“مونديال 2034” في السعودية.. كيف ستتفاعل سوق الأسهم؟
التقاط الأنفاس بعد ماراثون صعودي امتد 11 جلسة أجبر مؤشر سوق الأسهم الرئيسية السعودي على التوقف، مدفوعاً بجني الأرباح بشكلٍ أساسي.
توقعات المحللين ترجح معاودة الصعود في جلسة نهاية الأسبوع، اليوم الخميس، مدعومةً ببيانات التضخم الأميركية التي جاءت متماشية مع التوقعات بما يعزز احتمالات خفض الفائدة الأميركية، ونشوة فوز السعودية بتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034، المتوقع أن تشكل عاملاً استثنائياً لإعادة المؤشر إلى المنطقة الخضراء.
القطاعات المرجحة للفوز
تُقدّر شركة “نايت فرانك” للاستشارات العقارية أن تصل قيمة المشاريع بكافة القطاعات المرتبطة بتنظيم بطولة كأس العالم إلى 181.5 مليار دولار، سيتركز معظمها في قطاع الإنشاءات، عبر تطوير البنية التحتية، والمنشآت الرياضية، وإضافة حوالي مئتي غرفة فندقية.
الاستحقاق الرياضي الذي يتطلب مشاريع خاصة، بما في ذلك إنشاء 11 ملعباً جديداً، يبشر بطلب كبير على مواد وخدمات البناء، وعوائد ضخمة للشركات، ستستفيد منه بشكلٍ أساسي قطاعات الإنشاءات، وإدارة وتطوير العقارات، ومصانع الأسمنت، والمرافق العامة، والسياحة، والمواد الأساسية، وفق إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”.
هذه القطاعات يُرتقب أن تكون على رأس أولويات المتعاملين في البورصة السعودية للمتابعة اليوم. حتى وإن كان تنظيم البطولة بعد عقد من الآن، إلاّ أن ترسية المشاريع وتجهيز البنى التحتية سيبدأ قريباً، كما ورد في ملف التقدم لاستضافة “المونديال”.
أنشطة إضافية مستفيدة من “المونديال”
يتوقع بندر الجعيد، الأكاديمي والكاتب الاقتصادي، أن تولّد استضافة كأس العالم 2034 فرص عمل مباشرة لأكثر من 200 ألف شخص خلال مرحلتي التحضير للحدث، وتنفيذه.
التجهيز لهذه الأعداد من الوظائف، مع وصول معدلات البطالة في المملكة لمستويات قياسية تاريخياً عند حوالي 7% بين المواطنين، ونحو 4% متضمنة المقيمين، قد يمثل فرص نمو هائلة لأعمال شركات قطاع الموارد البشرية.
كما أن النمو المرتقب بأعداد السياح إلى المملكة، بما في ذلك سياحة الأعمال الخاصة بمشاريع “المونديال”، أو لحضور الفعاليات الرياضية السابقة له مثل كأس آسيا 2027، سيعزز الطلب الاستهلاكي في المدن المستضيفة، وقد ينعكس على تقديرات مراكز الأبحاث لإيرادات وأرباح شركات قطاع السلع الاستهلاكية والأغذية خلال تلك الفترة.
لا قلق من التصحيح
بالعودة لتراجعات مؤشر “تاسي” أمس الأربعاء بأقل من نصف نقطة مئوية، فقد جاءت مدفوعةً بالأساس بانخفاض سهمي “أكوا باور”، و”أرامكو السعودية”، حيث عادل تأثيرهما على المؤشر ثلاثة أرباع النقاط المفقودة أمس.
وشهد يوم أمس أيضاً، مباشرةً عقب إغلاق جلسة التداول، خفض منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام للشهر الخامس على التوالي، وذلك بمقدار 210 آلاف برميل يومياً. بما يُمكن أن ينعكس على أداء أسهم الشركات المرتبطة بقطاع النفط.
وفق التقديرات الجديدة، يُتوقّع أن ينمو الطلب بنهاية 2024 عن العام الماضي بنحو 1.6 مليون برميل يومياً، بعد أن كانت توقعاتها في يوليو عند 2.2 مليون برميل، ما يعني خفضاً إجمالياً بمقدار 27% خلال 5 أشهر.
إسحاق علي، رئيس إدارة الأصول والاستشارات في “وينفستون كابيتال” (WinVeston Capital)، يرى أن “الأساسيات جيدة لتفاؤل المستثمرين بمستقبل السوق، والعديد من الأخبار الإيجابية تدعم هذا التفاؤل”؛ سواء على مستوى بيانات المؤشرات الاقتصادية المحلية، أو الميزانية التوسعية للأعوام الثلاثة المقبلة من جانب الحكومة السعودية، فضلاً عن تحسن التصنيف الائتماني للحكومة والبنوك والشركات الكبرى.
ويضيف: “أرباح الشركات المدرجة خلال الربع الثالث نمت في المجمل بنسبة 28%، ومؤشر السوق لم يصعد بنسب كبيرة تدفع للقلق من تصحيح، وما حدث أمس مجرد التقاط أنفاس خلال ماراثون صاعد. وحتى أسهم قطاع المواد الأساسية بقيادة سابك لم تشارك في سباق الصعود الحاصل حالياً، ونتطلع لمراقبة هذا القطاع في الجلسات المقبلة”.
ساعات قبل صفقة “صافولا”-“المراعي”
ستراقب السوق اليوم أيضاً أسهم شركتي “المراعي” و”صافولا” خلال تداولات الجلسة الأخيرة قبل صفقة التخارج المقترحة.
ستعقد “صافولا” اليوم جمعيتها العامة غير العادية للنظر في قرار تخفيض رأس المال، وتوزيع حصتها في “المراعي” على المساهمين.
إقرار هيكلة رأس المال وصفقة التخارج، سيدفع إلى تعليق التداول على سهم “صافولا” حتى يوم الثلاثاء المقبل، وفق إفصاحات الشركة السابقة على موقعها الإلكتروني. لذا سيكون حملة الأسهم بنهاية تداولات اليوم هم أصحاب القرار النهائي لتحديد مصير الصفقة.
هدنة ما بعد البيع؟
سهم “جاهز” سيكون بدوره محط أنظار المتعاملين اليوم بعدما تصدّر قيم تداولات السوق السعودية أمس الأربعاء، وسط ضغط بيعي كبير قاد السهم للتراجع قرب الحد الأدنى للجلسة الثانية على التوالي. فيما هدأت وتيرة تراجعات سهم “بنان العقارية”، المنضم حديثاً من “نمو”، إلا أنه بقي ضمن قائمة الأكثر انخفاضاً.