اخر الاخبار

نتائج “إنفيديا” الإيجابية تعيد مؤشرات وول ستريت إلى المنطقة الخضراء

ارتفعت مؤشرات الأسهم الأميركية في ساعات التداول الممتدة، بفعل توقعات بأن نتائج “إنفيديا كورب” الإيجابية ستعزز موجة الصعود المدفوعة بالذكاء الاصطناعي.

صعد صندوق المؤشرات المتداولة الذي يتتبع مؤشر “إس آند بي 500” (SPY)، والبالغ حجمه نحو 600 مليار دولار، بعد إغلاق التداولات العادية. وارتفعت أسهم شركة الرقائق الأعلى قيمة في العالم بنحو 5%، بعدما قدمت توقعات قوية للإيرادات في الفترة الحالية، رغم أن التباطؤ في الصين أثّر على النتائج. وتشير التوقعات إلى أن “إنفيديا” تُسرّع إنتاج “بلاكويل”، أحدث تصميماتها في مجال أشباه الموصلات.

وقال جايمس ديميرت من شركة “مين ستريت ريسيرش”: “تقرير أرباح إنفيديا يوم الأربعاء حاسم، ليس فقط للشركة، بل لسوق الأسهم ككل، إذ يمكنه إنعاش تفاؤل المستثمرين على نطاق واسع ومساعدتهم على التركيز على قوة الذكاء الاصطناعي بدلاً من أخبار الرسوم والضرائب”.

من جهته، لفت ستيف سوسنيك من “إنترآكتيف بروكرز” إلى أنه لا يرى مبالغة في القول إن أرباح “إنفيديا” تمثل التقرير الأهم في أي ربع سنوي. وأضاف: “ليس من قبيل المصادفة أن موجة السوق الصاعدة الأخيرة بدأت في أواخر 2022، بالتزامن تقريباً مع إطلاق تشات جي بي تي. ولم تجسد أي شركة اندفاعة الذكاء الاصطناعي مثل إنفيديا”.

تراجع السوق خلال التداولات العادية

خلال ساعات التداول العادية، عمّقت الأسهم خسائرها في الجزء الأخير من جلسة التداول الأميركية، حيث أغلق مؤشر “إس آند بي 500” منخفضاً بنسبة 0.6%. ودفع تقرير إخباري يفيد بأن إدارة الرئيس دونالد ترمب تتجه لتقييد بيع برمجيات تصميم الرقائق إلى الصين بأسهم شركتي “كادينس ديزاين سيستمز” و”سينوبسيس” نحو الهبوط الحاد.

في المقابل، أفادت تقارير بأن شركة “تسلا” تعتزم إطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في أوستن في 12 يونيو.

وقلّصت سندات الخزانة خسائرها بعد طلب قوي من المستثمرين في مزاد بقيمة 70 مليار دولار لأذون مدتها خمس سنوات، وهو ما وفّر دليلاً جديداً على شهية السوق للأوراق المالية قصيرة الأجل. وكما كان متوقعاً، أظهرت محاضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي موقفاً قائماً على “الترقب والانتظار”.

وأضاف مؤشر الدولار نسبة 0.3%، وارتفعت أسعار النفط في وقت يقيّم فيه المتداولون المخاطر المرتبطة بالإمدادات الإيرانية والروسية.

توقعات إيرادات “إنفيديا” تعكس قوة

قالت الشركة يوم الأربعاء إن مبيعات “إنفيديا” ستبلغ حوالي 45 مليار دولار في الربع المالي الذي يمتد حتى نهاية يوليو. ويتضمن هذا الرقم خسارة بنحو 8 مليارات دولار من العائدات نتيجة القيود على التصدير إلى الصين. وقد جاءت التوقعات متماشية مع تقديرات المحللين، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ.

وكانت “إنفيديا” وعدد من شركات التكنولوجيا العملاقة الأخرى بين أكبر المتراجعين خلال موجة الهبوط الشهر الماضي، والتي دفعت مؤشر “إس آند بي 500” إلى حافة الدخول في سوق هابطة. ومع ذلك، استعادت العديد من هذه الأسهم معظم خسائرها بعدما علّق الرئيس ترمب مؤقتاً فرض الرسوم الجمركية الأعلى، وأظهرت تقارير الأرباح أن الطلب لا يزال قوياً.

ورغم الارتفاع الكبير في سهم شركة الرقائق منذ مستويات أبريل المتدنية، إلا أن ذلك لم يترافق مع أحجام تداول مرتفعة، ما يشير إلى أن بعض المستثمرين ربما لم يلحقوا بالموجة.

ويُتوقع أن تُشكل تقارير أرباح إيجابية دفعة لأسهم الشركات الأميركية، في ظل وجود نحو 7 تريليونات دولار لا تزال مركونة في صناديق السيولة، وفقاً لاستراتيجيي بنك “بي بي في إي” (BBVA).

تسارع المفاوضات التجارية وسط دفاع ترمب عن استراتيجيته

راقب المتعاملون أيضاً آخر التطورات المتعلقة بمفاوضات التجارة العالمية. ويعتزم المفوض التجاري في الاتحاد الأوروبي، ماروس شيفتشوفيتش، التحدث يوم الخميس إلى وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك والممثل التجاري الأميركي جايمسون غرير، في محاولة لتسريع وتيرة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق قبل مهلة التاسع من يوليو.

وانتقد الرئيس ترمب ما وصفه بالافتراضات التي تشير إلى أن وول ستريت تعتقد أنه غير جاد في تنفيذ تهديداته بفرض الرسوم الجمركية المرتفعة، وقال الأربعاء إن تراجعاته المتكررة كانت جهوداً استراتيجية لانتزاع تنازلات تجارية.

وقالت أولريكه هوفمان-بورشارد من “يو بي إس لإدارة الثروات العالمية”: “تظل التطورات الأخيرة في مجال التجارة ضمن سيناريو الأساسي لدينا، الذي يفترض أن تغلب البراغماتية على المواجهة في نهاية المطاف”. وأضافت: “حتى الآن، بدت إدارة ترمب وكأنها تخفف من سياساتها الجمركية الأكثر صرامة استجابةً لمؤشرات الضغط في الأسواق”.

توقعات بموجة صعود تمتد إلى 2026 

بافتراض أن التوترات التجارية ستستمر في التراجع، ترى هوفمان-بورشارد أن هناك مجالاً لاستمرار موجة صعود سوق الأسهم حتى عام 2026، مع بلوغ مؤشر “إس آند بي 500” مستوى 6,400 نقطة بحلول يونيو من العام المقبل. وكان المؤشر قد أغلق عند 5,888.55 يوم الأربعاء.

وقال دان وانتروبسكي من “جاني مونتغومري سكوت”: “تبقى المخاطر المتعلقة بالعناوين الإخبارية محركاً قصير الأجل للأسواق، ما يؤدي إلى حركة متقلبة ومتأرجحة”. وأضاف: “نتوقع مزيداً من التقلبات خلال ما تبقى من العام، ولكن مع ميل عام نحو الصعود فوق نطاق 5,500–5,750 نقطة، مع إمكانية تسجيل قمم جديدة في مرحلة لاحقة”.

وبحسب إيمانويل كو من “باركليز”، فإن تعرض المستثمرين للأسهم لا يزال منخفضاً بما فيه الكفاية ليجعل “الطريق الأقل مقاومة” للسوق هو نحو الأعلى. وفي غياب صدمة في مستويات التقلب، كتب في مذكرة أن “الشراء المنهجي يمكن أن يستمر في دعم صعود الأسهم”.

وقال مارك هاكيت من “نايشن وايد”: “لا تزال السوق تُظهر حساسية عالية، إذ ارتفعت بعد تأجيل تنفيذ الرسوم الجمركية. ومع ذلك، يبدو أن سوق الأسهم قد استقرت ضمن نطاق يوحي بأن الذعر الذي ساد في أبريل أصبح خلفنا، ولكننا بحاجة إلى محفزات جديدة لدفع المرحلة التالية من السوق الصاعدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *