اخر الاخبار

“نهضت وركضت”… هكذا نجا راكب وحيد من أخطر حادث طيران منذ 10 سنوات

بينما كانت رحلة الخطوط الجوية الهندية “إير إنديا” رقم “AI171” تهوي نحو مصيرها المحتوم يوم الخميس، كان راميش فيشواسكومار يجلس في الصف الأول من الدرجة الاقتصادية، مختبراً واحدة من أكثر اللحظات رعباً وأكثرهاا حظاً في حياته.

بعد أن اصطدمت طائرة “بوينغ” “787 دريملاينر” بحي مكتظ بالسكان في مدينة أحمد آباد، الواقعة غرب الهند، تمكن فيشواسكومار من الخروج من الطائرة. أُصيب بجروح، لكنه نجا. فيما لقي جميع الركاب الآخرين وعددهم 241 شخصاً مصرعهم.

قال فيشواسكومار في مقابلة مع وسيلة الإعلام المحلية “إن دي تي في” (NDTV): “لم أصدق ما كنت أشاهده أو كيف نجوت… عندما فتحت عينيّ، أدركت أنني ما زلت على قيد الحياة. نزعت حزام الأمان وغادرت”.

أضاف فيشواسكومار أنه بعد وقت قصير من الإقلاع، بدا وكأن الطائرة “علقت لمدة خمس إلى عشر ثوانٍ”، وبدأت أضواء خضراء وبيضاء تومض. وأردف قائلاً: “بدا وكأنها كانت تُدفع بقوة أكبر للإقلاع”. يُرجح أن الأضواء الخضراء والبيضاء كانت تنبعث من علامة مخرج الطوارئ المعلقة بسقف المقصورة.

وتابع: “في الجهة التي كنت فيها، لم يصطدم ذلك الجزء من الطائرة بالنُزُل، بل هبط على الطابق الأرضي. وعندما تحطم الباب في ناحيتي، رأيت فرصة للهرب، فخرجت. احترقت يدي اليسرى عندما اندلعت النيران، لكنني تمكنت من النجاة”.

ويُظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيشواسكومار – وهو مواطن بريطاني يبلغ من العمر 40 عاماً من مدينة ليستر – وهو يمشي بالقرب من موقع التحطم وقد غطّت الدماء وجهه جزئياً، بينما تحيط به حشود مذهولة.

أسوأ حادث طيران منذ 10 سنوات

تبرز قصة نجاة فيشواسكومار وسط حادث طيران يُعد الأسوأ في الطيران المدني منذ أكثر من عقد. ولا تزال أسباب التحطم، الذي أسفر عن مقتل العشرات على الأرض أيضاً بعدما اندفعت الطائرة المملوءة بالوقود إلى داخل المباني وانفجرت في ألسنة اللهب، مجهولة حتى الآن. ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “هندوستان تايمز”، قال الأطباء إن إصابات فيشواسكومار ليست مهددة للحياة.

تعد نجاة فيشواسكومار استثناءً نادراً من حلقة مدمرة من حوادث الطيران القاتلة التي شهدتها الأشهر الماضية. وشملت حوادث أخرى تصادماً في الجو بين مروحية عسكرية وطائرة مدنية فوق العاصمة الأميركية واشنطن في يناير، حيث لم ينجُ أي شخص. وفي ديسمبر، نجا شخصان فقط من اصطدام طائرة “بوينغ 737” بحاجز على مدرج الطائرات في كوريا الجنوبية.

قد يتمكن فيشواسكومار، مع تعافيه وخضوعه لمزيد من المقابلات، من تقديم أدلة قيّمة حول أسباب الحادث. ولا تزال فرق الإنقاذ تبحث في الحطام عن ناجين محتملين من بين الأشخاص على الأرض، وعن البيانات الفنية مثل مسجلات الصوت والبيانات، التي تُعد ضرورية لتحديد تفاصيل اللحظات الأخيرة للرحلة المنكوبة.

كان الراكب المحظوظ يجلس في الصف 11 عند النافذة على الجهة اليسرى، وهو أول صف في الدرجة الاقتصادية يقع مباشرة خلف مخرج الطوارئ. وتضم طائرات “إير إنديا” من طراز “787 دريملاينر” عادة 256 مقعداً بتوزيع من درجتين: 18 مقعداً في درجة رجال الأعمال و238 مقعداً في الدرجة الاقتصادية.

وقد يكون قربه من مخرج الطوارئ عاملاً حاسماً ساهم في إنقاذ حياته.

قال فيشواسكومار: “كان هناك بعض الفراغ حيث سقطت، وتمكنت من الابتعاد سيراً عن الحطام”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *