اخر الاخبار

مكاسب محدودة في وول ستريت وسط ترقب لأرباح شركات التكنولوجيا

بدأ أسبوع حافل في وول ستريت بتخلي الأسهم عن معظم مكاسبها، مع ترقّب المتداولين لإشارات على صمود أرباح الشركات، في ظل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية. وتراجعت عوائد سندات الخزانة بالتزامن مع انخفاض الدولار.

ورغم إغلاق مؤشر “إس آند بي 500” فوق مستوى 6300 نقطة للمرة الأولى، إلا أن ارتفاعه لم يتجاوز 0.1%. وتراجعت أسهم شركات الطاقة بالتوازي مع انخفاض أسعار النفط وسط استمرار المخاوف بشأن الطلب على الخام.

وحقق مؤشر لأسهم “العظماء السبعة” (أبل، إنفيديا، أمازون، ميتا، مايكروسوف، ألفابت، تسلا) أداءً متفوقاً، في وقت تستعد فيه شركتا “تسلا” و”ألفابت” (الشركة الأم لـ”جوجل”) لإعلان نتائجهما هذا الأسبوع. وتتركز الأنظار مجدداً على ما ستكشفه هذه الشركات بشأن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي. في المقابل، تراجعت أسهم “إنفيديا”.

تصدرت آجال الاستحقاق الأطول مكاسب سندات الخزانة الأميركية، حيث انخفض عائد سندات الثلاثين عاماً أربع نقاط أساس إلى 4.95%. أما الدولار فقد انخفض أمام جميع نظرائه في الاقتصادات المتقدمة. وارتفع الين بعدما قال رئيس وزراء اليابان شيغيرو إيشيبا إنه سيبقى في منصبه، رغم خسارة الائتلاف الحاكم للأغلبية في انتخابات مجلس الشيوخ.

ترقب لإعلانات رسوم ترمب الجمركية

سيراقب المتداولون أيضاً الأخبار المتعلقة بالرسوم الجمركية عن كثب، إذ قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن الرئيس دونالد ترمب قد يصدر رسائل جمركية أحادية إضافية قبل الأول من أغسطس، مشيرة إلى احتمال إبرام المزيد من الاتفاقات التجارية قبل حلول المهلة.

وبحسب مات مالي من “ميلر توباك”، فإنه بات من الواضح أن إدارة ترمب تتجه لاعتماد نهج أكثر تشدداً في ملف الرسوم الجمركية خلال المرحلة المقبلة، ما يستدعي التساؤل عمّا إذا كانت الأسواق قد سعّرت هذا التوجه مسبقاً.

وأضاف: “موسم الأرباح يدخل ذروته هذا الأسبوع، وستكون التوجيهات المستقبلية أكثر أهمية من المعتاد. هذه التوجيهات يجب أن تُحدث زيادة كبيرة في تقديرات الأرباح إذا كانت الأسواق تطمح إلى بلوغ الأهداف التي وضعتها وول ستريت حالياً”.

رهانات على استمرار زخم الذكاء الاصطناعي

يتوقّع كريستوفر هارفي من “ويلز فاغو سيكيوريتيز” أن يحقق مؤشر “إس آند بي 500” زيادة مزدوجة الرقم في النصف الثاني من العام، مدفوعاً بقوة شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة.

وقال هارفي في مقابلة مع “بلومبرغ سورفايلنس”: “ما نراه هو أن الرابحين يواصلون الفوز. الشركات العملاقة تتمتع بهوامش ربح أعلى، وتواصل كسب الحصة السوقية. هناك اتجاه طويل الأمد حقيقي في الذكاء الاصطناعي سيستمر”.

ويُظهر موسم أرباح الربع الثاني انطلاقة قوية، مع مساهمة إنفاق المستهلكين في دعم صمود أرباح الشركات. إلا أن مؤشر “إس آند بي 500″، بعد سلسلة من الأرقام القياسية، يتم تداوله حالياً عند نحو 22 ضعف الأرباح المتوقعة خلال 12 شهراً، ما لا يترك مجالاً كبيراً لأي خطأ.

وقالت أولريكه هوفمان-بورشاردتي من “يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت”: “رغم أن الأسهم قد تحتاج إلى فترة من التهدئة، فإننا نعتقد أن السوق الصاعدة لا تزال قائمة. ونُبقي على توقعاتنا لمؤشر ‘إس آند بي 500’ عند 6500 نقطة في يونيو 2026، ونوصي باستغلال التقلبات كفرصة للدخول التدريجي إلى الأسواق”.

ونصح استراتيجيو “مورغان ستانلي” بقيادة مايكل ويلسون المستثمرين بالبقاء في موقف متفائل تجاه الأسهم الأميركية، مشيرين إلى أن زخم الأرباح، والرافعة التشغيلية الإيجابية، ووفورات الضرائب النقدية، هي عوامل داعمة لم تُقدّر بعد بالشكل الكافي.

ضعف الدولار قد يدعم الأرباح

بحسب استراتيجيي “غولدمان ساكس” بقيادة ديفيد كوستين، فإن ضعف الدولار مؤخراً قد يشكّل دعماً بسيطاً لأرباح الشركات المدرجة في “إس آند بي 500″، مما يعوّض جزئياً الضغوط الناتجة عن الرسوم الجمركية.

وقال ريتشارد سابرستين من “تريجري بارتنرز”: “رغم أن التقييمات مرتفعة، فإن جزءاً كبيراً من مؤشر ‘إس آند بي 500’ يتكون من شركات التكنولوجيا ذات القيم السوقية الكبرى، والتي تتمتع بنمو ثابت، وتدفقات نقدية قوية للغاية وهوامش ربح عالية. لذا، فإن التقييم ليس مؤشراً موثوقاً لاتجاهات السوق المستقبلية”. وأشار إلى أن تراجع التضخم، واستمرار النمو، واستقرار أسعار الفائدة تشكل ثلاثية إيجابية تدعم تقييمات السوق الحالية.

وأضاف: “معظم شركات ‘العظماء السبعة’ ستواصل قيادة السوق بفضل نمو أرباحها اللافت، وتدفقاتها النقدية الضخمة، واستمرار الطلب على أعمالها. إن رياح الذكاء الاصطناعي لا تزال في بدايتها، وستعود بالفائدة الأكبر على عمالقة التكنولوجيا”.

ويرى استراتيجيو “دويتشه بنك” بقيادة باراغ تاتي أن استمرار نمو الأرباح يشير إلى وجود مجال لزيادة المراكز في الأسهم.

هدوء مريب في تقلبات السوق

لم يسجل مؤشر “إس آند بي 500” أي تحركات صعودية أو هبوطية تفوق 1% منذ أواخر يونيو. ولفت مارك هاكيت من “نيشنوايد” إلى أن مؤشرات التقلب ما تزال “هادئة بشكل مريب”.

وقال: “هذا الهدوء غير معتاد، وقد يعكس كلاً من إرهاق المستثمرين وتردد المؤسسات في مخالفة الاتجاه الحالي”.

وتابع: “نحن في فترة يمكن أن يتحول فيها الهدوء بسرعة إلى تهاون. ومع أن احتمال الانعكاس وارد، إلا أن التمركزات الحالية تشير إلى أن حدوث موجة صعود هو الأرجح قبل أي تراجع”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *