مفاوض ياباني يتوجه إلى واشنطن لجولة ثالثة من محادثات التجارة

توجه كبير المفاوضين التجاريين في اليابان، ريوسي أكازاوا، يوم الجمعة إلى الولايات المتحدة للمشاركة في جولة ثالثة من محادثات التجارة مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وسط إصرار طوكيو على تجنب التوصل إلى اتفاق لا يعالج مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على صناعة السيارات الرئيسية لديها.

قال أكازاوا للصحفيين يوم الجمعة من مطار هانيدا في طوكيو قبل مغادرته: “لن يكون هناك اتفاق ما لم يكن الطرفان راضيين”. وأضاف أن “الولايات المتحدة لديها مصالح وطنية، وكذلك اليابان لديها مصالحها الوطنية التي لا بد من حمايتها”.

تأتي هذه الزيارة في وقت كانت تُعد فيه اليابان من أوائل الدول المؤهلة للتوصل إلى اتفاق مبكر، لكنها بدت متأخرة عن دول أخرى بعدما أبرمت الولايات المتحدة اتفاقاً أولياً مع المملكة المتحدة، وإلى هدنة بشأن الرسوم الجمركية مع الصين.

ومن المقرر أن يعود أكازاوا إلى اليابان يوم الأحد.

لقاءات مع مسؤولي التجارة الأميركيين

أفادت تقارير إعلامية محلية أن أكازاوا من المتوقع أن يلتقي بكل من الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، فيما سيتغيب وزير الخزانة سكوت بيسنت، عن الاجتماع.

كما ذكرت صحيفة “يوميوري” أن أكازاوا يخطط للعودة مجدداً إلى واشنطن في 30 مايو للقاء بيسنت. ويشير احتمال إجراء زيارة أخرى خلال أسبوع إلى أن الجولة الأخيرة من المحادثات لن تُفضي على الأرجح إلى اتفاق نهائي.

رسوم جمركية ثقيلة تهدد صادرات اليابان

وكما هو الحال مع دول أخرى، فرض ترمب رسوماً جمركية بنسبة 25% على واردات اليابان من السيارات والصلب والألمنيوم، بالإضافة إلى رسوم شاملة قدرها 10%. ومن المقرر رفع ما يُعرف بالرسوم الجمركية “المتبادلة” إلى 24% مطلع يوليو المقبل، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق تجاري.

تُشكل السيارات وقطع غيارها نحو ثلث إجمالي الصادرات اليابانية إلى الولايات المتحدة. ويُعد قطاع السيارات محركاً أساسياً للنمو الاقتصادي في اليابان، حيث يوفر وظائف لنحو 8% من القوى العاملة في البلاد.

التمسك بالمصالح الوطنية

أكد رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا أن اليابان لن تفرط في مصالحها الوطنية بالتسرع في توقيع اتفاق، أو القبول بصفقة لا تتناول مسألة الرسوم المفروضة على السيارات.

في الوقت نفسه، شدد كل من إيشيبا وأكازاوا على أنهما لن يضحيا بالمزارعين اليابانيين من أجل إنقاذ قطاع السيارات. ويواجه القطاع الزراعي انتقادات أميركية بشأن الرسوم الجمركية المرتفعة المفروضة على واردات الأرز، فيما أفادت تقارير إعلامية محلية أن طوكيو قد تنظر في زيادة مشترياتها من فول الصويا والذرة الأميركية للمساعدة في التوصل إلى اتفاق.

رغم أن التوقعات كانت تشير إلى أن رئيس الوزراء سيتوصل إلى اتفاق قبل انتخابات مجلس الشيوخ المرتقبة هذا الصيف، إلا أن حكومة الأقلية التي يقودها قد لا تتحقق نتائج جيدة في صناديق الاقتراع إذا ظهرت بموقف متساهل أمام المطالب الأميركية.

وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن تراجع شعبية إيشيبا إلى أدنى مستوياتها منذ توليه منصبه العام الماضي.

حماية المزارعين

من جهته، دعا وزير الزراعة الياباني الجديد، شينجيرو كويزومي، أكازاوا إلى حماية المزارعين وتجنب الرد على التساؤلات المتعلقة بإمكانية استيراد الأرز من الولايات المتحدة. وكان سلفه في المنصب قد استقال هذا الأسبوع بعد أن قلل على ما يبدو من أهمية ارتفاع أسعار الأرز الذي أجج موجة غضب شعبي.

وقال أكازاوا مساء الخميس: “موقفنا لا يزال ثابتاً في مطالبتنا القوية بمراجعة سلسلة الإجراءات الجمركية الأميركية”.