نتفلكس تستحوذ على “وارنر براذرز” في صفقة بقيمة 72 مليار دولار

وافقت “نتفلكس” على شراء شركة “وارنر براذرز ديسكفري” في اندماج تاريخي، يجمع بين خدمة البث المدفوعة المهيمنة عالمياً وأحد أقدم وأعرق استوديوهات هوليوود.
بموجب الصفقة التي أُعلن عنها يوم الجمعة، سيحصل مساهمو “وارنر براذرز” على 27.75 دولاراً للسهم نقداً وأسهماً في “نتفلكس”.
تبلغ القيمة الإجمالية لحقوق الملكية للصفقة 72 مليار دولار، بينما تبلغ القيمة المؤسسية للصفقة حوالي 82.7 مليار دولار.
قبل إتمام عملية البيع، ستكمل شركة “وارنر براذرز” عملية فصل قنوات الكابل المخطط لها، بما في ذلك “CNN” و”TBS” و”TNT”.
تحول استراتيجي جذري لشركة نتفلكس
يمثل هذا الاستحواذ تحولاً استراتيجياً جذرياً لشركة نتفلكس، التي لم يسبق لها إبرام صفقة بهذا الحجم. فقد نمت هذه الشركة الرائدة في مجال البث لتصبح الشركة الأكثر قيمة في هوليوود، دون الاستفادة من مكتبة أو استوديو، من خلال ترخيص برامج من جهات أخرى ثم التوسع في المحتوى الأصلي.
مع عملية الشراء، أصبحت نتفلكس مالكة شبكة “HBO”، إلى جانب مكتبتها من المسلسلات الناجحة مثل “The Sopranos” و”The White Lotus”. تشمل أصول وارنر براذرز أيضاً استوديوهاتها المترامية الأطراف في بوربانك، كاليفورنيا، إلى جانب أرشيف ضخم من الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، بما في ذلك هاري بوتر والأصدقاء.
طرحت “وارنر براذرز” نفسها للبيع في أكتوبر بعد أن تلقت اهتماماً من عدة جهات. بالإضافة إلى نتفلكس، تنافست عليها شركتا “باراماونت سكاي دانس” و”كومكاست”.
أثارت عملية المزايدة جدلاً واسعاً، حيث اتهمت “باراماونت” شركة “وارنر براذرز” باتباع عملية غير عادلة لصالح “نتفلكس”.
يشهد قطاع التلفزيون التقليدي انكماشاً كبيراً مع تحول المشاهدين إلى البث المباشر، وهو المجال الذي تُهيمن عليه “نتفلكس”. في الربع الأخير، أعلن قسم شبكات التلفزيون الكبلي في شركة “وارنر براذرز” عن انخفاض في الإيرادات بنسبة 23%، حيث ألغى العملاء اشتراكاتهم وانتقل المعلنون إلى أماكن أخرى.
كيف بدأت نتفلكس؟
تأسست “نتفلكس” قبل ما يقرب من ثلاثة عقود كشركة لتأجير أقراص “DVD” وإرسالها للعملاء عبر البريد، وأنهت عام 2024 بإيرادات بلغت 39 مليار دولار. أما شركة “وارنر براذرز”، التي تأسست في عشرينيات القرن الماضي، فقد حققت مبيعات تجاوزت 39 مليار دولار.
يمنح محتوى “وارنر براذرز” المميز “نتفلكس” برامج قوية تُمكّنها من الحفاظ على تقدمها على منافسين مثل “والت ديزني” و”باراماونت”. ستواجه الصفقة بالتأكيد تدقيقاً من قِبل جهات مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة وأوروبا، وقد أثارت بالفعل بعض الشكوك.
كتب داريل عيسى، الجمهوري من كاليفورنيا، مذكرةً إلى الجهات التنظيمية الأميركية يعترض فيها على أي صفقة محتملة مع “نتفلكس”، قائلًا إنها قد تُلحق الضرر بالمستهلكين.
مع ذلك، جادلت “نتفلكس” بأن أحد أكبر منافسيها هو يوتيوب التابع لشركة “ألفابت”. أثار اهتمام “نتفلكس” بشركة وارنر براذرز قلقًا كبيراً في هوليوود. فقد رفضت الشركة عرض أفلامها في دور السينما، بل وعرضت أفلامها الأصلية أحياناً لفترات محدودة.



