثة، من خلال توحيد اللوائح لتسهيل التجارة الرقمية، والاستثمار في البنية التحتية الخضراء والرقمية، ودعم جيل جديد من رواد الأعمال، ومواءمة استراتيجيات الابتكار والأنظمة المالية والتعليمية. ومن خلال العمل معًا، يمكننا ضمان أن يكون الشرق الأوسط قادرًا على التكيف في عالم متغير، ومليئًا بالإمكانات الجديدة”.

وألقى معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد الإماراتي، الكلمة الافتتاحية للقمة، حيث شارك وجهة نظر دولة الإمارات حول إدارة الاقتصاد العالمي. وقال: “يتسم المشهد الاقتصادي العالمي في العام 2025 بزيادة حالة عدم اليقين، حيث تتوقع أحدث توقعات صندوق النقد الدولي نمواً عالمياً بنسبة 2.8 في المئة خلال العام الجاري و3 في المئة في العام المقبل”.

وأوضح المري أن تباطؤ النمو يعود بشكل رئيسي إلى تصاعد التوترات التجارية. كما أشار إلى عودة السياسات الحمائية، لاسيما الزيادات الأخيرة في التعريفات الجمركية، التي أثرت على حركة التجارة، الثقة في الأعمال، وتأخير تدفق الاستثمارات”.

وأضاف: “نهجنا يقوم على الاعتقاد بأن الرخاء الاقتصادي يتحقق من خلال التعاون وبناء الجسور، نسعى إلى خلق اقتصاد عالمي أكثر شمولاً واستدامة، مما يعكس التزامنا بشراكتنا الاقتصادية الشاملة مع دول في آسيا وأوروبا وإفريقيا”.

من جانبه، أعرب سالم  الدرعي، الرئيس التنفيذي لسلطة أبوظبي العالمية (ADGM قائلاً: “بصفتنا شريكًا رسميًا في قمة ‘اقتصاد الشرق الأوسط’، يسعدنا أن نكون جزءًا من هذه المنصة التي تجمع أصواتًا مؤثرة من جميع أنحاء المنطقة. لم يكن هذا الحدث بمثابة فرصة قيّمة لخبراء الصناعة وقادتها للمشاركة في مناقشات هادفة، بل أتاح أيضًا للنظام البيئي فرصة للاستماع والتفاعل حول القضايا المهمة التي تعزز الابتكار وتدفع النمو الاقتصادي المستدام”.

وأضاف الدرعي: “يظل ADGM ملتزمًا بدعم اقتصاد مزدهر ومستدام من خلال دفع الابتكار وتمكين نمو الأعمال وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. ومن خلال مبادرات استراتيجية كهذه، يستمر ADGM في لعب دور حيوي في رسم ملامح مستقبل اقتصادي المنطقة”.

 

مناقشة موضوعات الاقتصاد والاستثمار والخدمات المالية

وتطرقت حلقة نقاشية رفيعة المستوى جمعت بين الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل أهداف التنمية المستدامة 2030، وسعادة راشد عبد الكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، وصفاء الطيب الكوقلي، مديرة البنك الدولي في دول مجلس التعاون الخليجي، إلى المشهد الاقتصادي العالمي، مسلّطةً الضوء على أبرز القضايا التي تؤثر بشكل أساسي على التجارة العالمية، مشيرةً إلى التغيرات الجذرية التي يشهدها النظام الاقتصادي العالمي بعد عقود من الثبات.

قمة اقتصاد الشرق الأوسط

وتضمنت القمة كذلك تحليلاً معمقًا للمنظومة الاستثمارية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث ناقش خبراء من “فيزا” ومكتب أبوظبي للاستثمار ومجموعة “ملتيبلاي” فرص التجارة والاستثمار في القطاعات الرئيسية.

وسلّطت الحلقة النقاشية الضوء على التزايد الملحوظ في الاعتماد على التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول ضمن مشهد رقمي يشهد تطوّراً متسارعاً.

وضمّت حلقة نقاشية حول قطاع الخدمات المالية، متحدثين من “ويو بنك” و”فينستريت” وسلطة تنظيم الخدمات المالية في سوق أبوظبي العالمي (ADGM)، حيث استكشفوا القوى التي تعيد تشكيل القطاع، بدءًا من الابتكار الرقمي والتطورات التنظيمية وصولاً إلى تغيير توقعات العملاء والنمو في المنطقة.

قمة اقتصاد الشرق الأوسط قمة اقتصاد الشرق الأوسط

اقرأ أيضاً: إيكونومي ميدل إيست وأبوظبي العالمي (ADGM) يوقّعان مذكرة تفاهم للإعلان عن عودة قمة إيكونومي ميدل إيست في 2025

التكنولوجيا والاستدامة في صدارة أجندة ضمان استدامة الاقتصاد في مواجهة التحديات المستقبلية

وفي ظل استمرار التقنية كقناة رئيسية لتمكين المدن الذكية من الازدهار وتعزيز مستويات المعيشة في جميع أنحاء المنطقة، تلعب التكنولوجيا أيضًا دورًا محوريًا في تحويل حركة الأشخاص والبضائع، والانتقال نحو اقتصاد أكثر خضرة واستدامة.

في هذا الإطار، أعرب قادة فكر وجهات رائدة في هذا المجال، وعلى رأسهم شركات مثل “إي آند” و”مرسيدس بنز” إلى “سيمنز” و”مبادلة”، عن تفاؤلهم بشأن مسار المنطقة نحو تبني مسيرة التكنولوجيا والابتكار.

قمة اقتصاد الشرق الأوسط قمة اقتصاد الشرق الأوسط

إلى ذلك، استعرض الخبراء أساليب مبتكرة لإزالة الكربون من أنظمة الطاقة، وتعزيز كفاءة استخدام المياه والطاقة، بالإضافة إلى بناء بنية تحتية تدعم المستهدفات البيئية والاقتصادية على المدى الطويل.

وقال جو شدياق، الرئيس التنفيذي لمجموعة جي سي ميديا ومنظم القمة: “في خضم رحلتنا الحوارية والاستكشافية، ندعو إلى احتضان روح الابتكار التي تميز دولة الإمارات العربية المتحدة وعاصمتها أبوظبي. فالشراكات التي نشأت هنا، والأفكار التي تم تبادلها، والالتزامات التي تم التعهد بها ستسهم في تشكيل الاقتصادات، وتمكين المجتمعات، وخلق الرخاء للأجيال القادمة. دعونا نتعاون معًا لربط القطاعات وبناء النمو، وترسيخ إرث من التميز الاقتصادي المستدام”.

انقر هنا للاطلاع على المزيد من أخبار الاقتصاد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *