اخر الاخبار

موجة صعود في وول ستريت بدعم من الاتفاق التجاري مع لندن وتصريحات ترمب

اجتاحت موجة من الإقبال على المخاطرة وول ستريت يوم الخميس، حيث ارتفعت الأسهم وانخفضت السندات، بعد إعلان دونالد ترمب عن اتفاق تجاري مع المملكة المتحدة، مشيراً إلى أنه في حال سارت المحادثات مع الصين على ما يرام، فقد يتم تخفيض الرسوم الجمركية. كما ارتفعت الأسهم بعد أن حثّ الرئيس المستثمرين على شراء الأسهم الآن.

كانت هذه التطورات كافية لإطلاق موجة صعود في مؤشر “إس آند بي 500″، رغم أن الزخم خفّ في اللحظات الأخيرة من جلسة التداول.

وقادت القطاعات الأكثر حساسية اقتصادياً هذا الارتفاع، فيما تجاوز سعر “بتكوين” حاجز 100 ألف دولار. ومع تراجع الإقبال على الأصول الآمنة، هبط الذهب والعملات المصنّفة كملاذات آمنة، وارتفعت عوائد سندات الخزانة الأميركية قصيرة الأجل مع تراجع التوقعات بخفض الفائدة.

ترمب يصف الاتفاق مع لندن بأنه “تاريخي”

قدّم ترمب الإطار التجاري مع بريطانيا باعتباره “إنجازاً تاريخياً”، وخطوة أولى في جهوده لإعادة تشكيل الاقتصاد العالمي. وفيما تستعد الولايات المتحدة لبدء محادثات مع الصين، المستهدَف الأكبر في معركة الرسوم الجمركية، قال ترمب إنه يعتقد أن المفاوضات قد تؤدي إلى “تقدّم ملموس”.

وقال مات مالي من شركة “ميلر تاباك + كو” في تعليقه: “بينما نحصل على تفاصيل هذه الصفقة اليوم، ونعرف مدى التقدم في المحادثات الأميركية الصينية خلال عطلة نهاية الأسبوع، فإن ذلك سيمنح المستثمرين وضوحاً أكبر بشأن تأثير الملف التجاري على الاقتصادين الأميركي والعالمي”.

دعم من ضرائب ترمب وخطط الجمهوريين

أشار ترمب أيضاً إلى أن الأخبار التجارية الإيجابية، إلى جانب جهود الجمهوريين لتمرير تشريع يمدد ويوسّع التخفيضات الضريبية التي اعتمدها في ولايته الأولى، يجب أن تكون سبباً في تفاؤل المستثمرين.

وقال: “ستصل هذه البلاد إلى نقطة يجب عليكم عندها أن تخرجوا وتشتروا الأسهم”.

وارتفع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 0.6%، في حين أضاف مؤشر “ناسداك 100” نسبة 1%، وارتفع مؤشر “داو جونز” الصناعي بنسبة 0.6%، وقفز مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة بنسبة 1.8%.

أما عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات فقد صعد بمقدار 11 نقطة أساس إلى 4.37%، كما أثر بيع سندات لأجل 30 عاماً بقيمة 25 مليار دولار أميركي بشكل طفيف على السوق. وارتفع مؤشر “بلومبرغ” للدولار الفوري بنسبة 0.6%.

الرسوم الجمركية تعود إلى الواجهة

قال لويس نافلييه، الرئيس التنفيذي للاستثمار في شركة ” نافيلييه” (Navellier & Associates) إن “الرسوم الجمركية عادت لتقود المشهد من جديد. نحن نرى عودة لشهية المخاطرة، إذ إن الخوف من تفويت فرص إبرام اتفاقات ملائمة قلّل من عدد البائعين في السوق”.

ويؤكد كريس لاركن من “إيه ترايد” التابعة لـ”مورغان ستانلي”، أن الملف التجاري ما يزال العامل الأساسي، مشيراً إلى أن الأسواق ستتأثر من كيفية سير المفاوضات.

من المقرر أن يلتقي وزير الخزانة سكوت بيسنت، والممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، في سويسرا مع نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ في الأيام المقبلة. وقال ترمب إنه في حال سارت المحادثات على ما يرام، فإنه قد ينظر في خفض الرسوم الجمركية التي فرضها بنسبة 145% على العديد من السلع الصينية.

وردّ ترمب على سؤال حول هذا الاحتمال قائلاً: “ربما. نحن سنرى. حالياً لا يمكن أن ترتفع أكثر، فهي عند 145%، لذلك نعرف أنها ستنخفض. أعتقد أن علاقتنا ستكون جيدة جداً”.

اختراق أم مجرد كسر للجليد؟

لكن التقدّم الحقيقي في المسار التجاري لا يزال غامضاً، خصوصاً في الشق الصيني، بحسب فؤاد رزق زادة من “سيتي إندكس” و”فوركس دوت كوم”. وأضاف: “اجتماع نهاية الأسبوع بين الولايات المتحدة والصين يبدو أقرب إلى كسر الجليد دبلوماسياً منه إلى لحظة اختراق حقيقي. قد نكون بصدد موسم تفاوض طويل وممتد، ما قد يحد من مكاسب الأصول عالية المخاطر”.

وأشار مارتن فرانسن من “برينسيبال أسيت مانجمنت” (Principal Asset Management) إلى أنه “في حين أننا قد نتجه تدريجياً نحو تهدئة الحرب التجارية العالمية، لا يزال هناك الكثير من عدم اليقين، لا سيما بالنظر إلى القائمة الواسعة للدول التي لا تزال تبحث عن صفقات فردية”.

وقال: “من المرجح أن تحتاج الأسواق إلى مزيد من الأدلة على أن ذروة عدم اليقين قد بدأت تتلاشى قبل أن نشهد انتعاشاً في ثقة المستهلكين والشركات”.

وكانت تقلبات شديدة قد ضربت الأصول الأميركية، حيث أوصلت الحرب الجمركية التي يقودها ترمب مؤشر “إس آند بي 500” إلى حافة السوق الهابطة قبل شهر واحد فقط، بعد أن تراجع بنحو 20% من ذروته في فبراير حتى الثامن من أبريل. لكنه انتعش بعدها ليصعد بنحو 14%.

وبحسب بيانات ” بيسبوك للاستثمار” (Bespoke Investment Group)، فإن أداء المؤشر بعد موجات صعود شهرية تتجاوز 10%، وكذلك بعد الارتفاعات التي حدثت بعد انخفاضات بمفس القدر في الشهر السابق، أفضل من المتوسط التاريخي لجميع الفترات منذ عام 1953.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *