اخر الاخبار

مصافي الهند تستعد لهبوط كبير في مشتريات النفط الروسي

أوقفت شركات التكرير الهندية، التي تستحوذ على أكثر من نصف واردات البلاد من الخام الروسي، عمليات الشراء للأشهر المقبلة، مما يعزز التوقعات بانخفاض حاد في المشتريات المقررة للتسليم في ديسمبر ويناير.

 تدرس شركات التكرير الهندية، وهي أكبر المشترين للنفط المنقول بحراً من موسكو، خياراتها منذ أن أدرجت السلطات الأميركية الأسبوع الماضي شركتي “روسنفت” و”لوك أويل” الروسيتين ضمن القائمة السوداء، وهي الآن تستعد لتوقف طويل عن الشراء.

شركة “ريلاينس إندستريز” (Reliance Industries)، أكبر مستورد للنفط في الهند، والتي وقّعت قبل أشهر قليلة عقد استيراد طويل الأجل مع “روسنفت”، لن تتسلم أي شحنات نفط روسي في الوقت الراهن، حسبما قال  شخص مطلع على الخطط، طلب عدم الكشف عن هويته كون المعلومات خاصة.  وكانت الشركة تواجه بالفعل حظراً أوروبياً وشيكاً على المنتجات النفطية المكررة باستخدام خام روسي.

مشتريات الهند من النفط الروسي

قالت شركة  “مانغلور ريفاينري آند بتروكيمكالز” (Mangalore Refinery and Petrochemicals) وهي من بين الشركات الحكومية الأصغر حجماً، إنها علّقت جميع عمليات الشراء حالياً، مشيرةً إلى مخاطر التعرّض لعقوبات ثانوية.

كما علقت شركة “إتش بي سي إل-ميتال إنرجي” (HPCL-Mittal Energy)، وهي مشروع مشترك بين مجموعة “ميتال إنرجي” (Mittal Energy) التابعة للملياردير لاكشمي ميتال وشركة “هندوستان بتروليوم” (Hindustan Petroleum)، إبرام أي صفقات جديدة.

استوردت الشركات الثلاث مجتمعة نحو 920 ألف برميل يومياً من الخام الروسي خلال النصف الأول من العام، ما يمثل حوالي 52% من إجمالي واردات الهند، بحسب بيانات شركة التحليلات “كبلر” (Kpler).

اقرأ أيضاً : مصافي الهند قد تخفض واردات النفط الروسي بعد تصريحات ترمب

من المرجح أن يتراجع حجم واردات الهند من النفط الروسي إلى الصفر في الوقت الراهن، غير أن هذا الوضع قد يتغير مع مرور الوقت مع اتضاح عوامل أخرى، من بينها تطبيق العقوبات وتطور المحادثات التجارية بين الهند والولايات المتحدة.

بدائل من الشرق الأوسط وأميركا

في هذه الأثناء، تتحرك شركات التكرير لسد الفجوة التي خلفها توقف الإمدادات الروسية. فقد اشترت شركة “ريلاينس” الأسبوع الماضي ما لا يقل عن 10 ملايين برميل من شحنات النفط القادمة من الشرق الأوسط والولايات المتحدة لتعويض النقص. كما اشترت شركة “إم آر بي إل” (MRPL) شحنة فورية من الخام من أبوظبي.

 قالت شركة “إنديان أويل كورب” (Indian Oil Corp) المملوكة للدولة في وقت سابق من هذا الأسبوع إنها “لن تتوقف إطلاقاً” عن شراء الخام الروسي، لكنها ستلتزم في الوقت نفسه بالعقوبات الدولية.

كما أعربت “بهارات بتروليوم” (Bharat Petroleum)، وهي شركة حكومية أخرى، عن اهتمامها بشراء بعض كميات الخام الروسي خلال دورة الشراء والبيع الجارية الآن. 

مع ذلك، سعت شركة “إنديان أويل كورب” منذ ذلك الحين للحصول على ما يصل إلى 24 مليون برميل من الخام من الأميركيتين بموجب عقد توريد طويل الأجل.

اقرأ أيضاً: المصافي الحكومية الهندية تدرس بدائل النفط الروسي بعد العقوبات

الهند تبحر وسط العاصفة

قال فيكاس كوشال، رئيس مجلس إدارة شركة “هندوستان بتروليوم” الحكومية، خلال مكالمة مع محللين يوم الجمعة، إن الشركة أوقفت تكرير الخام الروسي بسبب ضعف الجدوى الاقتصادية. وأضاف أن الشركة تعالج حالياً كميات أكبر من الخام القادم من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا بدلاً من النفط الروسي.

تخضع تحركات شركات التكرير الهندية، الحكومية والخاصة، لتدقيق مكثف في الأسابيع الأخيرة، مع ترقب المتعاملين لأي تغيّر في سلوكها بعد الموجة الجديدة من القيود الأوروبية والأميركية على روسيا.

توازن الهند بعناية بين ضغوط دولية متضاربة إذ كانت دائماً أكثر حذراً من الصين في خرق العقوبات الغربية.

لم ترد شركات “ريلاينس” و”إم آر بي إل” و”إنديان أويل” و”بهارات بتروليوم” على طلبات التعليق.

قد يهمك: أكبر مصفاة نفط في الهند تبحث عن شحنات من الأميركيتين بعد عقوبات روسيا

النفط غير الخاضع للعقوبات

ينصب التركيز حالياً على الخام الروسي الذي تبيعه شركات غير خاضعة للعقوبات، إضافة إلى الشحنات القادمة من الشركات المدرجة على القائمة السوداء التي تُنقل أو تُسوّق عبر شركات أصغر.

خلال العام الماضي، زوّدت شركات “روسنفت” و”لوك أويل” و”سورغوت نفت غاز” و”غازبروم نفط”، وجميعها خاضعة حالياً للعقوبات، الهند بأكثر من 80% من وارداتها من النفط، وفق بيانات “كبلر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *