اخر الاخبار

مصرفيو لندن يسعون لإحياء سوق الاكتتابات بعد تعثر طرح “شي إن”

يعلّق المصرفيون والمستثمرون في لندن آمالهم على عدد محدود من الشركات المرشحة لإطلاق نشاط الاكتتاب العام الأولي من جديد، بعد أن توقفت عملية الإدراج المرتقبة لشركة “شي إن”.

كانت عملية الطرح العام الضخمة لشركة “شي إن”، المقررة هذا العام والتي سعت في مرحلة ما إلى تقييم يصل إلى 50 مليار جنيه إسترليني (67 مليار دولار)، تُعدّ بمثابة الشرارة التي يحتاجها سوق لندن لإحياء نشاط الاكتتابات.

لكن شركة الأزياء، التي أسسها صينيون، وجدت نفسها وسط الحرب التجارية الأميركية، ما أدى إلى تباطؤ التقدم في الصفقة إلى حد كبير، فيما تقيّم “شي إن” تأثير القيود التجارية على أعمالها، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ”.

ضعف سوق الاكتتابات في لندن

شهدت أسواق رأس المال في المملكة المتحدة فترة صعبة، مع تراجع حاد في عدد الطروحات الأولية في السنوات الأخيرة، وتفاقم الوضع بسبب انتقال العديد من الإدراجات البارزة إلى الخارج. وانخفضت عمليات جمع الأموال من الاكتتابات في لندن إلى ما دون مليار دولار في عام 2024، وهي المرة الثانية فقط منذ الأزمة المالية التي تهبط فيها هذه القيمة إلى هذا الحد، بحسب بيانات “بلومبرغ”.

قال مايك جيكوبس، الشريك المتخصص في أسواق رأس المال بشركة المحاماة “هيربرت سميث فريهيلز” (Herbert Smith Freehills): “في بداية العام، كان هناك تفاؤل حقيقي بانتعاش دوري في سوق الاكتتابات، لكن التقلبات الاقتصادية والسوقية، وخصوصاً في القطاعات المتأثرة بالرسوم الجمركية، عادت لتفرض نفسها بشدة”.

ومع ذلك، تشير قائمة من الصفقات المخطط لها في الفصول المقبلة إلى بعض الأمل الذي ينتظره السوق. ورغم استمرار الآثار السلبية المترتبة على الحرب التجارية على الاكتتابات في أوروبا وأميركا، يؤكد مصرفيون أن عدداً من الشركات يسعى للإدراج فور عودة الاستقرار.

أفاد بريان هانراتي، رئيس قسم أسواق الأسهم في بنك الاستثمار البريطاني “بيل هانت”، أن “جداول الاكتتابات تغيرت الآن. هناك ما بين 3 إلى 5 شركات بارزة تستعد للإدراج في لندن خلال الفصول القادمة”.

ومن بين الشركات التي تفكر في خوض غمار الطرح رغم التقلبات، شركة “آي فوريكس” (iFOREX)، وهي منصة تداول تبلغ إيراداتها 50 مليون دولار، وقد أعلنت يوم الجمعة عن خطط محتملة للإدراج في بورصة لندن.

وتشمل الشركات الأخرى التي تدرس الطرح في لندن هذا العام شركة المدفوعات “إيبوري” (Ebury)، المدعومة من “بانكو سانتاندير” (Banco Santander)، ومزود الائتمان الاستهلاكي “نيو داي” (NewDay) المملوك لشركات الأسهم الخاصة، بالإضافة إلى شركة “ميتلين إنرجي آند ميتالز” (Metlen Energy & Metals) اليونانية.

بدائل الطرح

تعمل شركة “نافوي ماينينغ آند ميتالورجيكال كو” (Navoi Mining & Metallurgical Co) الأوزبكية على تكثيف تحضيراتها للإدراج في سوق الأسهم، في حين تفكر شركة “إيكوسيريس” (EcoCeres) ومقرها هونغ كونغ، في لندن كموقع محتمل لإدراجها العام المقبل، وفقاً لما ذكره أشخاص مطلعون على الأمر.

في المقابل، قد يتجه مالكو الأسهم الخاصة إلى بدائل لتصفية حصصهم، مثل بيع الشركة كلياً أو جزئياً. على سبيل المثال، مالكو “نيو داي”، وهم “سي في سي كابيتال بارتنرز” (CVC Capital Partners) و”سينفين” (Cinven)، تلقوا عروض اهتمام من مشترين محتملين، وفقاً لما ذكرته “بلومبرغ” الشهر الماضي. 

ولا يزال المستثمرون يعانون من الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في موجة الإدراجات السابقة في بريطانيا، إذ أعلنت “ديليفرو” (Deliveroo) هذا الأسبوع عن صفقة استحواذ من قبل “دورداش” (DoorDash) مقابل أقل من نصف تقييمها البالغ 7.6 مليار جنيه إسترليني عند إدراجها قبل نحو 4 سنوات.

إصلاحات حكومية لإنعاش السوق

“لا شك أن الأداء السيئ لطروحات عام 2021 لا يزال حاضراً في أذهان المستثمرين”، وفق جيمي كونستابل، استراتيجي الأسواق في شركة “سينغر كابيتال ماركتس”، ومقرها لندن. لكنه اعتبر أننا “لا نرى أن ذلك يدفع المستثمرين إلى مقاطعة الشراء، بل إنهم متحمسون لفرص استثمارية جديدة”.

لتشجيع المزيد من الطروحات، بدأت السلطات البريطانية في تنفيذ أكبر إصلاح لقواعد الإدراج منذ عقود، بما في ذلك تخفيف قواعد التصويت وهياكل الأسهم. كما يجري النظر في وسائل لتحفيز الاستثمار من مدخرات التقاعد، مثل دمج صناديق التقاعد الحكومية.

ترى كارولين إسكوت، المديرة العليا للاستثمار في صندوق التقاعد “رايل بن” (Railpen) الذي يدير أكثر من 34 مليار جنيه إسترليني، أنه لا يزال بالإمكان فعل المزيد لتسهيل الوصول إلى رأس المال، بما في ذلك تعزيز الاستثمار الفردي ودعم حكومي أوسع للشركات الناشئة.

واقترح جيسون بالتروفيتز، مدير منصة التداول “أو تي سي ماركتس” (OTC Markets)، إلغاء ضريبة الدمغة على الأسهم وتعزيز بورصة الشركات الناشئة “AIM” التابعة لبورصة لندن، معتبراً أن: “لندن بحاجة إلى مضاعفة دعمها لـ(AIM) لبناء شركات في مراحلها المبكرة، بدلاً من التركيز فقط على جذب الأسماء الرنانة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *