مصر وتركيا تسعيان للتعاون في ملف الطاقة لدفع العلاقات
التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بنظيره التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، اليوم الأربعاء، حيث يتطلع الطرفان إلى تحسين العلاقات بين البلدين عقب خلافات دامت لسنوات وإلى تعاون أوثق في ملفات الطاقة والدفاع والحرب في غزة.
وقعت الدولتان اتفاقية تعاون استراتيجي رفيعة المستوى، وصرّح أردوغان أنه والسيسي لديهما “إرادة مشتركة” لتحسين العلاقات في مجموعة من المجالات، بما في ذلك الطاقة والدفاع. ووقعت الدولتان 17 مذكرة تفاهم، وفق ما أوردته بلومبرغ.
كانت نقطة التحول الرئيسية هي اللقاء بين رئيسي البلدين في نوفمبر 2022 في العاصمة القطرية الدوحة، على هامش حضورهما افتتاح كأس العالم لكرة القدم. وقام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارة مصر في فبراير الماضي بعد علاقات فاترة دامت أكثر من 10 سنوات.
الغاز الطبيعي والطاقة النووية
قال أردوغان خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس المصري تم بثه على التلفزيون: “لدينا الرغبة في تحسين تعاوننا مع مصر في مجال الطاقة، وخاصة في الغاز الطبيعي والطاقة النووية”.
تحرص تركيا على استيراد الغاز الطبيعي المسال من مصر كجزء من خطتها لتكون مركزاً للإمدادات إلى أوروبا. كما تريد إعادة تشغيل سفن شحن البضائع بين ميناءي مرسين التركي والإسكندرية في مصر.
وتستهدف مصر زيادة حجم التبادل التجاري غير النفطي مع تركيا بما يتراوح بين 20% و25% لتصل إلى حوالي 8 مليارات دولار خلال العام المقبل، وذلك مقابل 6.3 مليار دولار عام 2023، بحسب مسؤول حكومي مصري تحدث لـ”الشرق”.
تُعد تركيا أكبر دولة مستوردة من مصر في الأعوام الثلاثة الماضية. وتمثل الصادرات الصناعية القسم الأكبر من صادرات مصر إلى تركيا، فيما تشكل الصادرات البترولية نسبة لا تتجاوز 12% من إجمالي صادرات مصر لتركيا، بحسب المسؤول.
وفي مجال الدفاع، تبحث تركيا عن المزيد من المشترين لطائراتها العسكرية بدون طيار وسياراتها المدرعة.
كما تتطلع مصر لجذب استثمارات تركية جديدة بقيمة مليار دولار خلال 18 شهراً، تشمل قطاعات مختلفة أهمها الملابس والأجهزة المنزلية والكهربائية، بحسب ما ذكره مسؤول حكومي مطلع على الملف لـ”الشرق” في يوليو الماضي. يتجاوز الحجم الإجمالي للاستثمارات التركية في مصر 3 مليارات دولار، من خلال 1700 شركة، وفق أحدث بيانات وزارة الصناعة والتجارة المصرية.
ووفق بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وتركيا 3 مليارات دولار خلال النصف الأول من 2024، مقابل 3.7 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2023.
تقارب تركي عربي
يُعد تقارب أردوغان مع مصر جزءاً من خطة أوسع لإصلاح العلاقات مع القوى العربية، والاستفادة من ذلك لتعزيز الاقتصاد التركي من خلال المزيد من الاستثمار والصادرات. وقد قام بجهود مماثلة مع السعودية والإمارات خلال العامين الماضيين.
وخلال زيارة اليوم، ناقش الزعيمان الصراع المستمر بين إسرائيل وحماس، حيث وصفه الرئيس المصري بأنه “أزمة غير مسبوقة”. وانتقد كلاهما بشدة حرب إسرائيل في غزة ودعوا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى قبول وقف إطلاق النار. قد يلعب الرئيسان دوراً رئيسياً فاعلاً بمجرد توقف القتال وبدء إعادة إعمار غزة.